ماذا لو مارسنا السياسة في دولة السودان بروح المحبة والتصافي والوئام التي عمت كل جنبات صالة “ماجستيك” يوم عرس الصافي سلمان سليمان الصافي، حضرنا مبكراً وجلسنا مع الدكتور سعيد حبيب وبعض أبناء عمه من غبشة عريضة في حلقة واحدة ونحن نترقب الحضور وقد كان في الاستقبال شيخ العرب سلمان الصافي والد العريس الصافي وابن الحوازمة البار بدوي ابراهيم الفضل المشهور بأبي سامي وهو والد العروس دكتورة سارة ، فالأول علم على رأسه نار شغل عدة مناصب في الدولة بهمة وإباء كعموم أهلنا دار بتي صرة الحوازمة من مدينة الحمادي العريقة المعروفة بباريس لأصالة أهلها وجمالهم ، أما الثاني كذلك صديق للكل ويعرفه الجميع رغم إغترابه سنين عدداً ويشغل وظيفة مرموقة في إحدى شركات السعودية الكبرى بشوش وأخو أخوان كغيره من أبناء أهلنا السرارية من قرية “أم جمالة” غرب دبيكر وهو صهر للأمير بقادي مع حماد أسوسة ، سلمان الصافي مؤتمر وطني بارز بينما بدوي الفضل حزب أمة قاطع ، بناءاً على هذه السيرة العطرة توقعنا مع دكتور سعيد جمع غير مسبوق وقد حدث فوق ما كنا نتوقع ، إنضم للمستقبلين الوالي السابق عبدالحميد موسى كاشا، وكان في المدخل الى أن نادى المأذون بحلول وقت عقد القران ، بعد ذلك طل على الشاشة البروف خميس كجو وتوالت المفاجآت بحضور البروف غندور وحسبو محمد عبدالرحمن وعبدالمحمود أبو والفريق شمس الدين كباشي بعمامته الصغيرة المعروفة (طبعا ناس الجيش نادرا ما يجيدون لبس العمامة) نعم الفريق كباشي كان بالعمة والله ستر لم يصفه أحد بأنه أتى متنكراً كما حدث في الحتانة ، والفريق مفضل والسلطان كبر وبشير آدم رحمة ودكتور حامد البشير حتى إكتظت واجهة الصالة بالشخصيات المرموقة.
لم يكن فقط عقد قران بل كان محفل اجتماعي سياسي تمنينا لو تدار الساحة السياسية السودانية بنفس هذه الروح لتنزلت البركات وعم الخير أرجاء السودان ، ولعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق.