أخر الأخبار

دُعاش

المتاجرة بالقضايا العادلة محلية (بُرام) نموذجاً 

 

بقلم: علاءالدين بابكر

 

(برام) حاضرة نظارة قبيلة الهبانية العربية المعروفة التي تمتهن رعي الأبقار ؛ تعد من أقدم وأغني وأبرز محليات ولاية جنوب دارفور ؛تبعد عن حاضرة الولاية (نيالا) حوالي (١٢٩) كيلو مترا بإتجاه الجنوب.

 

يطلق (الهبانية )علي محلية (برام )اسم (الكلكة ) وذلك لوفرة الكلأ والماء وكذلك يلقبونها ب(الحديبة أم الديار ) ويتغني الهبانية بأمجاد (برام )بقولهم (الحديبة أم الديار رز ووز وورل كبير مابفز ونقارة بتقول دز)

 

قدر (برام )حباها الله بموارد متنوعة ثروة حيوانية ومياه ومعادن ومنتجعات سياحية مع ذلك تعاني من الفقر والتخلف التنموي ونقص في الخدمات.

 

واحدة من النقاط السوداء التي وضعتها الحركات المسلحة في صحيفتها هي الهجوم علي (برام) في العام (٢٠٠٤) وتصفية وكيل الناظر (عمر علي الغالي) وعدد من أبناء عمومته وهم مدنين كل ذنبهم استخدموا حق الدفاع عن النفس.

 

مافعلته الحركات في (برام )جريمة مكتملة الأركان حيث لايعقل ان تكون المستشفي مسرح للقتال والضحايا مدنين .

 

قبل عام أو يزيد تصدى نفر من أبناء (برام) ونبشو هذه الجريمة الفضيحة وازاحوا عنها الغبار ؛لان (برام) ليست حامية أو سكنة عسكرية حتي تتعرض لما تعرضت له .

 

تصدت هذه المجموعة للحركة التي هاجمت (برام )وطالبت بإنصاف الضحايا ومحاكمة القتلة؛ لأن القضية عادلة والجريمة معروفة تعاطف الجميع مع الحملة وذلك لحسن النية وصدق النوايا ؛افترض الناس أن النتيجة ستكون إنصاف للضحايا وتقديم القتلة إلى محاكمات عادلة.

 

لكن فجأة انحرفت القضية وتمت مقايضتها بوظائف وأموال وضاعت الدماء سدى بين المصالح الشخصية والمتاجرة بالقضايا العادلة؛ يقول المثل الشعبي (الفي خشمه جرداي ولا بعضي ) الجرداي والاموال التي وضعت على (خشومهم) منعتهم من الإستمرار في المطالبة بالحقوق وانطبقت عليهم المقولة التي تقول (هولاء كالذي يغمس العيش في دماء اهاليه ويأكله)

 

لم يقتصر الأمر على هذه القضية بل تعداه الى إشهار الحناجر مرة أخرى ومواجهة السلطة المركزية عن التعدين في محيط (برام ) أو المناطق التابعة لها وعدم استفادة أهل المنطقة من التعدين والتوظيف ويتحمل سكان (برام )لوحدهم مخاطر مخلفات التعدين .

أجمع أهل (برام )على صحة المطالب وعدالتها وسرعان ما تقزمت المطالب العادلة إلى فوائد شخصية ؛والأضرار البيئية لم تبارح مكانها والتنمية غائبة لكن المصالح الشخصية تحققت (وتاني) ماتت قضية عادلة وسط زحمة الخطاب الانتهازي .

 

الناس في (برام) يعرفون بعضهم جيداً ومطلعون على المثالين اللذين تفضلت بهما والمثالان قضيتان عادلتان لكن تبنتهما قوي انتهازية احترفت المتاجرة بالقضايا العادلة والتحدث باسم المنطقة من أجل تحقيق مآرب شخصية.

 

التصدي لجيوش الانتهازيين والنفعيين ولجمهم هي مسوؤلية أبناء (برام) الخلص الذين يقدمون العام على الخاص.

الهجوم على (برام ) من المجموعات المسلحة في حد ذاته جريمة تلزم المهاجمين أن يعتذروا لأهل (برام ) أما الجرائم المرتكبة بحق المواطنين تلك قصة أخرى ولن تسقط بالتقادم أو الاعتذار.

التصدي للانتهازين الذين يعتبرون القضايا العادلة سلم لتحقيق مصالحهم الخاصة مهمة ابناء (برام).

 

أصحاب الحناجر والحلاقيم الكبيرة الذين يعبرون عن مصالحهم الخاصة بإثارة القضايا العادلة شوهوا سمعة برام وأهلها كأنما كل اهل (برام )مثل هولاء.

 

نشهد أن (برام) أرفع قامة من أن يكون هولاء الانتهازيين واجهتها.

(برام) تستحق قيادة بحجم تضحياتها وتاريخها وسمعتها الناصعة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى