أخر الأخبار

دروب الحقيقة

 

الصورة وتعرية
الإنقلابيين والكيزان أخلاقيا

واحدة من صفحات معركة الشعب السوداني الطويلة مع الكيزان، منذ انقلابهم في 30 يونيو 1989م، هى القدرة على إثبات المصداقية ومطابقة الأقوال للأفعال، وترجمة الشعارات إلى أرض الواقع، وكانت للحقيقة والتاريخ معركة شرسة وصعبة، وفيها الكثير من المحازير، والمقدسات، فأولئك القوم كانوا يرفعون المصاحف فوق أسنة الرماح، وواقع حال المجتمع السوداني يقول إنه متدين بالفطرة وشديد التأثر بالخطاب الديني وشعارات الإسلام، وأحيانا تخدعه المظاهر، ويبكي لرؤية صورة ، ولكن ثورة التكنوجيا الحديثة في العالم، قلبت الأمور رأسا على عقب، وأفسدت على الكيزان، والإنقلابيبن خططهم ومشروعاتهم (المتوهمة) لقولبة المجتمع، وإعادة صياغته وفق مفاهيمهم الجامدة ورؤاهم الاقصائية والعدمية للآخرين.
ولامجال اليوم للكذب والخداع والتدليس والغش والنفاق والاحتيال، وأكل حقوق الناس بالباطل ،كما ظلوا يعملون، والتكنولوجيا الرقمية وأجهزة الصوت فضحت بعض من ذلك ولو بالصدفة، ولا فرصة للانكار والهروب وإخفاء الجرائم وتشويه الأدلة، مثلما ظلوا يفعلون سنينا عددا ،رغم أساليب الدبلجة والتزييف والإخفاء التى برعوا فيها ، فالابتكارات الرقمية المدهشة، كشفت عوراتهم الأخلاقية، وعرت زيف مصداقيتهم المغطاة بشعارات الإسلام.
واليوم كل جرائمهم ومنكراتهم، يتم القبض عليهم فيها بالبينة الثابتة، وبالتاريخ والزمان والمكان، وآخرها حديث محامي إنقلاب الإنقاذ العنصري، وما جرى في مواكب الثورة يوم الخميس 5 مايو 2022م حيث وثقت الكاميرات عملية دهس متعمد للثائر مجتبى عبدالسلام ، وصور لأفراد من كتائب الظل والأمن الشعبي، وهم يصوبون فوهات مسدساتهم من مسافات قريبة لقنص الثوار السلميين، في مشاهد جارحة للوجدان الوطني والشعور الإنساني.
وعلى الكيزان والانقلابيين، الذين أساءوا لأنفسهم ولوطنهم وللإسلام، أن يكفوا عن سياسة (النعام) فلم يعد هناك مجالا لتغبيش وعى الناس، أو سرقة مواردهم وأحلامهم في وضح النهار وأمام أعينهم ،وقد تحققت بممارساتهم المقولة( إنك تستطيع أن تخدع الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدعهم كل الوقت)
ولا مفر لهم من الإعتراف بكل الجرائم والفظائع الإنسانية التي اقترفوها بحق الشعب السوداني وابنائه ،والأفضل لهم انتظار سكين (الحق) التي تسنها الثورة، وأخافت محمد حمدان دقلو ،من عار التاريخ وقاع مذابله العميقة، فصفحة معركة الأخلاق والمصداقية ومطابقة الأقوال للأفعال ،انتصرت فيها قوى الثورة ولجان المقاومة التي قدست كلمتها، وصدقت مع شهدائها،وسارت على دربهم ومازالت في أطول ملحمة ثورية في التاريخ المعاصر، قدمت بسخاء أرتال من الشهداء والجرحى والمصابين والمعاقين والمفقودين ومازالت، وتبقى الجانب المادي من تطبيقات التغيير وهو رحيل الإنقلابيين ومن شايعهم من الأرادلة والانتهازيين من السلطة وأن يغربوا عن عيون أمهات وأسر الشهداء وعن أهلنا في معسكرات النزوح، وصحاري العذاب المجدبة..تبا للقتلة والأنبياء الكذبة، وشكرا للواقفين خلف الكاميرا والمكرفون،يذودون عن حياض المعرفة والحقيقة بالتكنولوجيا .

أحمد مختار البيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى