أخر الأخبار

 دُعاش

حركة الوالي وحركة الطفل

 

بقلم: علاء الدين بابكر

 

ظهر والي ولاية غرب دارفور الجنرال (خميس عبدالله أبكر )في فيديو صادم يحكي ويوصف حركة غير لائقة صدرت من (شافع) إثناء سير موكبه؛حسب روايته في مؤتمر صحفي (محضور) .

 

بالتأكيد حركة غير مقبولة من الطفل ومن الوالي كذلك ؛ الطفل فعل ذلك في نطاق ضيق لكن الوالي قام بهذا الفعل على الملأ وفي نطاق واسع كل السودانيين شاهدوا وسمعوا حركة الوالي نقلاً عن الطفل .

 

العمل العام والخطابات الموجهة إلى الجماهير فيها حد أدنى من اللباقة والذوق والإحترام؛ كان حرياً بالوالي أن يكتفي بالقول تلميحاً أن طفلاً ما صدرت منه حركة غير لائقة ؛لكنه أصر على تمثيل الوقاحة بصراحة يحسد عليها.

 

إذا نظرنا إلى حركة الطفل من زاوية أخري نجد أن الطفل وظف وسائل الزمان والمكان لإيصال صوته وتوصيل رأيه والتعبير عن رفضه للحكومة وسياساتها على طريقته.

 

الوالي من حيث لايدري وصَّل مضمون رسالة الطفل كاملة ؛أن المواطنين يرفضونه وما قام به الطفل واحدة من أساليب المقاومة والرفض لحكومة أولاد القضارف والفلول.

 

كان يجب على الوالي أن يفهم حركة الطفل بصورة مختلفة ومن زاوية إيجابية؛طفل في سن المدرسة يتواجد في الشارع هذا يعد تقصير وعدم مسؤلية من الحكومة التي يرأسها الجنرال (خميس )وليس قلة ادب كما تفضل الوالي .

لو وجد الطفل مقعد للدراسة لما قابله في الشارع وفعل مافعله ؛لكن فقدانه لمقعد الدراسة دفعه للتعبير عن رفضه وتبرمه بطريقته الخاصة ؛ ما قام به الطفل شكل من أشكال المقاومة.

 

عدم حصول الطفل على مقعد للدراسة هو فشل يحسب للوالي وليس مكانا للتندر والامتعاض .

 

كان على الوالي أن يتحمل مسؤوليته كرجل دولة ويعلن عن فشله في عدم قدرته على توفير مقعد للدراسة لهذا الطفل الذي يعد ضحية لعدم التخطيط السليم والسياسات الخاطئة.

 

ليس مطلوب من الوالي أن يسلم على الصغير والكبير في الشارع المطلوب منه توفير الأمن والخدمات لهذا الطفل وبقية المواطنين .

 

السارينا او الكنفوي هي رمزية للسلطة الوقوف في الشارع والسلام علي (الغاشي والماشي ) هو تقليل من هذه الرمزية التي في الأصل ملك للمواطنين.

 

وفر الخدمات الصحة والتعليم والأمن حينها لن تجد أحد يتبرم من وجودك واعتلائك لعرش الولاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى