ملامح من حسن نجيلة

محمد عبدالسلام

يقيني ان كتاب” ملامح من المجتمع السوداني” الذي صاغه كتابةً الاستاذ حسن نجيلة هو ابرز كتاب تاريخي كُتب عن تاريخ السودان في القرن العشرين لجهة ان الكتاب ركز على التاريخ الاجتماعي السوداني وتحدث عن التحولات الإجتماعية التي حدثت في المجتمع السوداني بداية القرن العشرين واواخر القرن التاسع عشر واغلب الكتب التاريخية التي خُطت عن تلك الفترة تناولت التأريخ السياسي ونظرت للحراك الإجتماعي بإعتباره مكملاً لكل ذلك ولايضاهي كتاب الاستاذ نجيلة الا كتاب الاستاذ محمد عبدالرحيم الموسوم ب”نفثات اليراع في الادب والفن والإجتماع” ولا ننسى مقالات محمود القباني التي كانت تنشرها الصحف والدوريات المصرية في بدايات الحكم الثنائي رغم ما قيل عن شخصية القباني بأنه شخص استغلته المخابرات البريطانية للكشف عن كوامن ما يجري في امدرمان إبان حكم الخليفة وهو واحد ممن تعاونوا مع سلاتين باشا بعد تعينه مفتشاً عاماً في زمن حكم السير ريجنالد وينجت حاكم عام السودان (1899 – 1918) وقبل انطلاق الحرب العالمية الاُولى ؛ وبالعودة لحسن نجيلة فإننا نطالع في سفره هذا اوئل نشؤ طبقة المتعلمين الذين درسوا في المدارس الافرنجية او ما عُرفوا حينها (بالافندية) وبدايات تشكل الحركة الوطنية الحديثة مع انشاء نادي الخريجين 1918م ومحاولات الخريجين لإحداث تغيير في مجتمع تسيطر عليه القبلية والعلاقات الاولية وإنتشار الرق والإحتقار العرقي والإثني ، ونطالع الإجتماعات الاُولى لطلائع الحركة الثورية الممثلة في جمعية الاتحاد السوداني ومثيلاتها ، و ويعرج بنا الاستاذ نجيلة الى بيوت المدينة ومناسباتها اتراحها وافراحها واغاني كرومة وسرور والامين برهان وزنقار . ﻭﺃﻋﻴﺪﺕ ﻃﺒﺎعة الكتاب ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﺻﺪﺭ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ “1961”ﻡ ﻭ ﺳﺠﻞ ﻓﻴﻪ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ “1931”ﻡ ﻭﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﺰﺋﻴﻦ ﻭﺗﻢ ﺩﻣﺠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺼﺪﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺿﺎﻉ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺿﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ . للاستاذ نجيلة مؤلفات أُخرى غيره فقد عمل اول مرة معلماً في شمال كردفان وهناك كتب مذكراته عن تلك المنطقة فجمع مذكراته هذه في كتاب اسماه ( ذكرياتي في البادية) وإسمه الاخر ( في بادية الكبابيش) وهو واحد من الوثائق النادرة عن عادات وتقاليد قبيلة الكبابيش ونظامهم الإجتماعي والسياسي والإقتصادي وقبيلة الكبابيش هي من القبائل التي صادمت المهدية وقام الخليفة بإغتيال ناظر القبيلة الشيخ التوم فضل الله سالم لذا إهتم المستعمر بتعليمهم والف ايضاً حسن نجيله كتابه ﻛﺘﺎﺏ ﺯﻛﺮﻳﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺭﺣﻼﺕ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﺴﻦ ﻧﺠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻳﻮﺛﻖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺛﺮﻳﺔ ﻭﺳﺠﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻟﻶﺛﺎﺭ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺎﺩ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ “1966”ﻡ .
ولد الاستاذ حسن نجيلة في سنجة العام 1912م ﺗﻠﻘﻰ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ، ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﺪﺭﺳﺎ ” ﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ “1930” ﻡ عمل معلماً في اغلب بقاع السودان وكتب في المجلات الادبية والصحف كتب بإسم مستعار في مجلة الفجر في الثلاثينات وارسل مقالات للصحف المصرية اغلبها تتحدث عن الادب السوداني في تلك الفترة ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻋﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﺠﻴﻠﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﺵ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ “1964” ﺣﺮﺭ ﻣﺠﻠﺔ ” ﺍﻟﻘﻠﻢ ” ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﺒﻊ ﺑﺒﻴﺮﻭﺕ ﻭﺗﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺗﻮﺯﻉ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ، ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﻛﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﺠﺒﻼﻭﻱ ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ، ﻭﻛﺘﺐ ﺑﻬﺎ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻮﻥ ﺑﺎﺳﻤﺎﺀ مستعارة توفي الاستاذ حسن نجيلة في 1983م .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى