دروب الحقيقة ___________________ قراءة في اسباب الصراع القبلي والحروب الأهلية المتجددة
لا يمكن تفسير أسباب الصراعات القبلية الطويلة، والحروب الاهلية، المتجددة في مناطق عديدة من السودان، خارج سياق الأزمة الوطنية التي تعصف بالوطن منذ الاستقلال في 1956م، ولكن الجديد في المشهد، هو خطاب الكراهية الشاذ، والتنمر اللفظي، والثقافي في الميديا على الخصوم (المفترضين) والاستبداد القبلي العابر لمؤسسات الدولة ، والذي أزدهر ونما نتيجة الفقر والعطالة وإنتشار السلاح بين فئاتة من الشباب، وغالبيتهم فاقد تربوي، ظل النظام البائد يستثمره في حروب مستمرة، لترويض ثورة الشعب السوداني، وقمع الوعي المتنامي في الاقاليم البعيدة.
واليوم تدور المعارك على رؤوس الأشهاد في داخل المدن الكبيرة، دون أن تحرك السلطة الإنقلابية، وريثة الإنقاذ ساكنا، وقد شهدنا معارك طاحنة وبأسلحة مختلفة، في مدن كسلا، وكادقلي وكلبس بدارفور وأبوجبيهة، بجنوب كردفان، وقرى عديدة بغرب كردفان، وقبل ذلك شهدنا معارك في بورسودان وحلفا الجديدة، والجنينة، التي يقترب توصيف ماحدث فيها من حروب الإبادة الجماعية، حسب ناشطي المنطقة في تعليقهم على الأحداث المأساوية.
وتميزت كل تلك الصراعات والحروب الأهلية المتجددة ، باستخدام مفرط للقوة المسلحة، وتطبيق سياسة الأرض المحروقة، في ردة إجتماعية وحضارية صادمة، عن منجزات المجتمع المدني السوداني وتطور الحركة الوطنية التي تجاوزت الإنتماءات العشائرية الضيقة، منذ الستينيات ، الأمر الذي يطرح أسئلة عديدة على دوائر المهتمين بالتحولات الإجتماعية، والنفسية للمجتمعات المحلية.
فالمجموعات القبلية والسكانية أصبحت ، تمتلك أنواع متنوعة من السلاح، وتنتظم في تشكيلات شبه عسكرية، وتستخدم أجهزة الإتصالات الحديثة، في عملياتها الحربية، إن صح التعبير
و يغذي صراعاتها نزوع عدمي، لأقصاء الآخر كليا من الوجود، مثلما يفعل العدو الصهيوني مع الشعب الفلسطيني منذ العام 1948م.
فتوصيف جذور الأزمة والصراع القبلي الدائر الآن، يمكن تحديدها بالآتي:
1_الظلم التاريخي للريف.
2_التخلف التنموي غير المتوازن
3_غياب الإرادة الوطنية
4_ ضعف مؤسسات الدولة
5_الفساد الإداري والتحيزات الوظيفية
6_ تدمير قيم المجتمعات القبلية خلال ال30 عام الماضية
7_إفرازات الحرب الطويلة في مناطق النزاع المسلح
8_إفرازات وسائل التواصل الإجتماعي والفضاء المفتوح،التي نقلت ثقافات غريبة، لمجتمعات محافظة.
9_ضيق فرص الحياة الكريمة على الشباب
10_الزيادة الكبيرة في السكان، في مناطق محددة، بسبب النزوح وتأثيرات الحروب.
11_الإحتكاكات المستمرة بين المزارعين والرعاة، لضيق مساحات الرعي،
12_العطالة المقنعة
13_ ضعف الوازع الديني، رغم الخطاب الديني فارغ المضمون الذي ساد خلال حكم الإنقاذ
14_إستنزاف موارد البلاد في الحروب والفساد،فكانت النتيجة الطبيعية الصراع على الموارد والأرض واستخداماتها.
ولا يمكن أن نغفل دور المحاور الدولية والإقليمية الساعية، للإستحواذ على مقدرات البلاد، خاصة المعادن النفيسة، (اليورانيوم ،الذهب النحاس)،وغيرها من الموارد الناضبة.
،أحمد مختار البيت،،