مناوي… حاكم دارفور والمهمة الصعبة د. احمد بابكر

مناوي… حاكم دارفور والمهمة الصعبة

د. احمد بابكر

منذ أن تم إعلان اسم السيد مني اركو مناوي، كحاكم لدارفور قفز إلى ذهني مباشرة تساؤل حول إمكانية نجاحه في هذه المهمة، التي أراها صعبة نسبة لحساسية الوضع في دارفور وصعبة جدا نسبة للاختلاف حول شخصية مناوي نفسه داخل الإقليم كمنطقة ملتهبة.
ورغم عدم تداخل مناوي بشكل سلبي في أحداث الموت والقتل والنهب، والتي تكاد تحدث يوميا،ازدادت شكوكي حول نجاحه في هذه المهمة الصعبة والتي يمكن وصفها بالانتحارية وذلك لعدة أسباب..
1.هناك من يريد لكماندر مناوي ان يفشل في هذه المهمة والجميع يعرف ذلك وهم جماعة المؤتمر الوطني الذين رجعوا لقبائلهم يستخدمونها في هذا زعزعة الأمن في المنطقة عبر نظرية شد ا الاطراف في صراعها لإسقاط السلطة، و المدهش ان مناوي من اكثر الناس حماسا للمصالحة مع المؤتمر الوطني بل ويعتقد البعض انه_اي مناوي_ سيكون بوابة الاسلاميين في التواجد في المشهد السياسي والإداري عبر إتاحتة الفرصة لهم واستيعابهم سواء في حركته او تنسم مناصب في حكومة دارفور ،وبالتأكيد لن يعمل منسوبي المؤتمر الوطني على إنجاح مناوي في دارفور وهم يعملون ليل نهار لافشال السلطة الانتقالية بشكل كامل،مع فشلهم المعروف طوال 30 عاما في إدارة البلاد.
2/ الحرب في دارفور افرزت صراعات تجاوزت ماهو سياسي واتخذت طابع قبلي واجتماعي، مما يجعل انتماء الحاكم لإحدى المكونات الاجتماعية (القبائل) أمر محفوف بالمنافسة، وتداعيات الحرب المتطاولة منذ العام 2003م
3/عدم حسم موضوع المصالحات والعدالة الانتقالية،يجعل من القوات المشتركة عرضة للاستقطاب في الصراعات القبلية.(اقترح استقدام قوات منسوبيها من خارج الإقليم وتكون من الجيش والشرطة فقط)
4/الخلاف في دارفور حول شخصية مناوي في حد ذاتها قد يشكل َمعضلة، لن ينفع معها عمل حفل تنصيب اسطوري او خلافه،مع العلم ان تصريحات مناوي السياسية والتي يغلب عليها طابع الاستفزاز والنزوع نحو الصراع لاتنبأ بحكمة تقود للاستقرار خاصة في منطقة محتقنة وملتهبة.
اذا ماهي المقترحات التي يمكن ان نقدمها وقد تعيين السيد مناوي حاكم إقليم دارفور في النجاح في هذه المهمة الصعبة..
1/على السيد الحاكم، ان يستعين بمستشارين من اهل الخبرة والحكمة والرؤية الرشيدة.
2/ان يلتقي بكافة مكونات الاقليم الاجتماعية وطمأنتهم بأنه يمثلهم جميعا وان يتحرك نحو الجميع في مناطقهم ولايكتفي بالتواجد في عاصمة الإقليم.
3/عليه ان يكون متوازن في التعيينات السياسية والادارية بحيث تمثل كل المكونات في الإقليم دون حصرها على مجموعته السياسية او القبلية.
4/ان يبتعد تماما من منسوبي النظام القديم اذا اراد النجاح..
5/ان يعمل ومع الجميع في الاتفاق حول مشروع (سياسي واقتصادي تنموي.. تعليم.. صحة.. أمن) للاقليم يشارك في وضعه الجميع مع الالتزام بتنفيذه.(عمل مؤتمر تشارك فيه القوى السياسية والحركات ومنظمات المجتمع المدني والإدارة الأهلية والكفاءات من أبناء المنطقة)
6/الاتفاق مع المركز لاستجلاب قوات نظامية من الشرطة والجيش واستبعاد القوات المشتركة.. لأن حفظ الأمن من أهم أهداف الحاكم..
7/التواصل بقوة مع النارحين في المعسكرات ومشاركة قياداتهم او من يمثلهم في كل مايتصل بالمعسكرات..
8/عدم اللجؤ لصناعة اجسام كرتونية باعتبارها تمثل هؤلاء او هؤلاء.
9/الخروج من عباءة الحركة والقبيلة إلى فضاء الإقليم والوطن..
10/إشراك الجميع في جمع السلاح بالتعاون مع المركز.
تمنياتنا للسيد مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور بالنجاح في مهمتة الشاقة والصعبة
#احمد_بابكر
7 اغسطس 2021م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى