مبارك اردول مابين العنصريون واعداء النجاح
الخرطوم : ريناس نيوز
كتب الاستاذ محمد بشير الفيل المحامي
لم يربطني اي تواصل مع مبارك اردول منذ خلافتنا التنظيمية والتي على اثرها اختار هو الضفة الاخرى التي يقودها مالك عقار ومن ثم اعلن استقالته منها وذهب موظفا بحكومة الفترة الانتقالية بالشركة السودانية للموارد المعدنية، لكني اعرف هذا الرجل جيدا واعرف طريقة تفكيره وتعاطيه مع الواقع والشأن العام، ولقد عملت معه كثيرا في ملفات عدة خاصة تلك التي كنا نكلف بها من القائد عبد العزيز الحلو مباشرة ونسهر الليالي لانجازها، وكنت اراسله بين الفينة واخرى منها فيما يتعلق بامور التنظيم وذلك بعد أن أصبح قريبا من القيادة وظللت ارسل اليه مواقفي بوضوح نقدا في شخصه وفي شخص القيادة وطريقة ادارتها للتنظيم ، الا انه وبعد تكليفه بمهام ادارة شركة الموارد المعدنية نائبا للمدير ومن بعد مديرا ، ظللت اراغب نشاط الشركة عبر الاعلام، وفي تقديري وبحسب المعلن هناك نجاحات كبيرة تم تحقيقها في عهده وهذه كلمة حق يجب أن تقال مهما كان الاختلاف بيننا، فقد انتهج الرجل مبدأ الشفافية وعرض انشطة الشركة في الاعلام حتى يقف الجميع عليها بغرض التقييم وابداء النصح، فضلا عن الانجازات الاخرى التي تحسب له شخصيا مقارنة بمن سبقوه في ادارة هذه الشركة وتحديدا بعد سقوط نظام البشير، فالشركة أصبحت لها اسهامات مقدرة فيما يتعلق بمشروعات المسؤولية المجتمعية كاوجه صرف منصوص عليها قانونا ولائحيا، كمساهمتها لوحدها دون سائر الجهات الاخرى في عمليات درء كوارث الفيضانات والسيول والخدمات الطبية والعلاجية ودعم الجيش في استرداد الفشقة وبناء الطرق في مواقع عدة بولايات السودان المختلفة ،وعلى صعيد الشركة ذاتها نجدها امتلكت ابراجا بدلا من مقراتها المستأجرة في العهود السابقة، وايضا من خلال تبنيها لمبادرات عدة تهدف الي خدمة المواطن اينما وجد،
فما ساقني لكتابة هذا المخطوط هو الحملة الشرسة التي يتعرض لها مبارك اردول ، ليس اعتراض على ذلك ان كان الامر يتعلق بالتقويم او المحاسبة مادام ان الاموال التي يديرها هي ملكا للشعب، لكن للاسف ان كل هذه الحملات التي تظهر بين الفينة واخرى منها تهدف الي تحقيق اغراض خاصة ناتجة من دوافع سياسية وعنصرية بحته وطمعا في هذا الموقع ولن تهدف ابدا لتحقيق مصلحة عامة لهذا الشعب المغلوب،
فما يثار هذه الايام من فساد وما الي ذلك فيما يتعلق بتنصيب حاكم إقليم دارفور ، لهو محاولة جديدة اخرى تهدف لاقالة مدير الشركة من منصبه والاتيان بشخص اخر يشبه هؤلاء لونا وسلوكا ومزاجا، ولن اجد تبريرا واحدا لذلك سوى الطمع والعنصرية البغيضة التي نعيشها في المدعو السودان.
فلقد اوضح مدير الشركة مبارك اردول ان الشركة لاعلاقة لها ببرتكولات تنصيب الحاكم لكونه يتبع مباشرة لمجلس الوزراء، وان ما قاموا به هي مبادرة بهدف جمع المال لتقديم بعض الخدمات لانسان دارفور وان الشركة فقط تتولى المهام التنسيقية رفقة مكتب الحاكم كامتداد لمبادراتها السابقة الشبيهة، الا ان هذا الامر لم يعجب اصحاب الاغراض والعنصريون الذين يعتبرون بان مثل هذه المواقع يجب ان تظل حكرا وحيازة لمناطق وانساب معينة، بل يعتقدون بان ابناء الهامش ليس بمقدورهم تسيير مؤسسات عملاقة كهذه ، وهذا هو مربط الفرس
ومن ناحية اخرى وبحسب قراءاتي، فمجرد تعيين ياسر عرمان مستشارا لرئيس مجلس الوزراء سوف ينشط هؤلاء ويرمون بكل اسلحتهم لاخلاء موقع مدير عام الشركة السودانية للموارد المعدنية لشخص من بني جلدتهم وبذلك يحررون هذا الموقع بعد ان استولى عليه من لا يستحقه وفقا لمنظورهم، فجميعنا يعلم ما يحمله عرمان من شعور سلبي تجاه الرفيق مبارك اردول لكون هذا الاخير احد مساعديه والمقربين له، وتمت مفاصلة بينهما في لحظة احوج فيها عرمان لشخص اردول، مع وضع في الاعتبار ان عرمان شخصية تهوى تصفية الحسبات ومشبعة بسلوك الانتقام من خصومه الحقيقيين منهم والذين يتوهمهم بانهم اعداء له ومن بينهم مبارك اردول، اذن وجوده في هذا الموقع الجديد وقربه من حمدوك سيسعى من خلاله تمرير الكثير من اجندته الخاصة وفي مقدمتها تصفية حسابات سابقة وحالية،
شخصيا انا مع مبدأ المحاسبة والشفافية في إدارة العمل العام دون استثناء لاحد مهما كان، لكنني ساقف ضد اي عمل يقوم على مبادئ العنصرية والجهوية والمواقف الشخصية الضيقة ومصالحها، فالسودان ليس ملكا وحكرا لاحد وعلى اصحاب الامتيازات التاريخية ان يعوا الدروس السابقة، وليعلموا ان المواطنه ليست بلون او جهة او انتماء ايدولجي.
محمد بشير الفيل المحامي