للبوابة الشرقية قضية

للبوابة الشرقية قضية

كتب البخيت النعيم

بوابة السودان الشرقية، من أهم البوابات التي تتميز بالموقع الاستراتيجى والتاريخى والجيو سياسي. حيث يعتبر البحر الأحمر أهم معبر ملاحى وطنى واقليمى ودولى. الشرق من أهم البوابات التي تطل على العالم الخارجي سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
حيث تجاور الشرق خمسة دول وهي السعودية ومصر واثيوبيا واريتريا واليمن.
كذلك الشرق من اهم المصادر التي تدعم التجاره والاقتصاد والملاحة والبترول والحياة البحرية.
للأسف أغلب الحكومات الوطنية المتعاقبة مدنية وعسكرية مرحلة مابعد الاستقلال الوطني حوالي خمسة وستون عاما ، لم تهتم بالاقاليم ومن ضمنها شرق السودان، لذلك ظلت الأقاليم متخلفة تفتقد أبسط البنيات التحتية الخدمية والمشروعات التنموية.
لذلك ظلت دوما تتصاعد الإحتجاجات في دارفور وكردفان والشمال والشرق. والنيل الأزرق وغيرها .
الملاحظ هنالك خلل واضح في التنمية الغير متوازنة ، حيث تركزت بعض الخدمات التحتية والمشروعات في مثلثات محددة، مما ساعد في النزوح والهجرة من الأقاليم إلى العاصمة الخرطوم وبعض المناطق التي تتمتع ببنية تحتية أو مشروعات تنموية، رغم أن أقاليم السودان هي التي ظلت تصدر للمركز الإنتاج الزراعى والحيوانى والنفطى والمعادن والكوادر البشرية وغيرها.
هذه الأخطاء والمظالم ساهمت في تراكم، الغبن والكراهية تمظهرت في تمرد حركات مسلحة أو اعتصامات أو إحتجاجات أو تكوين واجهات جهوية وقبلية ، تطالب بحقوقها المشروعة في إطار الدولة السودانية ، وقد دفع الوطن ثمنا باهظا بشريا وماديا نتاج هذه المظالم.
كل الثورات والانتفاضات السودانية، منذ ثورة أكتوبر ١٩٦٤م وانتفاضة مارس أبريل ١٩٨٥م وأخيرا ثوره ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م والتي انتصرت في ١١ابريل ٢٠١٩م. كل هذا الحراك الشعبى والثورى المتصاعد شعاراته العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة المستدامة وإرساء دعائم السلام ووقف الحروب وإطلاق الحريات العامة واقامة الدولة المدنية .
لكن لأسباب كثيرة ذاتية وموضوعية داخلية وخارجية تم العمل من أجل إجهاض الثورات ووضع متاريس ضد الوصول لاهدافها النهضوية . .

ثورة ديسمبر المجيدة:
تعتبر ثورة ديسمبر المجيدة من أهم الثورات والانتفاضات حيث أسقطت نظاما ديكتاتوريا ظلاميا عزل السودان عن العالم الخارجى لمدة ثلاثون عاما من حكم دعاة الإسلام السياسى الظلامى ، الثورة وضعت السودان في الطريق الصحيح للنهوض به، حيث وضعت برنامج إسعافى استراتيجي قصير وطويل المدى مشروعا وطنيا اقتصادي وسياسى وثقافى واجتماعى ومشروع سلام مستدام وإطلاق الحريات العامة، تضمن ذلك بشكل واضح في الإعلان السياسى والوثيقة الدستورية التي تم التوقيع عليها في ١٧أغسطس ٢٠١٩م، أكدت الوثيقة على اقامة دولة المواطنة وسيادة حكم القانون وحماية الحقوق الدستورية والحريات، لذلك من المهم الإلتزام بالدستور وعدم تعرض البلاد لخطر تقويض النظام الدستوري أو تعريض استقلال البلاد للخطر وتفكيك وحدته، أو التحريض للتمرد أو تهديد السلام العام أو الانتقاص من هيبة الدولة ، أو غفل وتعريض طرق ووسائل الموصلات والنقل للخطر أو قفل الموانئ والمؤسسات الإنتاجية، فاى جهة تخالف الدستور وقوانين البلاد الجنائية، يجب وقفها ومنعها ومحاسبتها.

للشرق مطالب مشروعة
سمحت لي الظروف أن أزور إقليم شرق السودان في عام ١٩٨٨م زرت القضارف وكسلا وروما ووصلت حتى همشكريب ،على الحدود الارترية، كما زرت سواكن وبورتسودان عام ٢٠١٤م وأيضا عبرت البحر الأحمر لمدينة جده معتمرا. وظللت أتابع الواقع السياسى والاقتصادى والثقافى والأمنى في ولايات شرق السودان حقا واقع الشرق متخلف جدا تساءلت ماذا فعلت الحكومات السابقة وحكومة المؤتمر الوطنى(الحركة الإسلامية ) التي حكمت البلاد ثلاثون عاما، والتي لم تقدم أي عمل خدمى أو تنموى بل تجد التخلف على مرمى حجر من مدينة بورتسودان، بل للأسف حتى المشاريع الخدمية والتنموية التي دعمت من الخارج نهب أموالها منسوبى النظام السابق من خلال فساد مالى وإدارى، أين ذهبت أموال ميزانية إتفاقية سلام شرق السودان والتى قدرت ميزانيتها التنموية بإثنين مليار دولار حيث كون صندوق لإعمار الشرق وإزالة المسكيت ودعم مشروع القاش الزراعى وتأهيل المشاريع الزراعية في طوكر والقاش وغيرها ، وقد تابعنا وعرفنا أن لجنة إزالة التمكين المركزية وفي البحر الأحمر تمتلك مستندات فساد صندوق إعمار الشرق.من استرداد حقوق أهل الشرق من لصوص المؤتمر الوطنى المنحل .
أقول على الدولة ومؤسسات الحكومة الانتقالية مراجعه إتفاقية سلام جوبا والمسارات خاصة مسار شرق السودان ، وهل الجهات التي وقعت بإسم أهل الشرق جهات ذات وزن سياسى وشعبى أم جهات كرتونية فوقية وزعامات زائفة انتحلت إسم أهل الشرق دون تفويض شعبى
كما على أهل الشرق طرح مطالبهم المشروعة دون تسييس قضية الشرق، دون تمرير مخططات قوى الردة من فلول النظام البائد وقطع الطريق أمام أي تدخلات إقليمية ودولية تستهدف تفتيت النسيج الاجتماعي في الشرق ووحدة واستقلالية البلاد.
نقول ثورة ديسمبر المجيدة محمية بإرادة شعبها، وهي لازالت مستمرة حيث تمر بمرحلة انتقالية تؤسس وتبني مشروع وطنى نهضوى ووحدوى وتقدمى وديمقراطى ومن أجل سلام وتنمية مستدامة، فأى تهديد لوحدة السودان أرضا وشعبا ، إرادة شعبنا قادرة على حسمه، فقد انتهى زمن المغامرات العسكرية والتمرد على الدستور نطالب الجميع بالإلتزام بالوثيقة الدستورية والتي كفلت الحقوق والحريات، ووضعت مواقيت زمنية لشراكة انتقالية ممثلة فى قوى الحرية والتغيير وقوى إتفاق جوبا والمكون العسكرى ، فهل التزم المكون العسكرى بسقف المواقيت ،لكى تتحول الدولة إلى مدنية ،مدنية ،مدنية .
البخيت النعيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى