أخر الأخبار

مناوي المهرج.. التهريج السياسي بين إضحاك الناس وإدارة الدولة (1)

 

بقلم:احمد موسي قريعي

يرى كل من يتابع الراهن السياسي في السودان، أننا نمر بفترة طغى فيها المشهد (التهريجي) على كل ما يتعلق بالساحة السياسية، وبات (كبير المهرجين) السيد (مني أركو مناوي) حاكم إقليم دارفور يصول ويجول كيفما يشاء، وباتت سياسة التهريج هي العمل المحبب إليه.
لقد أصبح المشهد السياسي السوداني مشهدا (للفرجة) و (التسلية) بامتياز، وأصبحت شخصية (مناوي) بلا جدال هي الشخصية الأوفر حظا والأكثر شهرة في بلادنا، في هذا المجال.
هنالك أسبابا وظروفا خاصة وعامة أدت إلى هذا الوضع المضحك، منها أن شخصية حاكم دارفور لا تملك سمات القيادة والقدرة على الإدارة لذلك يلجأ (مني) دوما إلى شغل الناس بأمور أقل ما يُقال عليها أنها تافهة مثل ذلك التبرع الأخرق المتعلق بالخراف القطرية.
لو كنا في بلد محترمة لكان السيد (مناوي) يقف الآن على خشبة المسرح لإضحاك الناس وتسليتهم، لأنه في حقيقته أقرب إلى لعب هذا الدور، أما أمور السياسة وإدارة الدولة لا تناسبه إطلاقا، لكن الظروف السياسية التي تمر بها بلادنا هي من وضعته في هذا المنصب.
أما الظروف العامة التي ساهمت بتصديره إلى المشهد السياسي فمنها اتفاقية جوبا التي فرضت علينا واقعا ما كان ينبغي لنا أن نختاره إذا كنا في ظروف غير التي تمر بها بلادنا.
هل يعتقد السيد (أركو) أن (الفكاهة السياسية) لها تأثير السحر على قيادة الجماهير، ورافعة مجانية لمستوى شعبيته المرتبطة في أذهان الناس بمعاونته لمجرم الإنقاذ المخلوع.
سيدي الحاكم لقد خدمتك الظروف عندما وضعتك على رأس المشهد الدارفوري، لكنك تنكرت لتلك الظروف، وبدلا من أن تكون في صف الثورة وصف المحرومين والفقراء والمهمشين من أبناء دارفور اخترت أن تكون مهرجا يُداري (سوءات) انقلاب (البرهان – حميدتي) بشيء من العبط والتخلف السياسي.
أقول لك إنك بهذا الفعل الأحمق لا تنتزع إلا ابتسامات الناس الصفراء، أما تلك الابتسامات البيضاء الناصعة لا تكون إلا لمن يصنعون الأهداف والأفعال الكبيرة.
أما أنت فحسبك استراق الأضواء (اللحظي)، وعندما (تصحو) مما أنت فيه ستجد نفسك تدير قناة على (اليوتيوب) لتقديم مواد متعلقة بالسخرية واضحاك الناس.
إذا تأملنا خطاب التهريج الذي يقدمه حاكم دارفور نجده لا يخرج من تلك الحروب السجالية الافتراضية المتوهمة مع قوى الثورة، غير أنه يقدمه بطريقة (الحكي) لانتزاع التقارب العاطفي بينه وبين الشعب السوداني، لأنه في داخله يحس بقطيعة بينه وبين القوى السياسية، وبينه وبين قوى الثورة، فيحاول أن يُعوض هذه القطيعة بهذا الخطاب التهريجي.
لذلك نجده يقدم نفسه كأنه (بطل ملحمي) جاء على (حصان أبيض) لينقذ شعب السودان المسكين، ويضع حدا لمعاناته التي تسبب فيها الآخر المتوهم في مخيلته.
وعلى هذا الأساس يحاول أن يُبرز نفسه كمحرر ومغير لواقعنا الذي يتخبط في الفساد والرذيلة وينتظر قدوم المخلص.
يتبع……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى