أخر الأخبار

الفن كأداة لرفع الوعي البيئي وسط الشباب

 

بقلم: إنعام محمد آدم

مقدمة:

أصبحت ظاهرة تغير المناخ خطر حقيقي يهدد حياة الإنسان والحيوان على السواء في السودان ويؤثر

بصورة كبيرة على الأمن الغذائي ومعاش الناس فأنعدام الاستقرار السياسي والاجتماعي سببه الأساسي

تداعيات التغير المناخي , بينما أغلب الحروب التي اندلعت في مناطق مختلفة من السودان هي بسبب الأزمة المناخية التي يعاني منها العالم حيث أن الحروب وعلى الرغم من طابعها السياسي المرتبط بالتقاسم العادل للسلطة والثروة وإزالة كل أسباب التهميش إلا أنها لم تخلو من طابع التنافس حول الموارد الطبيعية التي بدأت تنضب فكانت الرسالة الاولي في ثمانينات القرن الماضي حينما ضرب الجفاف مناطق واسعه من السودان وأثر بصورة كبيرة على معاش الناس وحياتهم الاجتماعية ) الهجرة والنزوح( والإقتصادية فأزداد معدلات الفقر في أوساط المجتمعات الريفية التي تعتمد بصورة أساسية على الزراعة والرعي. عاني السودان في السنوات الماضية ايضا من زيادة معدلات الفيضانات في وهدد حياة الآلاف الأسر الذي يقطنون علي جانبي الشريط النيلي بالإضافة إلى ذلك شهد السودان في العقدين الماضيين ظواهر مناخية متطرفة مثل موجات الحرارة الشديدة في مناطق مختلفة التي أدت مشكلات اجتماعية عديدة مثل النزوح والهجرة.

الفن في الحياة الاجتماعية:

تُساهم الفنون مساهمات فعالة في خلق جوّ اجتماعيّ إيجابيّ يسوده الترابط والتآلف، حيث تُعتبر البرامج والفعاليّات الفنية فرصةً سانحةً لعقد علاقات جديدة وتوطيد روابط المحبة والثقة بين أفراد المجتمع، سواء أكانوا مشاركين فاعلين في هذه الفعاليات أم اكتفوا بدور المتفرّج، حيث إنّها تُشعرهم بمزيد من الفخر والانتماء لمجتمعهم. عبر العصور لعب الفن دورا فعالا في معالجة بعض المشكلات الاجتماعية مثل العنصرية, تكون الفعاليات الفنيّة على اختلاف أنواعها بمثابة تطبيق عمليّ لتجربة الشراكة المجتمعية الهادفة، وما يتطلّبه الأمر من مهارات تنظيم وتنسيق على المستويين الفني والتقني، كما أنّ هناك دور بالغ الأثر لمثل هذه الأنشطة في تنمية مهارات التعاون بين المؤسسة المُنظّمة للحدث، ومُنظّمات القطاع الخاص، والهيئات الحكومية على حدّ سواء.

دور الفنون في رفع وعي الشباب بقضايا المناخ:

يمكن أن تلعب الفنون دورا فعالا في رفع الوعي البيئي فيما يتعلق بالأزمة المناخية وتداعياتها وسط مجموعات الشباب الفاعلين في المجتمع والمهتمين بقضايا البيئة, المناخ وبناء السلام, من خلال التجربة الإنسانية الطويلة اتضح أن للفنون تأثير بالغ الأهمية في معالجة المشكلات الاجتماعية سابقة الذكر,حيث يمكنها أن تلعب ذات الدور الآن بعد تعاظم مشكلات المناخ والبيئة في العالم والسودان بصورة خاصة وذلك من خلال استغلال طاقات الشباب في قضايا المناصرة ورفع الوعي وتبصيرهم بالعواقب المحتملة جراء الاستخدام غير المرشد للموارد الطبيعية.

تُعتبر الفنون دعامةً مهمّةً من دعامات الاقتصادات القويّة المتقدّمة، وعنصراً مؤثّراً في ميزانيات الدول ومعدّلات نموّها الاقتصادية، ولعلّ أبرز دليل على ذلك ما كشفت عنه تقارير المسح السنويّة للعديد من الدول المهتمة بأمور الفن والفنانين على اختلافها،أنّ مجموع الأرباح السنوية العائدة من هذا القطاع مرتفعة وتساهم في دعم اقتصاد الدولة و الدخل المعيشي للأفراد. كما يمكن الاستفادة من التمويل المناخي في قضايا رفع الوعي بمخاطر التغيرات المناخية.

الصورة من مقهى الفنون الاول بوسط دارفور- مارس 2022 – المصور انور عبدالرحمن

منظمات المجتمع المدني والعمل من أجل المناخ:

في دارفور بغرب السودان نشطت بعض منظمات المجتمع المدني التي تعمل في مجال البيئة والمناخ بتنظيم بعض الفعاليات الثقافية والفنية التي من شأنها رفع قدرات الشباب في مجالات العمل المناخي و قضايا المناصرة, حيث نظمت مبادرة الشباب الافريقي سلسلة من الانشطة والفعاليات الثقافية والفنية كان الهدف منها هو رفع الوعي لدى الشباب والعمل على استغلال طاقاتهم في قضايا المناصرة و التبصير بمخاطر المناخ. حيث شملت الفعاليات أنواع مختلفة من الفنون مثل الرسم والمسرح لطالما لعب المسرح دورا فعالا في محاربة الظواهر السالبة مثل القطع الجائر للغابات والأضرار الناتجة عنها أيضا تضمنت الفعاليات فقرات غناء.

المنسق الوطني لمبادرة الشباب الافريقي – السودان في مقهى الفنون البيئي الثاني – السودان وسط دارفور

الصورة لأطفال يمارسون هواية الرسم بمقهى الفنون الأول وسط دارفور السودان

للفن دورٌ أساسي في تعزيز التربية والتعليم، حيث إنّ الفن يزيد من تفاعل الطلاب مع بعضهم البعض، ويكون ذلك عن طريق قيام الطلاب بالتعبير عن أنفسهم بمهارات غير تقليدية تمنحهم الثقة والتفكير الإيجابي عن أنفسهم وعن العملية التعلمية، أيضا هناك دور آخر وهو تعزيز الإبداع فهو يعمل على تنمية الروح المرنة والقدرة على التفكير النقدي بشكل ملحوظ. حيث يشكل الفن أحد الوسائل الناجعة في قضايا المناصرة المتعلقة بظواهر المناخ هي اصطحاب الأطفال في رحلة رفع الوعي هذا جانب من أطفال موهوبين الرسم والتلوين في مقهى الفنون البيئي الأول

أحد الكوميديين في مشهد علي آثار القطع الجائر للغابات

 

في الختام يمكن أن يساهم الفن في تعظيم دور الشباب والأطفال معا في رفع الوعي البيئي والعمل من أجل المناخ وذلك من خلال الاستغلال الأمثل لطاقات الشباب وتوجيه الطاقة في الاتجاه الايجابي مثل بناء السلام ومناصرة قضايا المناخ وغيرها من المشكلات التي تعاني منها المجتمعات المحلية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى