القضارف …خياران لا ثالث لهما .. إما الاقالة او الاستقالة

القضارف …خياران لا ثالث لهما
إما الاقالة او الاستقالة

أنس عبد الرحمن – يكتب – لشبكة ريناس نيوز

ان التسريبات التي تناقلتها الوسائط الاسفيرية و الاعلام المرسل الحر ( ان جازت التسمية ) عبر التطبيقات الذكية و المواقع الاجتماعية او ما يعرف حديثا بصحافة الميديا او صحافة المواطن و التي لا تعترف برقابة ذاتية و لا ( حارس بوابة ) و كذلك لا تعترف بحدود جغرافية او فئة عمرية او مستويات معرفية في سرعة الوصول و التأثير سلبا او ايجابا بمحتواها

فقبل ايام بولاية القضارف تناقلت هذه الاسافير فيديوهات خلقت واقعا جديدا بالولاية الشرقية الحدودية و كشفت عن الهفوة التي دفع ثمنها غاليا الوالي المدني
فمن اطلق التسريبات في الفضاء الرحب باحضان الشبكة العنكبوتية في هذا التوقيت عرف مكامن اللعبة و انتهز الوقت المستقطع لتسجيل هدف لانهاء الجولة بعد جهد ارهق به الخصم حتي فقد لياقته البدنية

فقد اخطأ الوالي منذ توليه سدة حكم و ادارة الولاية بتجاهل اصوات علت و طالبت باقالته في مواكب هادرة من قبل ثوار و قادة متاريس عبر منابر المخاطبات الشعبية في الساحات و تقاطعات الشوارع الرئيسة و شارات مرورية عرفتها القضارف ( نقطة انطلاقة للوقفات و المواكب الاحتجاجية )

فادارة الازمات للخروج باقل خسائر ممكنة تتطلب ان يعمل الفريق و التيم بروح منسجمة و متجانسة و افئدة ثاقبة و بعد نظر و بصيرة لا تخطئ في استخدام اللين او العنف مع متغيرات و مجريات الاحداث المتسارعة لولاية تمثل سودان مصغر في تركيبتها و تكونها المجتمعي و تنظيماتها السياسية و اداراتها الاهلية فهي جزء اصيل في الشرق لا يمكن تجاوزه

عملت عدة جهات علي نار هادئة لانهاء ولاية سليمان و هو دون علم منه و دراية قدم نفسه علي طبق من ذهب فلم يستطيع تسويق فترته القصيرة و تجربته لعامة شعب القضارف ليكسب ودهم و تعاونهم فدخل في صراعات مع كبار المزارعين و لم يستثمر الازمات و المشاكل التي تهم كل انسان الولاية بل صنع فجوة بينه و بين مجموعة من قوي الحرية و التغيير و استأثر باخري و خلق ازمة حاد بين الاعلاميين بالولاية لمجرد النقد

حتي قالها رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك فعلي سليمان ان يختار الثانية الاستقالة حفاظا لماء الوجه
و ان يسلم فان الضربة حرة و مباشرة

ثلاثة رسائل مستفادة
– الاولي الوالي المدني الاول للقضارف لم يجيد فن ادارة الازمات
-الثانية لابد من احترام اوامر الجماهير و الثوار مهما بلغت مرارتها و الجلوس معهم للوصول لتسوية ترضي الطرفان
– الاخيرة الوالي القادم امامه تحديات ( ارساء سنة الوقوف علي مسافة واحدة للجميع ) بيان بالعمل

تفعيل هشتاق # ……

مجتمع القضارف واعي و راقي و منتج ينتظر قائد يقود النهضة و الانتاج في ولاية تمتلك مقومات دولة

زمن الشعارات ولي و فات المطلوب
هدف و تخطيط و رؤية و سياسات علمية و عملية ممنهجة و تنظيف مؤسسات لتخدم

القضارف بها مبادرون يعملون في صمت يوميا في نفير شعبي بالمليارات
القضارف بها متطوع و فاعل خير ساهم في المدارس و المستشفيات و الطرق

القضارف فيها السمسم و الذرة و زهرة الشمس
القضارف ليست صراعات سياسية في دائرة ضيقة و لا شعب متهور يغلق نفسه في دائرة الانتقام القضارف لمن لم يعرف وزنها ولاية بحجم دولة بكل المقاييس

اذن القضارف تحتاج قائد + فكر + نهج + تطبيق = دولة و الناتج الاجمالي السودان

و الله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى