أخر الأخبار

“ريناس نيوز” تنشر بيان الجبهة الشعبية لتحرير السودان حول حل مكتبها السياسي

الخرطوم: ريناس نيوز

 

الحرية – العدل – السلام – الرفاهية
الجبهة الشعبية لتحرير السوان

بيان حول حل المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير السودان
تحية المجد والخلود لمسك شهداء الحرية والكرامة ،عاجل الشفاء للجرحى ولجرح أوطاننا النازفة ، ومطلق الحرية للمعتقلين والوطن.
إن مسيرة نضالنا الشاق ماكانت سلوك الطرق المختصرة ولا الرضى بأنصاف الحلول ، بل كانت مسيرة قوامها التضحية والصبر لبناء وطن ينعم شعبه بالحرية والكرامة والعدالة والمساواة والسلام الديموقراطية في ظل العيش الكريم ، ولذلك قد قبلنا سلوك تلك الطرق الوعرة المحفوفة بالمخاطر يترصدنا الموت ونحن لا نرنو سوى نحو التغيير الجذزي الذي ينقل وطننا وشعبنا من دائرة البؤس والإحتراب والتخلف إلى مصافي التقدم والإزدهار .
أبناء شعبنا الشرفاء :-
لا يخفى عليكم التقسم والتشرزم التي ضربت وحدة نضالنا لتقسم ظهر قوتنا عصب القبلية والمناطقية وهوى الذات ، فبدلا من أن نكون زورق خلاص لمعاناة شعبنا ووطننا لقد صارت تعدد الحركات عبئا على إحداث التغيير وبالتالي تفاقمت المشكلات وإزدادت حدة معاناة شعبنا .
إن الجبهة الشعبية لتحرير السودان قد رفضت الإستمرار في ظل ذلك الواقع الأليم ، حيث تمكن الإنقسام منا فلا إستطعنا التقدم نحو التغيير بقدرما عجزنا عن حماية الأبرياء الذين تركناهم مجرد فرائس مكشوفة الظهر ليمارس ضدهم نظام القمع في الخرطوم عبر يدها الباطشة المعروفة بالجنجويد هوايتها في القتل والإغتصاب والتشريد .
إن صدى أصواتنا المنادية بالوحدة مازالت تتردد في فناء الكون ووعودنا المتكررة بحل الجبهة الشعبية لتحرير السودان لاجل الوحدة لم تكن مجرد وعود لنستعطف بها أفئدة الناس بل كانت عن قناعات ولطالما حصاد نضالنا من أجل وطننا وشعبنا فلما لا نزيل تلك العقبات التي تقسمنا وبالتالي تشتت جهود نضالنا .
إن قرار مجلس التحرير الثوري القاضي بحل المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير السودان هو إيفاء بتلك الوعود ومستازم من مستلزمات الوحدة .
لأن الغاية من تكوين الجبهة الشعبية لتحرير السودان هي أن تكون الوعاء لتوحيد قوى الثورة و الثوار وليس جرحا يضاف إلى تلك الجراحات التي شوهت جبين الثورة ومزقتها وأعاقت تقدمها ، بقدرما إستطعنا إحداث نقلة في مشروع الثورة وأهدافها من قضايا أقاليم ومناطق متفرقة إلى قضايا قومية لا تستجيب سوى للحل الشامل لكل قصايا السودان مجتمعة ، كما إنتقلنا بمستوى قادتها من مرحلة طلاب مطالب ينتظرون نظاما متعجرفا مغرورا للإستجابة إلى مطالبهم الإقليمية والمناطقية الى مرحلة رجال دولة يطرحرون برنامجا قوميا لحكم السودان ، ولكن إخفاقنا في إقناع رفاقنا لوضع أطر قومية تكسر حواجز القبيلية والمناطقية التي سيطرت على تلك التنظيمات لتكون وعاعا جامعا لكل أبناء السودان ، وكذلك وضع أسس تنظيمية محكمة لتنظيم نضالات الرفاق وتمكين المؤسسات للحيلولة دون الشتات والإنقسام ، إلى جانب وحدة الجيوش لحماية شعبنا من بشاعة الإنتهاكات هو الذنب الوحيد الذي نتحمله طيلة فترة نضالنا ، رغم اننا لم نسكت يوما عن هذه الحقائق ودفعنا ثمن تجاهرنا بها تهم ومكائد ومؤامرات إلا أن قوة ايماننا بمبادئ نضالنا وإصرارنا على الحقيقة كانت أكبر من كل تلك التفاهات .
إن مشروع الحل الذي توافق عليه مجلس التحرير الثوري للجبهة الشعبية لتحرير السودان في ١٩/١٠/٢٠٢١ م يشتمل فقط على المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير السودان ، التي قررت بالإجماع تواضعها لهذا القرار وسعيها لتحقيق مقصود هذه الخطوة الأخلاقية والمفصلية في تاريخ النضال ، وهو السعي بتجرد وحيادية وإخلاص لتوحيد كل قوى الثورة والثوار والعمل معا لبناء السودان الذي لأجله فجر زفاف حريته قد قدم أفاضل الرجال أرواحهم ودمائهم مهرا لذلك .
كما أبدت القيادة العامة لقوات الجبهة الشعبية لتحرير السودان تفهمها وتثمينها هذه الخطوات المهمة لإنهاء التشتت والتشرزم والإنقسام بين كل أبناء السودان .
رسالتنا إلى كل الأحزاب والتنظيمات و حركات الكافح المسلح مجتمعة :-
إن وطننا يمر بأخطر المنعطفات وشعبنا تحت رحى الحرب والقتل والتشريد والمعاناة وأنتم عشرات الأحزاب والحركات والكل متمترس خلف أوعيته التنظيمية الضيقة ومن حوله حاشيته يدينون له بالتقديس والتمجيد ، إلتفتوا الى الوراء قليلا كم سنينا قد قضيتموها وأنتم رؤساء تنظيماتكم تلقون الخطب البليغة وتطلقون الوعود التي لم تكمتل ولن تكون ولطالما أنتم مجرد شظايا مصرة على المقاومة لا تستطيع تحقيق الإنتصار ، أو انظروا أمامكم الى المرآة ستجدون انكم قد تقدمتم في السن او سادكم المشيب مقارنة بالعمر الذي توليتم فيه رئاسة تنظيماتكم ، تفحصوا دواخلكم وقارنوا العلل والأوجاع التي تحسونها مقارنة بريعان شبابكم ، إجلسوا فترة وتأملوا في عظة الموت هل إستشار يوما أقربائكم أو أصدقائكم ، حتما الموت لا يطرق مطلقا أبوابكم ليستأذنكم أو لينذركم بالرحيل ، فهل ستغادرون متعلقين بأحلامكم وتاركين الوطن تحت رحمة تلك المآسي والتراجيديا التي قد عشتم تناضلون من أجل إنهائها.
أنا لم أعد رئيس تنظيم بعد الآن بل مواطنا سودانيا يخاطب ضمائر مبهمة راجيا أن تصحوا من غفلتها تجاه الإنسانية والوطن.
وغدا سأطرق أبوابكم متناسيا كل تلك الإنتقادات التي وجهتها لكم ، فقط لأذكركم بأن وحدتنا هو سر خلاص وطننا وشعبنا المعاني.

المواطن السوداني / أيوب أبوشرى رئيس الجبهة الشعبية لتحرير السودان المنحلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى