أخر الأخبار

ما يتعدى خلاف البرهان وحميدتي

 

بقلم:عبدالله رزق ابوسيمازه

 

تبدو ظاهرة سفر البرهان ونائبه حميدتي،كراسين للدولة،كلا على حدة،وعلى مدار يومين متتابعين،لاجراء محادثات في انجمينا، مع راس السلطة الانتقالية في تشاد،حول قضايا امنية وحدودية بجانب العلاقات الثنائية بين السودان وتشاد ،حسب مارشح في اجهزة الاعلام، ظاهرة سياسية نادرة الحدوث،وكأي ظاهرة فلكية،قد لاتحدث في العمر غير مرة.لكن تكمن بعض اهميتها في انها تسلط المزيد من الضوء على الخلاف بين الفريقين ،ومدى اتساع الجفوة التي اصبحت تفصل بينهما.فبعد ان كان خلاف رئيس المجلس السيادي الانقلابي ونائبه الاول، يتصل باجندة داخلية،بدا الان ان له ابعادا خارجية محسوسة.

واذا صح ان البرهان ومحمد كاكا، قد تطابقت اراؤهما ورؤاهما حول القضايا موضوع التباحث بينهما،فب العاصمة التشادية ،يوم الاحد الماضي،فالراجح ان هذه الفرضية لا تنطبق على محصلة محادثات حميدتي-كاكا،في اليوم التالي.

فواقعة تتابع سفر الفريقين لانجمينا،لا تسمح برؤية فجوة الخلاف التي تفصلهما،حسب، وانما تسمح -ايضا- برؤية بادرة اصطفاف على جانبي خط التقسيم الذي افرزه الصراع الاقليمي والدولي،خاصة،على موارد المنطقة، من الذهب واليورانيوم والماس.وساهمت حرب اوكرانيا في تسعيره.

ففي حين يصطف برهان وكاكا الى جانب فرنسا وامريكا والمعارضة الناشطة في جمهورية افريقيا الوسطى، فان حميدتي،الذي اجهض محاولة لقلب نظام الحكم في بانغي، بمشاركة “كبار في الخرطوم”،على حد قوله،يجد نفسه، يقف بشكل طبيعي في الخندق المقابل ،مع روسيا، ومع تواديرا وحلفائه، وفي مقدمتهم قوات فاغنر والمعارضة التشادية.

وحسب موقع المهنيين التشاديين،فان محمد كاكا،بدعوته لحميدتي وبرهان لزيارة انجمينا،كان من ضمن هواجسه نشاط سياسيين تشاديين داخل السودان. وفي وقت سابق، تم رصد اتصال بين تيمان اردمي،وهو قيادي بارز في المعارضة،مع فاغنر لاجل التنسيق والدعم.

لقد عمل برهان لوقت طويل للايحاء بان جوهر ازمة البلاد هو صراع بين عسكريين ومدنيين. وقد آن الاوان لازالة هذه الغشاوة، ومواجهة حقائق التنافر العسكري-العسكري،قبل تفاقمه .ومن شان تجاهل ما يسمى “العملية السياسية” الجارية ،للحالة الاستثنائية الانتقالية،المجسدة في “السواقة براسين”،بمخاطرها الكامنة، ان يجعل تلك “العملية” اشبه بشملة كنيزة:”تلاتية وقدها رباعي!”.

فالتصدي لهذا الوضع الاشكالى على قمة السلطة،وفي قلب المكون الانقلابي ،هو مدخل طبيعي لمنع انزلاق بلادنا في الرمال الاقليمية والدولية المتحركة،والحيلولة دون تعريضها لمخاطر الصراعات التناحرية في البلدان المجاورة، او تحويلها لساحة من ساحاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى