المكونات الثورية بغرب دارفور ما بين مطرقة الإلتفاف القبلي وسندان العبور الي المجهول

المكونات الثورية بغرب دارفور ما بين مطرقة الإلتفاف القبلي وسندان العبور الي المجهول

بقلم عبدالرحمن محمد أحمد

لم يكن في يوم من الأيام أن يخطر علي بال احد حتي اكثر المتشائمين بولاية غرب دارفور بان يصل الحال بالثورة والأجسام الثورية الي هذا المستوي من التخندق والإنكفائية لدرجة يصعب التمييز بين ماهو ثوري وما هو قبلي وعشائري… فثورة ديسمبر والتي مثلت أعظم ملحمة في تاريخ السودان الحديث بحيث انها اصلت لمفاهيم جديدة تتجاوز الاطر القبلية والجهوية الي فضاءات أكثر رحابة تستوعب كل المكون السودانوي بمختلف انتمائاتة الي فضاء السودان الجديد المتسامح الجامع… الا انة وللأسف ما يحدث في ولاية غرب دارفور لأمر يدعوا للعجب..

بنظره فاحصة وسريعة للشأن الثوري في ولاية غرب دارفور وكذا الحال الاجسام الثورية يتضح جليا بان الامر ابعد ما يكون عن روح الثورة ومبادئها، عندما قامت الثورة لم تتخذ من الاثنية والانتماءات الضيقة كمرجعيات، ولم تدعوا الثورة الي اعلاء المصالح الذاتية قبلية كانت او عشائرية علي المصالح الكلية، فالثورة في ولاية غرب دارفور تسير عكس التيار وهو لأمر خطير يمكن أن يزيد من الطين بله خاصة ان الأوضاع في ولاية غرب دارفور وحاضرتها الجنينة استثنائيه يتطلب من الجميع اولا السعي الي معالجة هذه الازمات كأولوية ومن ثم تهيئة البيئة والمناخ السياسي المفضي إلي ممارسة سياسة راشدة.
لجان المقاومة وكافة الكتل الثورية يفترض انها البوتقة التي تنصهر فيها العلل التي يعاني منها المجتمع، فالولاية عانت وما تزال تعاني من الاحتقان وما تكدس الالاف من النازحين بمراكز الإيواء خير شاهد لهذه الافرازات، فلجان المقاومة والكتل الثورية حري بها ان يسمع صوتها وتسخر جهودها في تحريك المجتمع والفعل السياسي الضاغط والمسيرات والاعتصامات لاجل إغاثة وإيجاد الحلول لازمة النازحين الذين فقدوا ثرواتهم، وضاع مستقبل ابناءهم، واصبحوا يلتحفون الأرض ويتوسدون السماء، بلا مأوى لهم ولا تعليم ولا صحة..

ما نراه اليوم من الدعوات إلي التصعيد وبيانات تنادي بالتظاهر والاحتشاد ضد حكومة الولاية والتي دعت لها المكونات الثورية، وبيانات بعض منسوبي الكفاح المسلح الرافضة لقرارات الوالي هي في ظاهرها حرية التعبير ولكن بكل اسف باطنها يراد به الشر فإذا كان التظاهر ضد قرارات الوالي الاخيرة بتعيين المدراء التنفيذين واعفاء المدراء العاميين للوزرات، فالامر ليس بالجديد! بخصوص تعيين المدراء التنفيذيون اذ ان ذات الأشخاص الذين تم تعيينهم بشكل او اخر كانوا في مواقع تنفيذية واتخاذ قرار منذ تفجر ثورة ديسمبر الي اخر حكومة!! وبمباركة كل الأجسام والكتل الثورية وعلي راسهم الحرية والتغيير!!!!

الكل يعلم بأن دولاب العمل بمؤسسات الدولة هي ليست حكرا لأشخاص ، فالتغيير سنة ماضية ، وهي وسيلة فعالة لتبادل الخبرات وتواصل الأجيال، ولكن من الحكمة عندما يتم إعفاء أحد يجب ان لا يشخص بانة فعل ضد قبيلة او عشيرة كيفما يفسر الان وللاسف، والثوري الحصيف يجب ان يعي مكامن الخطر من إثارة الرأي العام بالبيانات والوقفات الإحتجاجية فقط لنصرة قضايا تمس مصالح شخصية ، عوضا عن ذلك فالدعوة الي تماسك ووحدة النسيج الإجتماعي بين مكونات المجتمع وقبول الآخر يعد امر مسؤلا. فما قام الجنرال به خميس ابكر والي الولاية هو امر من صميم اختصاصاتة، إذ انه ورث ولاية مثقله بالازمات والبحث عن مخرج يجنبها المزيد من التردي امر ظل يعمل لأجله منذ قدومة للولاية، فلم يعد هناك وقت يهدر للالتفات إلي دعوات الترف السياسي لان المهمة والمحنة اكبر من ذلك..

فالدعوة للتصعيد والاحتجاج يجب ان يفهم ويوجه في إطاره الصحيح بعيدا عن الاطر الضيقة التي أشرنا إليها سابقا، يجب ان يكون الفعل الثوري فعل جمعي وليس فعلا موجها لخدمة اجندات ضيقة لتحقيق مكاسب سياسية لسلطة زائله ويجب عدم الزج بالقبائل والأثنيات في العمل الثوري فولايتنا عانت جراء هذه الافعال ويكفيها وكان الأجدي بالثورة والثوار تجاوز هذه الاساليب غير اللائقة .. والعودة إلى مبادئ ثورة دبسمبر المجيدة، وشعارها حرية سلام عدالة، امر لابد منه، ولا يعقل ان يتم التنادي بإرساء قيم العدالة والمساواة، والتغيير وفي الوقت نفسة العمل على هدم مبادئها.لا تنه عن فعل وتأتي بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم.

الحقيقة ان ولاية غرب دارفور بها شباب له اسهامات كبيرة في العمل الثوري وقدموا الكثير من التضحيات وحري بهم الان وقبل اي وقت اخر العودة والعمل علي تصحيح مسار الثورة بالولاية وتنقيتة من براثن الاثنية والقبلية المهلكات، والا فإن الامر سيؤدي بنا المجهول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى