أخر الأخبار

خيارات صعبة ما بين هجانة و(الهجانة) الهادى الكنانى

 

*يمتاز الشاب المثابر إسماعيل هجانة بعقل متقد ورآي سديد له إسهاماته العديدة فيما يتصل بقضايا الحوازمة ومحاولاته للبحث عن قواسم مشتركة بين شركاء الارض والمصير المشترك .

*وهجانة الإسم يبرع فى الكتابة حول قضايا المسكوت عنه فى الصراع بالإقليم وتمظهراته الثقافية والإجتماعية على مدى عقود منذ الحرب الاولى بداية الثمانينات حيث نتج عنها خطاب إستقطابي على اسس مرتبطة بالارض وبالقبيلة وخلقت بينهما علاقة شكلت عقيدة الجيش الشعبي لفترات طويلة .

والهجانة هى قوات فى المهدية كانت تمتطئ الخيول وحينما تشكلت قوة دفاع السودان كانت قوات الهجانة من القوات المؤسسة لقوة دفاع السودان وجميع افرادها من تخوم جبال النوبة لذا فإن معظم المارشات العسكرية هى فى الاساس تفاعل ومثقافة لهؤلاء بالمعسكرات حينما كانت تعرف ب”الأردسية” وترجمتها الآلة الموسيقية الى الحان ومقطوعات عرف بالمارشات العسكرية وهى متعددة منها الميراوى ومندى وغيرها .

*لذا فإن طبيعة انسان المنطقة على المدى الزمكانى كانت فى اغلبها عسكرية اضافت اليها الطبيعة ابعادا آخرى من التعاطي بلغة الطبيعة وحوارها مع الإنسان .

*وحينما بدأت حرب التحرير الاولى فى منتصف الثمانينات كانت العلاقة مابين الحوازمة والنوبة تقوم على مبدأ احترام المصالح المشتركة وتعززها الثقة المتبادلة بين الطرفين لدرجة التزاوج الثقافي بين المجموعتين ونتج عنه ايقاعات وثقافات تمثل مولودا شرعيا لهذا التزاوج مثل إيقاع الدرملى وغيرها من الإيقاعات.

*صحيح حدثت تجاوزات فى حرب التحرير الاولىوقابل ذلك ايضا تجاوزات اخرى لتتخذ الحرب ابعادا اخرى خلفت واقعا مظلما ومأساويا بالمنطقة جراء الإستقطاب الإثنى والتحشيد القبلي بين جميع الاطراف حد السواء.

*هذا الواقع ظهرت تجلياته تحديد بعد احداث قردود ام ردمى والازرق ومانتج عنها من تسليح برمة ناصر للمليشيات او بما تعرف بقوات المراحيل وهى النقطة الفاصلة فى طبيعة الصراع ليتخذ بعدها بعده الاجتماعى والثقافي .

*استثمرت الانظمة الحاكمة هذه التباينات وعمدت على توظيفها إعلاميا وسياسيا وعسكريا فى الحد من حالة الاستقطاب للحركة الشعبية وسط المجموعات غير النوبية وتحديدا الحوازمة , وهو فخ “برومغندا” وقعت فيه الحركة ولم تستطيع احداث إختراقا مفاهيميا وسط الحوازمة لمشروعها السياسي , وظلت كتلة الحوازمة البشرية وغيرها من المجموعات الاخرى خارج حسابات المشروع السياسي للحركة الشعبية الى وقت قريب.

*صحيح هناك اخطاء مشتركة وتجدنى اتفق معك تماما فى الحد من استخدام القبيلة كدرقة تستخدمها الدولة فى حرب الوكالة ولكن مقابل ذلك يجب ان تفهم الحركة الشعبية جيدا ان الحوزامة ليسوا بهذه الدرجة من السوء , وبمخاطبة قضاياهم فى المراحيل والمسارات من شأنه احداث تغيير ايجابي كبير وسط القبيلة .

*وهذا فى رائي مهم لطالما هناك قواسم مشتركة بين جميع الاطراف تحكمها علائق اجتماعية ومصير مشترك , هذه القضية هى نقطة فى تاريخ مظلم لو نجحت الحركة فى معالجتها من شأنها ان تحدث إختراقا ايجابيا حول جدار العزلة الذى شيدته نخب المركز حينها فى الحد من تمدد الحركة شمالا بوضع متاريس ثقافو اسلامية مقابل علمانو افريقانية .

*انا على يقين تام بان قيادات الحركة الشعبية تتفهم جيدا مآلات المستقبل بالاقليم وفقا لمبدأ قانونى مهم “المواطنة اساس للحقوق والواجبات” وهو المبدأ الذى يجب ان تتأسس عليه مفاكراتنا وحواراتنا للبحث عن مستقبل آمن تنعم فيه شعوب المنطقة بالإستقرار.

*لا احد يستطيع المزايدة على هجانة ومواقفه الوطنية دون التقوقع فى مستنقعات القبيلة , ومقاله الاخير كتبه قبل سنة تقريبا وتم تدويره بشكل مكثف هذين اليومين بقصد الوقيعة بينه وبين اهتماماته بقضايا مجتمعات المنطقة من خلال ادواره العظيمة التى يقوم به فى تعزيز مفهوم التعايش الاجتماعى بين كافة مكونات المنطقة مما اكسبه ذلك فهما عميقا للاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة .

*واسماعيل هجانة شاب مثابر ومجتهد وصاحب نظرة ثاقبة وبصيرة منفتحة على الجميع من غير إستثناء وفوق ذلك يمتلك رؤية ثاقبة وحكمة مكنته من القيام بادوار عظيمة فى تجنب المجتمعات بجنوب كردفان الصراعات والنزاعات بفتح مساحات وافاق لحياة افضل للمجتمعات بالاقليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى