أخر الأخبار

جنوب كردفان : صرخة للمتأثرين بالصراعات القبلية .. ولا مجيب

تقرير : عبد الوهاب أزرق

تأثرت عدداً من القرى بأحداث المنطقة الشرقية، سيما بمحلية أبو جبيهة ، حيث نزح مواطنو منطقة الرحمانية إلى قوز الكلم شمال مدينة أبو جبيهة. ويواجه مواطنو قرية أم عوان غرب أبو جبيهة الصعاب، حيث يعيشون في مساكن أحرقتها النزاعات، بجانب أنها صارت خالية من كل شئ وأعيد بناء بعضها بالمواد المحلية في انتظار الصلح الذي يمهد للزراعة ويقي المنطقة شبح نقص الغذاء المتوقع، بينما حصاد العام السابق راح هباءاً منثوراً جراء النزاع.
ومثل “الرحمانية، أم عوان وحي جبرونا”، مناطق وقرى وأحياء أخرى أطلقت صرخة للاستغاثة ونداء لتوفير الاحتياجات الأساسية أو العودة الطوعية لمناطقهم للحاق بموسم الزارعة ، كما يعاني بعض النازحين في تاندك وتجملا ، والرشاد الذين نزحوا الى محلية الرشاد .
ووصف أحد المواطنين ما حدث بأم عوان بالنكبة التي حلت بالمنطقة ، وعزا ما حدث لغياب الدولة، وأضاف “المنطقة تعرضت لضرب من مسافة كيلومتر تقريبا”، لافتاً لوجود تجار حرب ومصالح، وأوضح أنه تم حرق “156” منزلاً وصارت خاوية بلا أثاث، وأضاف “لا نريد منظمات ولا زكاة ، نريد السلام ونستند على ضراعنا”، مشدداً على ضرورة توقيع الصلح ، والإسراع فيه.
ومن جانبه استعرض الفاتح جاد السيد، معاناة المنطقة من جراء الاعتداء ، ممتدحاً الدعم الذي قدمه أهل أبو جبيهة الذين ساعدوهم بالملابس و”العناقريب” ، لافتاً إلى أن “الأرض بتشيل الناس كلهم والأرض لمن يفلحها والذهب حق الدولة”، منتقداً ما أسماهم الأصوات الخارجية التي تؤجج الصراع بداخل أبوجبيهة، وعزا التفلت لوجود متفلتين بين القبائل. ومن جانبه حدد شيخ الحلة العمدة جاد السيد بهاء الدين، أسماء الأسرة آلتي اعتدت عليهم بأم عوان، وأضاف “ما هبشنا زول ونعيش في تعايش مع الجميع”.
إلى ذلك كشف الطيب أحمد من مواطني قرية الرحمانية ، ممن نزحوا الى قوز الكلم شمال مدينة ابو جبيهة انهم يتبعون لعمودية الكواهلة ، أمارة كنانة، وجاء نزوحهم في يونيو 2021م ، نتيجة للمشاكل القبلية، واصفاً ما حدث بالمصيبة ، وأوضح ان عدد الأسر النازحة “366” أسرة ، وعدد السكان “4113” فرداً ، استقروا جميعهم بقوز الكلم ، وتابع أحمد “لم نزرع الموسم الماضي والاتجاه الغربي لمدينة ابو جبيهة محتاج تأمين لتسهل عملية الزراعة”، مناشدا القوات النظامية بوقف ظاهرة النهب والسرقات ، وأضاف “تركنا كل ما نملك وأصبحنا نازحين”.
وشدد العمدة دفع الله يس على ضرورة حسم التفلت ، ولفت أن المشاكل من اللصوص والنهابين ، آملا العودة إلى منطقتهم بأسرع وقت.
حري بالقول، أن النازحين يواجهون وضعاً إنسانياً مقعداً يفتقدون لكل شئ ، في وقت ارتفع فيه جوال الذرة إلى نحو عشرين ألف جنيه، والبعض من النازحين يفتقد لثمن ملوة ذرة التي وصلت في بعض المناطق إلى أكثر من سبعمائة جنيه.
ويرى متابعين أن هذا الوضع بحاجة إلى صلح لانتشال المنطقة من أزمة اقتصادية قد تلحق بها ، لجهة عدم نجاح الموسم الماضي ، وعدم حصاد البعض لمحصولاتهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى