لكي لا يعود العنف الطلابي يكتبها : محمد عبدالسلام

لكي لا يعود العنف الطلابي
محمد عبدالسلام
احداث العنف التي شهدتها جامعة بحري الاسبوع الماضي بين تنظيمي الجبهة الديمقراطية والقوى السودانية للتغيير(الفصيل الطلابي لحركة العدل والمساوة)اعادت هذه الاحداث الدامية للاذهان حوادث العنف الطلابي التي شهدتها الجامعات السودانية في ازمان خلت وسقط جرائها عدد من الضحايا منذ حادثة العجكو الشهيرة في جامعة الخرطوم في نهاية ستينات القرن الماضي ، وازادت وتيرة العنف الطلابي في فترة حكومة الجبهة الاسلامية حيث اصبح طلاب النظام يستخدمون امكانيات الدولة لقمع مخالفيهم من الطلاب .
بعد الثورة اخذت هذه الظاهرة في الاختفاء إلى ان اطلت برأسها في احداث جامعة بحري الاخيرة .
كانت الثورة فرصة سانحة لإعادة ترتيب الحركة الطلابية التي عانت ايما معاناة من افاعيل تنظيم النظام البائد الطلابي وظلت التنظيمات الطلابية تحاول جاهدة إرساء قيم الحوار الفكري داخل سوح الجامعات ولكن نفس هذه التنظيمات التي كانت ترفض العنف هاهي تنساق له وتمارسه.
اسباب العنف الطلابي معروفة ابتداءً من التنشئة الإجتماعية التي تعلي من قيمة العنف بمفاهيم الرجولة والقوة اضافة للتربية التنظيمية للتنظيمات الطلابية والتي ترفض الرأي الاخر وتفرخ كوادر معتصبة ومتحجرة فكرياً وبعض برامج التنظيمية الايدلوجية كذلك هي برامج احادية متحجرة إضافة لسيطرة خطاب الحركات المسلحة في الفترة الأخيرة .
اذا ارادت الحركة الطلابية تجاوز العنف الطلابي فعلى التنظيمات الطلابية اولاً ان تعمل على ابتداع خط مشترك لها الاساس فيه هو الدفاع عن مكتسبات الحركة الطلابية بإرجاع الاتحادات والكيانات الطلابية والتعبير بشكل حقيقي عن قضايا الطلاب إضافة لإعلاء قيمة الحوارات الفكرية وتجاوز التربية التنظيمية القديمة والتي اضرت بالعمل الطلابية والعمل السياسي في السودان عموماً لجهة ان اغلب الفاعلين السياسيين في الساحة هم خريجي تنظيمات سياسية طلابية .
ان شكل النشاطات السياسية الطلابية القديمة من اركان نقاش وغيرها اثبتت عدم فعاليتها واصبحت منفرة للطلاب ومثيرة للتشاكسات والتي بدورها تؤدي لاحداث العنف والعنف المضاد فمطلوب من الفاعلين الطلابيين ابتداع أوجه نشاط جديدة والابتعاد عن الطرق التقليدية والمستهلكة .
في جامعة سوسة في تونس اصبحت المنظومات الثقافية والاجتماعية اكثر قبولاً لدى الطلاب من المنظومات السياسية لذا قامت ثلاثة من المنظومات السياسية في الجامعة بعضها يساري وبعضها يميني بعمل فعاليات فكرية دورية بشكل مشترك تم التوافق فيها على الابتعاد عن الهتر وساقط الكلام لقى هذا الفعل استجابة كبيرة من الطلاب وقلل من الاحتكاكات السياسية داخل الجامعة والتي ازدادت وتيرتها بعد صعود حركة النهضة لرئاسة البرلمان .
في السودان تحتاج القوى الطلابية للتوافق على برنامج حول الحد الأدنى من القضايا التي تحتاج لعمل مشترك تعمل القوى الطلابية على انجاز هذه القضايا مع التوقيع على ميثاق شرف بينها لنبذ العنف وتكثيف الحوارات الفكرية إضافة لتغليب الاجتماعي والوطني على السياسي والحزبي عندها ستنحسر بالتدريج ظاهرة العنف الطلابي في مؤسساتنا التعليمية وتستطيع التنظيمات الطلابية اعادة بناء العمل السياسي الطلابي .