أخر الأخبار

الدعم السريع…هل تحول الى حزب سياسي؟  

بقلم:عبدالله رزق ابوسيمازه

 

صدر يوم امس الخميس،9 فبراير 2023،بيان باسم الناطق الرسمي لقوات الدعم السريع ،موجه ل”الجماهير” ،كعادة الاحزاب السياسية. واعلن البيان،المعنون ب “تعميم صحفي”،تجديد “قوات الدعم السريع، التزامها الثابت بالاتفاق الإطاري، الذي يؤسس لدعائم الحكم المدني الديمقراطي، وسيادة حكم القانون، واحترام حقوق الإنسان، ويؤدي إلى استقرار البلاد، والانفتاح مجدداً على المجتمع الدولي .”وقد تصادف صدور هذا البيان/التعميم الصحفي،مع نهاية زيارة المبعوثين الدوليين الستة للبلاد والتي بدات يوم الثلاثاء،وشهدت لقاءات مع العديد من القوى السياسية وممثلي النظام من اجل دفع عملية التسوية وازالة العقبات التي تعترض سبيل الاتفاق الاطاري،باعتباره،حسب وفد المبعوثين،”الاساس الوحيد” و”الامثل” للوصول لاتفاق نهائي تتشكل بموجبه حكومة مدنية ذات مصداقية يمكن ان يتعامل معها المجتمع الدولي.ويجيء البيان/التعميم في سياق احتدام الخلافات العلنية بين حميدتي،قائد الدعم السريع ،من جهة،والبرهان وكباشي من الجهة الاخرى،حول الموقف من “الاطاري”،بالذات،بعد ان وضح ان لكل من البرهان وكباشي تحفظات حوله.بذلك يسجل الدعم السريع وقائده نقاط على حساب برهان ومعسكره.على الرغم من ان البرهان اكد للمبعوثين في اخر لقاء معهم التزامه بالاطاري وبالعمل لاقناع المانعين به،وتوسيع دائرة مؤيديه وصولا لتشكيل الحكومةالمدنية واخراج الجيش من المشهد السياسي. ولم يفت ذلك علي الدعم السريع الذي دعا في تعميمه الصحفي ” بقية الأطراف غير الموقعة، إلى الانضمام، للاتفاق الإطاري، حفاظاً على أمن واستقرار الوطن، واستكمالاً لأهداف ثورة ديسمبر المجيدة.” غير ان البيان /التعميم لم يقتصر على ذلك، فقد تضمن تنبيها ل” جماهير الشعب السوداني”،يبدو انه جوهر البيان/التعميم،والغرض الاساسي لصدوره، “إلى عدم الالتفات إلى الشائعات المغرضة، التي يجري تداولها من حين لآخر، في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد، وتقويض العملية السياسية.” غير ان البيان /التعميم الصحفي،لم يحدد تلك “الشائعات المغرضة”،لكن يمكن التكهن بها وموضعتها في اطار خلاف البرهان-حميدتي،وصراعهما المكتوم.فاخر ماتداوله ناشطو السوشال ميديا هو منشور بقرار يتضمن دمج الدعم السريع في القوات المسلحة ضمن خطة اعادة هيكلة ،يصبح بموجبها حميدتي مساعدا للبرهان،الذي سيتولى منصب القائد العام،بعد انهاء العمل بنظام هيئة الاركان.وقد نفى الناطق الرسمي للقوات المسلحة صحة المنشور وصدوره من البرهان،رغم ان بعض ناشطي سوشال ميديا،قد اكدوا “تسريب” المنشور من منافذ تابعة لمعسكر البرهان.

وفي ختامه،جدد البيان/التعميم الصحفي تاكيده بان

” المؤسسة العسكرية، ملتزمة بما وقّعت عليه في الاتفاق الإطاري في الخامس من ديسمبر 2022م.”

لكن باي حق يتعدى ناطق الدعم السريع،الحديث باسم منظومته العسكرية،للحديث نيابة عن ما اسماه بالمؤسسة العسكرية،وهو عنوان فضفاض،وباي تفويض،وماذايقصد ب”المؤسسة العسكرية”؟هل يقصد القوات المسلحة التي يتحدث البرهان باسمها،دائما،وباسمها يتخذ المواقف،ويوقع على الاتفاقات،حيث وقع في الخامس من ديسمبر علىالاطاري؟

وفي انتظار توضيحات اكثر،وربما ردود من البرهان او كباشي، فان من الممكن النظر الى البيان /التعميم،كجزء من عدة الصراع والخلاف بين حميدتي والبرهان،وان جهود المبعوثين ،خلال الايام الثلاثة الماضية لم تنجح في احتوائه،ضمن مسعاهم لتوحيد الجميع حول الاتفاق الاطاري،والتقدم صوب الاتفاق النهائي،ما يشي باحتمال رؤية فصول اخرى من هذا الخلاف وما يستدعيه من صراع.غير ان اهم ما ينطوي عليه هذا البيان /التعميم الصحفي هو التبشير بتقدم الدعم السريع لحزب سياسي،بحانب حقيقته كتنظيم عسكري،ومؤسسة اقتصادية،في نفس الوقت .فالبيان /التعميم الصحفي يجسد ممارسة سياسية،مكتملة النضج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى