أخر الأخبار

مكونات مجتمع أبو جبيهة .. الالتفاف حول مبادرة الشباب وإتفاق في انتظار الأجاويد

 

 

تقرير : عبد الوهاب ازرق

كثيرة هي المبادرات التي طرحت لحل النزاع بين مكونات مجتمع محلية ابوجبيهة التي حدثت في العام 2021م ، بين كنانة والحوازمة ، وأحدثت شرخا مجتمعيا وباعدت بين الأهل ، وفقدت فيه الكثير من الممتلكات والأموال والاأنفس وأوقفت المصالح الحياتية.
ولعل مبادرات “إمارة تقلي، الشنابلة، المسيرية، أولاد حميد والإدارة الأهلية بالسودان”، جميعها فشلت في الحل لجهة وجود كثير من التقاطعات والتصنيفات والملاحظات ، إلا إن مبادرة شباب مدينة أبو جبيهة التي نبعت من أصحاب الوجعة لاقت رواجاً وتجاوباً من جميع أطراف الصراع ، وتكاملت مع مبادرة قوات الدعم السريع التي التزمت برعاية الصلح حتى التوقيع.
مؤشرات إيجابية مكنت ومهدت للوصول لكافة الأطراف المتصارعة والاستماع إليها . ووصف أمير امارة كنانة حماد علي أحمد، المشاكل التي حدثت بالطارئة ويمكن معالجتها وحلها ، بعزم رجال الوطن والنصائح ورد الظلم ومعرفة جذور المشكلة ، لافتاً ان مجتمع ابوجبيهة يعد نموذجاً في التعايش والتعاون وقبول الآخر، مطالبا بتوسيع الدائرة الأمنية . فيما أكد المتحدثون من أعيان وشباب أمارة كنانة التزامهم بوقف العدائيات ، متمنين تحقيق العدالة ، ولفتوا أن الاجهزة الحكومية إيقاعها بطئ، ودعوا لزيادة فاعلية الشرطة وتوفير المعينات ، مطالبين بلجنة قانونية لمعرفة الجاني ، وابعاد الجناة ، واصفين الوضع الأمني بالهش ، ولا أمان كامل في مناطق غرب أبوجبيهة .
وفي الأثناء أكد أمير الحوازمة بابي جبيهة بكر حسن ، أنه لولا الدعم السريع لما اجتمعوا هذا الاجتماع، مشيراً إلى أن المتفلتين من كل القبائل لا قبيلة بعينها ، مطالباً بالتسوية والصلح للوصول إلى المخارف ، ونبه أن الأرض شراكة بين الجميع في التعدين والرعي ، لا أن تعمل جهة وتترك أخرى ، وأضاف نقبل الصلح الفوري ، وتابع سوف نكرمكم بالسلام. ومن جانبه وصف العمدة حامد موسى شباب ابو جبيهة بالجيدين، وأضاف “نحن على قلب رجل واحد والصلح خير”، وتابع “لدينا عشرة قديمة ونسب مع كنانة ولا فرز بيتنا”.
فيما شكر العمدة محمد الشمو الدعم السريع ، ووصف شباب ابو جبيهة بالأبطال ، وشدد على ضرورة تحقيق الصلح اليوم قبل غروب الشمس .

ممثل امارة اولاد حميد كمال بخيت وصف المشكلة التي حدثت بالطفيفة ، وقال أنهاخلاف طبيعي، وحدث وقتل ومن الطبيعي أن يؤخذ الجاني إلى الشرطة ، ويدفن القتيل ، ولفت ما حدث غريب علينا وأضاف “بادرنا بالحل، والتزمنا جانب الحياد ومساعينا لن تتوقف”، وأشاد بقوات الدعم السريع التي بسطت الأمن.
وأكد المتحدثون من أعيان أولاد حميد، سعيهم للحل من أجل وقف الدم ، مطالبين بفتح تدريب للشباب للإنضمام للدعم السريع .
ومن جهته كشف عمدة المسيرية أولاد غنيم بابي جبيهة العمدة قادم حجم الخسائر التي وقعت جراء الأحداث ، وفصلها بعدد “159” من المفقودين ، “168” أذى، بجانب تضرر “19” قرية ، وتأثر “1716” أسرة ، منبهاً أن الاحصاءات أهلية وليست حكومية ، وأشار أن ابو جبيهة مجتمع متماسك ، وليست قبائل ، مطالباً باستمرار الروح الأمنية والحسم ، وأردف
الأمان لم يتحقق إلا بوجود الدعم السريع”، وأشاد قادم بمبادرة الشباب، متنمياً تحقيق الصلح والسلام ، مشيراً أنهم في جانب الحياد ، وطالب الدعم السريع بالبقاء ، والعمل لانجاح المبادرة ، وتعزيز القوات لجهة أن الخريف على الأبواب .
يذكر أن مبادرة شباب ابو جبيهة قامت على خلق أرضية للتعايش وتسهيل جلوس الفرقاء ، وقال عنهم منير النور عبد القادر “شباب المبادرة يمثلون كل مكونات ابو جبيهة حتى الذين بينهم صراع”.
وهي جسم تكون من “30” شاباً ، والعضوية مفتوحة للجميع ويعملون معاً دون رئيس . وقال عمر عبد الباقي علي “عملنا حراكاً حقيقياً وهدفنا تقريب الأطراف والجلوس في مكان واحد”، ولفت أن الأطراف ترغب في السلام، مذكراً أن هناك متاجرة بالقضايا ، والبعض يريد لهذا الصراع أن يستمر ليصطاد في الماء العكر ، وشدد أن المبادرة الشبابية خالصة لتحقيق الاستقرار للمحلية .
قائد قطاعات الدعم السريع بكردفان الكبرى العميد ركن آدم ابو شنب حمدين، أوضح أنهم جلسوا مع كل الاطراف ونعرفوا على ابعاد المشكلة، مشيراً إلى أن الوثيقة التي وقعوها تعتبر نواة للصلح شمال، وأضاف “رؤية المركز والقيادة العليا هي بسط الأمن ، وهيبة الدولة ، وحسم التفلت”، موجهاً رسالة للمتفلتين بأن هناك دولة ، والاجرام يختفي ، ثم تقديم مبادرة للصلح ، مؤكدا جاهزية الدعم السريع لرعاية كل مراحل الصلح ، والخروج لبر الامان ، مطالبا بالحفاظ على اللوحة الزاهية. وأبان حمدين أن ترحيل الجناة يكون بالعرف لا بالقانون ، وأردف “نريد صلح حسب رؤيتكم بالجلوس فيما بينكم أو إحضار أجاويد” ، مؤكداً توفير كل الدعم اللوجستي وكل ما يحتاجونه للصلح ، مشدداً على ضرورة الوصول إلى صلح.

الاستماع إلى كل أطراف النزاع ، وتوقهم للصلح يبشر بقرب توقيع الصلح، وفي الواقع الجميع يريد الحل والسلام ، إلا أنهم يفتقدون لكيفية إدارة الحوار ، واختيار الأجاويد لتقارب وجهات النظر ، وصولاً للسلام المجتمعي المنشود .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى