أخر الأخبار

ا لي الذين يعادون النخب! ابورمزي: أحمد الحسب عمر الحسب

 

في اطار التدافع الذي انتظم منابر الفضاء الافتراضي دفاعا عن قضايا الاهل، الظاهر منها و المستتر، تبايت الرؤى -فتقاربت احيانا و تباعدت اخرى، تحديدا في مقاربة الجميع و نظرتهم للاليات و المواعين التي يمكن عبرها تحقيق الاهداف غير المتفق على “تفاصيلها”. و قد تبلورت و انحصرت تلك المقاربات حتى الان في اتجاهين اثنين:
1. الاتجاه الاول: و هو الذي يدع الي انتهاج العمل العسكري المباشر كأقرب وسيلة للدفاع عن النفس و تحقيق الاهداف الاخرى.
2. الاتجاه الثاني: و الذي يدع لانتهاج العمل المدني بآلياته السلمية المعروفة، و المجربة ايضا!
و قد لاحظت ان المجموعة الاولى بتشكل معظم الداعيين من الاخوة في القوات المسلحة، خصوصا الذين في المعاش، و الي جانبهم ايضا انتظمت مجموعة من المثقفين الذين ليس لهم من حظ في العمل العسكري إلا مثل حظي، و رغم ذلك هم الاكثر نشاطا و اعلى صوتا في هذه المجموعة. حاولت هذه المجموعة ترجمت اقوالها الي افعال و لكنها اصطدمت بعقبة غموض الرؤية التي استعصت عليها حتى كتابة هذا المقال، و بالتالي انحصرت مجهوداتها رغم كثافتها على الاعلام الاسفيري تحريضا بغير فعل، و زخما دون نتيجة واضحة. و كان من المأمول ان تجلس هذه المجموعة لنفسها و تراجع تجربتها على ضوء النتائج الماثلة خصوصا في المنطقة الشرقية و المثلث حيث كانت تنشط بهمة واضحة. و يبدو ان النتائح السالبة التي ترتبت على التجربة، اصابت المجموعة بإحباط كبير، فتوجهت بإنتقادات مرة لما تعتقد انه تآمر من الصفوة على مشروعها قصير العمر، فكالت الاتهامات، و السباب، و شنت حملة من التخوين، و التهديد المباشر ضد كل من وقف يوما ناصحا او موجها او منتقدا لقراراتها الكارثية! و ما يثير الدهشة انها عزلت نفسها عما تسميه “الصفوة” و “المققفين”, و “المتعلمين’, و “السياسين” الخ، و لم يدر بخلدهم انهم في قلب الصفوة التي ينتقدون! و بالتالي بدلا ان يوجه مشروعهم السهام ضد اعداءهم الواضحين “الحركة الشعبية/الحلو” وجهوا سهامهم و اسلحتهم ضد الرصيد الاستراتيجي من اخوانهم الذين اتنهجوا العمل المدني!! و السؤال الذي لا يريد هؤلاء الاخوة ان يسمعوه:
“ممن من الصفوة حال بينكم و تنفيذ مشروعكم العسكري في ارض الواقع و بأي طريقة كانت”؟؟؟؟؟ و حتى الان ليس هنالك من يحول دون تتنفيذ هشروعكم في ارض الواقع ان امتلكتم الرؤية و حددتم الاهداف و اخترتم الاليات ووضعتم الخطط! ان الصفوة التي تهاجمونها دون مبرر غير مسؤولة عن سوء تقديراتكم التي كنتم تتخذونها بعيدا عنها، كونها صفوة “متناحرة”, “انتهازية”, “جبانة”, تخشى الحركة الشعبية، ونعامة ربداء تفر من صفير الصافر!!!!
انا شخصيا لا ادري الاسباب الحقيقية التي قعدت بمشروعكم عن الاستمرار، غير ضبابية الرؤية، و لكن اعتقد ان “عجزكم الذاتي” عن الفعل هو واحد، بل هو اهم “مظان” الفشل في ذلك. و عندما اقول العجز الذاتي اعني ما اعني من مفهوم واسع يتضمن العديد من الاشياء، ليس هنا المكان المناسب لذكرها!
اما المجموعة الثانية، و نحن ضمن افرادها اصحاب الصوت العالي، رغم وضوح الرؤية لها، إلا انها استهلكت نفسها في اجترار تجارب تقليدية اثبتت فشلها بإستمرار – مجالس الشوري، و الاتحادات. و رغم ذلك ظلت هذه المجموعة في عمل دؤب لا تفتر لها همة، كلما خرجت تجربة مجهضة، حاولت البحث عن اخرى، مع حفظ الحد الادنى من العلاقة بين منظوماتها! بل ما يميزها عن المجموعة الاولى هو التقرب للاخرين بدبلوماسية الخطاب و لين اللغة، بعيدا عن التخوين و التهديد، الذي ظلت تتعرض له من المجموعة الاخرى، بل+ النقد البناء هو ديدنها في التعامل مع ادارة التنوع الرأيوي بين الصفوة على تباين انتماءاتها!
من الضرورة بمكان ان نفهم ان المنافسة في خدمة الاهل، لا تحتاج بالضرورة الي اقصاء و اقصاء +، و هذا مجال واسع يفلح فيه من يفلح و يفشل من يفشل، و لكن على الذي اصاب فشلا، ان يبحث عن شماعة من الاخريين يعلق عليها فشله! و رغم ذلك نقول السوق مفتوح على مصراعيه، و لا زالت فرصه متاحة للجميع!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى