أخر الأخبار

حوار مع الاستاذ رخيص علي شحاد رئيس حركة الجيل التشادي المعاصر من اجل التغير.

 

حركة الجيل المعاصر هي حركة سياسية ثورية. 

سنسقط نظام الفرد والعشيرة بالطرق السلمية. 

رفضنا مشروع الاتفاق ضمن ١٨ حركة. 

قضية هيكلة الجيش اغضبت الوفد الحكومية. 

اتفاق الدوحة لا يصنع سلام في تشاد
الحركات العسكرية والمدنية التي قاطعت الحوار لها وزن وثقل عسكري وجماهير.

ستة عقود ونيف من الزمان ، مرت علي استقلال الدولة التشاديه ، لم تؤسَس حركة مدنية شبابيه تطرح رؤية سياسيه ، وتضع برامج لمعالجة الصراع السياسي والاجتماعي في البلاد غير حركة الجيل التشادي المعاصر من أجل التغيير (GMCT)، وبأدوات سلمية لا عنفية تعتمد منهج الحوار البناء والهادف كوسيلة ناجعة ومجربة في العصر الحديث ، عشرة سنوات هي عمر التنظيم الشبابي له كثير من الانشطة علي مستوي الميديا ، ومشاركات مثمرة في جميع منابر المعارضة للنظام المستبد ، وفي هذه اللحظة المفصلية من تاريخ تشاد الذي خضبته الدكتاتورية بالدماء ، ونتج عن ذلك الفقر والقهر والاستبداد ، انعكس ذلك علي نمو وتطور البلاد .
ألتقينا بالاستاذ/ رخيص علي شحاد ، رئيس تنظيم حركة الجيل التشادي المعاصر من أجل التغيير ، في هذا الحوار الجرئ والمفتوح ، جاوب فيه علي كل ما طرحناه من أسئلة ، الي مضابط الحوار :
حاوره : موسي جودة .

 

استاذ/ رخيص علي ، كيف نشأ تيار الجيل التشادي المعاصر من اجل التغيير ؟، راجعنا تاريخ الحركة السياسية في بلدكم لم نجد تنظيم شبابي يعتمد في اسلوب نضاله علي وسيلة اللاعنف؟!

الجيل التشادي المعاصر من أجل التغيير المعروف اختصارا GMCT هي حركة ثورية سياسية تأسست في ٦ أبريل ٢٠١٢ بالقاهرة وهي تعتبر نتاج نضال مدني عسكري سابق يعود تاريخه إلى عام ٢٠٠٧ شرقي تشاد وغرب السودان. وكانت الفكرة جاءت بمبادرة من خيرت الشباب التشادي المثقف والناشط في مختلف المجالات بالخارج ، حيث رأى أن البلاد منهارة والعنف فيها يتصاعد يوميا ، وأكد ان الحرب والعنف وحده ليس حلا، وإنما بالحوار كوسيلة للاستقرار والسلام وكذا بالطرق السلمية للنضال سوف نسقط النظام الدكتاتوري نظام الفرد الواحد نظام العشيرة الذي جثم على أعناقنا منذ ثلاثة عقود استخدم خلالها جميع أشكال العنف والفساد في حق التشاديين.
الاخفاقات والانجازات بكل تأكيد لا تخلو عن العمل البشري ، وان الحركة حققت نجاحا كبيرا في توصيل الرسالة للراي العام المحلي والاقليمي والدولي عبر المنافذ الإعلامية والندوات واللقاءات مع مختلف الدبلوماسية العالمية عبر السفارات والمنظمات الدولية وغيرها على ان هناك أزمة سياسية حقيقية تمر بها تشاد طيلة فترة حكم الرئيس السابق وانتُهكت حقوق الانسان والحريات العامة نتيجة غياب الديمقراطية وتأصيل الدكتاتورية في تشاد.
ولا شك أن هناك اخفاقات بسبب سوء الأوضاع العالمية الاقتصادية منها والامنية ولا سيما دول جوار تشاد والدول الصديقة.

• النظام التشادي في حقبة الرئيس الراحل إدريس دبي اتنو ، فتح معاكم حوار عبر مستشاريه وبموجب ذلك عدتم الي البلاد ، ماهي اسرار ذلك الحوار ؟ وهل التزمت الحكومة التشادية بما اتفقتم عليه؟
ابرمت الحركة اتفاقية في ٢٧-١٠-٢٠٢٠ مع نظام الرئيس السابق عبر مستشاره الخاص في مجال التعليم العالي، وكان الاتفاق ثنائي لا يوجد ضامن أو طرف ثالث. حيث بادرت الحكومة التشادية بدعوة رسمية للمشاركة في المنتدى الوطني الشامل الثاني الذي عقد في ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٠ حيث قدم الوسيط عهودا تم الاتفاق عليها مبدئيا كبادرة حسن نية وعاد قادة الحركة إلى البلاد بتاريخ ٢٩-١٠-٢٠٢٠ للمشاركة في المنتدى ، إلا أن الحكومة لم تف بعهدها بل تآمرت أجهزتها علي تنظيم “الجيل” وعملت تدمير الاتفاقية وقادة الحركة الذين عادوا بمشروع طموح لتحقيق المصالحة والسلام والتنمية في البلاد.
ظللنا قرابة عام في العاصمة أنجمينا بتصرف حذر في السكون والحركة دون أي جدوى ، وعندما قرر المجلس العسكري الانتقالي بتنظيم حوار مع الحركات السياسية العسكرية خاطبنا الجهات المختصة بتنظيم الحوار، وقدمنا ما يثبت من وثائق من الاتفاق السابق، فقررت اللجنة الخاصة بتنظيم الحوار ضرورة استئناف الاتفاق مع المجلس العسكري الانتقالي والمشاركة في الدوحة ضمن الحركات السياسية العسكرية ، وقابلت اللجنة الميدانية التي زارت الخرطوم، مندوبي الحركة الذين يقيمون في السودان ووقعوا على المحضر للموافقة على مشاركة الحركة في حوار الدوحة وقُدمت دعوة رسمية من الخارجية القطرية لمشاركة رئيس الحركة في حوار الدوحة الذي تم افتتاحه في١٣ مارس الماضي ، وبالتالي ثمة مشكلة حدثت في عدد المشاركين وطبيعة الصفة التي تشارك بها الحركة في المفاوضات مما عقدت بعض الامور بغض النظر عن مشروع الاتفاق نفسه.
مضت خمس أشهر من المفاوضات بالدوحة لكننا رفضنا مشروع الاتفاق الأخير ضمن (١٨) حركة سياسية عسكرية ، وفي هذا السياق نسلط الضوء على بعض العوامل التي ساهمت في عرقلة المفاوضات ونقاط الخلاف :

أولا : في بداية المشوار اتفق الأطراف على ان تلعب دولة قطر دور الوسيط الضامن لاتفاق سلام دائم في تشاد من خلال حوار الدوحة. ولم يكن كذلك وإنما أصبح حوارا تمهيديا للحوار الشامل في داخل تشاد ، والذي لا نمتلك فيه حرية المقترحات والتصويت ، بالإضافة إلى اختصار دور قطر الضامن للاتفاق ضمن المجتمع الدولي حتى لا يمكن اللجوء إليها وحدها إذا انتكس المجلس العسكري على تنفيذ مخرجات الاتفاق.
ثانيا: اتفق الأطراف على ان تكون منهجية الحوار في البداية غير مباشرة ثم تأتي مرحلة الحوار المباشر بعد التقدم والنجاح بتبادل الأوراق والمقترحات ، وللأسف لم يتم يوما الجلوس بين الطرفين أمام الوسيط في طاولة واحدة سوى يوم الافتتاح ويوم الاتفاق على المنهجية المتفق عليها.
ثالثا: بعد ان استمرت عملية تبادل المقتراحات قدم الدكتور مطلق القحطاني المكلف بالملف الوساطة القطرية ، مشروعا في غاية الروعة يلبي طموح الشعب ويرضي الاطراف ، ما لبث هذا المشروع ٢٤ ساعة لقد تم سحبه دون اي مبرر ولم يعد بعدها ان يكون القحطاني وسيطا حتى النهاية ، من هنا تغيرت الموازين وفُقدت آمال النجاح.
رابعا: تصرفات الوفد المفاوض المكون من جنرالات ورجال المخابرات وغيرهم، في استخدام عملية الاستقطاب والإغراءات بالمال والوظائف في الغرف لاجل الموافقة والتوقيع على مشروع الاتفاق النهائي، والتهديدات والوعود للرافضين كانت واضحة ، وهذه التصرفات تؤكد لنا أنه ليس هناك سلام من خلال هذا الحوار وإنما مجرد السعي للحصول على شرعية لاستمرارية النظام القديم في السلطة من خلال التوقيعات الغير ملزمة بالضمانات والشروط.
خامسا: كثرت الحركات التي لا تحمل مشروع وطني حضاري ، ساهمت في الفشل وأجهضت كل الآمال ، لأنها تلعب دور الولاء لصالح المجلس العسكري الانتقالي بشكل أو بآخر ، لتنفيذ مقاييس الاتفاق التي حددها المجلس العسكري سلفا.
سادسا: عدم النقاش حول القضايا الأساسية لتحقيق السلام في حوار الدوحة هذه هي من أهم النقاط الأساسية للخلاف ورفض التوقيع على مشروع الاتفاق :
أ/ إعادة هيكلة الجيش وقوات الأمن والدفاع بمعايير قومية وطنية.
ب/ عدم مشاركة وأهلية أعضاء المجلس الانتقالي في الانتخابات الاولى بعد الانتقال.
ت/ تعديل الميثاق الانتقالي ليعبر عن كل المواطنين .
ث/ حل لجنة تنظيم الحوار الوطني الشامل ( CODNI ) لمشاركة الحركات السياسية العسكرية وحلفائها ، ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية في هيكل اللجنة.
ج/ إعلان عفو عام لكافة المعتقلين السياسيين وأسرى الحرب بعد توقيع اتفاق الدوحة.
ح/ ضمان الالتزام بتسليم السلطة للمدنيين في الموعد المحدد سلفا.
ح/ التوزيع العادل والمتساوي لعدد المندوبين بين مختلف أصحاب المصلحة في الحوار الوطني الشامل.
خ/ حل المجلس العسكري الانتقالي وتكوين مجلس أعلى يتألف اعضاؤه من مدنيين وعسكريين ويكون رئيس الفترة الانتقالية باتفاق جميع القوة السياسية.

• علمنا بوجود دبلماسي فرنسي شغل منصب سفير سابق في انجمينا يعمل مع الوفد الحكومي ، مامدي صحة المعلومة ؟
بالفعل هناك حضور لفرنسا وأمريكا أيضا في حوار الدوحة
السيد/ برونو فوشي السفير الفرنسي السابق في تشاد كان موقفه الداعم للمجلس العسكري الانتقالي واضح من خلال اللقاءات التي أجراها مع بعض الحركات.

• طرح في المؤتمر قضية هيكلة الاجهزة العسكرية والامنية ، هل صحيح ان هذا الامر ادي الي فشل الحوار ؟
قضية هيكلة الجيش وقوات الأمن والدفاع بمعايير وطنية قومية أثارت غضب وفد الحكومة وتم تصنيف كل الحركات السياسية العسكرية التي تطالب بإعادة هيكلة الجيش باعتبارها عميلة ولها أجندة خارجية وإلخ.

• لماذا رفضتم المشاركة في الحوار الوطني بالداخل ؟
الحوار الوطني الشامل عبارة عن منصة تُتلى وتُعرض عبرها خارطة الطريق التي رسمها المجلس العسكري الانتقالي بمباركة فرنسية لمنحه الشرعية من خلال توقيعات المشاركين في المؤتمر.
تشاد مقبلة الي دكتاتورية جديدة تتسلط على المشهد السياسي بنفس العقلية القديمة والوجوه.

• رفضت مجموعة من الحركات والتيارات السياسية التوقيع علي مسودة الاتفاق ، فما الذي حدث ؟ حدثنا بأستفاضة حول كواليس غرف الحوار المظلمة؟
نعم في اغسطس الماضي أصدرت الحركات السياسية العسكرية وحلفائها التي رفضت مشروع الاتفاق اصدرت بيان مشترك أعلنا فيه إنشاء إطار دائم للتشاور والتفكير (CPCR) ، وكشفنا من خلال هذا البيان رفضنا مشروع الاتفاق ووضحنا الأسباب التي أدت إلى فشل حوار الدوحة ، ووضحنا ايضا أننا منفتحين ومطالبين حوارا حقيقيا لأجل تشاد والاستقرار والأمن للأمة التشادية، نؤكد أن اتفاق الدوحة لا يصنع سلام في تشاد بهذه الطريقة ويجب أن يكون الاطراف السياسية متساوية في كل الحقوق والواجبات اذا أردنا السلام الدائم في بلادنا.

• تري الحكومة الانتقالية في أنجمينا ان الذين قاطعوا الحوار بلا وزن سياسي ثقيل لذلك لن يؤثروا في مجريات الاحداث ، ماهو ردكم ؟
المجلس العسكري الحاكم يعرف تماما أن الحركات السياسية العسكرية التي قاطعت الحوار الشامل ورفضت اتفاق الدوحة لها وزن وثقل عسكري وجماهيري وأنها تستطيع القيام بأي نوع من العمليات السلمية كانت أو عسكرية لمحاولة اسقاط النظام القائم في أسرع وقت ممكن، إلا ان المجلس يعتمد على فرنسا ودعمها في حين أنه يتجاهل أن هناك دولا مثل فرنسا وأقوى، لها نفوذ في افريقيا ومصالح ، والوقت اليوم ليس كالأمس، والمثل يقول : “أرنب الزمن يصطادوها بكلب الزمن”

• فشل الحوار في الدوحة ، هل من اسباب؟
فشل الحوارين واضح منذ البداية والكل يعرف ذلك إلا ان المصالح الخاصة تغلبت على عقول البعض، والمجلس يحاول تكريس السلطة باي ثمن.

• الدولة التشادية متعدده ومتنوعة اثنيا ودينيا هل لديكم رؤية او صيغة حكم تحقق استقرار في بلد غني بموارده مثل تشاد ؟
تنوع الاثنيات والاديان يعطي فرصة لنقل الدولة من الاطار الضيق للموارد إلى اضفاء الطابع المهني المتنوع. ولنا مشروع حضاري وطني ديمقراطي يحقق الاستقرار والتنمية المستدامة والتعايش السلمي والوحدة والترابط لجعل تشاد الحديثة غنية قوية بمواردها وثرواتها اللامحدودة.

• تعدد المنابر والاحزاب والحركات الثورية المعارضة لنظام المجلس العسكري الانتقالي ، يقول البعض منح المجلس روح جديدة ليعيش اطول فترة حكم ، هل ذلك صحيح ؟
تعدد وكثرة الاحزاب والحركات لا تخدم مجتمع ولا يطور بل تكون عبء للدولة الحديثة لأن الساسة يعتمدون على ميزانية الدولة هم وأسرهم يستهلكون كل الموارد في المخصصات والاجور والامتيازات ولا ينتجون.

• فرنسا داعم قوي ومؤثر في المشهد السياسي في دولة تشاد ، وحددت حلفاءها سلفا؟
المجلس العسكري الاتنقالي يعتمد على فرنسا فقط لا يستطيع أن يقف أمام جماهير الشعب التشادي يوما واحدا إذا تخلت عنه فرنسا، وفرنسا أيضا لا يمكنها مواجهة الشعب التشادي من الجنوب للشمال ومن الغرب للشرق من اجل مصالح ماتت مع الطبقة السياسية السابقة فلتنظر ان هناك متغيرات وفاعلين جدد من حولنا .

• ضعف الدور الفرنسي في التأثير علي مستعمراته القديمة ، بظهور لاعب جديد مؤسسة فاغنر العسكرية والاقتصادية في مالي والنيجر ، افريقيا الوسطي ، هل ممكن نسقط هذه الحالة علي دولة تشاد ؟
المتغيرات التي حدثت في المنطقة ووجود قوى دولية كبرى لها نفوذ في افريقيا يستحيل فرنسا ترهن مصالحها على “أقلية” من من الشعب التشادي والمصلحيين، تواجه فرنسا بسبب سياستها الخاطئة في منطقة غرب افريقيا منافسون شرسون مثل “الدب الروسي – والتنين الصيني” وهي في حالة تراجع في الدفاع عن مصالحها بسبب أختياراتها الخاطئة ، الاعتماد علي الاقليه في عصر الديمقراطية لا يحمي مصالحها ، ونحن ندعوها للانفتاح علي كل شرائح الشعب التشادي ، وهم وطنيون ومستقلون ونخب تعرف كيف تدير مصالحها .

• ماهي فرص توحيد المعارضة التشادية مدنية – عسكرية؟
شتات المعارضة وتوزيعها في مختلف الدول لا يعني شي ، من السهل ان تجتمع في أقرب فرصة إذا سنحت الظروف، وتتوحد علي ميثاق سياسي وبرنامج وطني لادارة الدولة والمجتمع .
وضع المعارضة في الخارج لن يطول هي ازمان قليلة وتعود الطيور المهاجرة تحمل الافكار والرؤي لبناء الدولة الوطنية، ونحمّل النظم الدكتاتورية كل نتائج تخلفنا ولى الدمار والتفتيت الذي قضي علي احلام الشعب بالحرية والنماء الاقتصادي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى