*جنوب كردفان : صراع الكواليب والعياتقة .. فتنة قابلة للاشتعال .*

 

 

عبد الوهاب ازرق

 

بعض الصراعات تأتي حين غفلة من الزمان ، وتهدم كل مداميك البناء المتين ، والمترابط منذ عقود ، وتفلت وجريمة قتل او سرقة أو نهب او هوى نفسي من فرد تنساق وراءه المكونات المتعايشة قتال وجفوة وخصام ، وتصبح نواة وشرارة لصراعات قبيلة ، وشلالات من الدماء ، يزداد جريناها كل يوم في ولاية إصابتها تخمة القتل ، وارتوت اراضيها من دماء الأبرياء والمساكين ، و لا تحتمل دماء جديدة تهدر في لا شئ .

 

روابط ازلية

شرارة صراع بدأ يشتعل وتصاعد ، ويشب وقد يحرق مناطق ظلت آمنة ومطمئنة ومتصاهرة فيما بينها لعقود ، وما يجمع الكواليب بمناطق دلامي وكدبر بمحلية دلامي واهليهم من العياتقة بمنطقة دلامي وام برامبيطة بمحلية ابو كرشولا ، روابط ازلية ومنافع متبادلة ، وتاريخ ناصع في التعايش السلمي والنسيج الاجتماعي ، إلا أن بداية صراع نشب بين الطرفين خلف خسائر في الارواح ، وجرحى وفقدان الماشية ، والممتلكات ، ونزوح .

 

مسببات الصراع

جرائم السرقة ، والنهب والسلب ، والاغتيال والترصد ،و الثأر المتكررة اشعلت الصراع بين الطرفين الذي كاد أن يؤدي المنطقة للمواجهة بين الكواليب بكدبر ، والعياتقة بأم برامبيطة ، وضع محتاج لخلق المبادرات ونزع فتيل الازمة ليستمر التواصل الاجتماعي والاقتصادي والانساني بين المنطقتين الذي انقطع بسبب الأحداث ، وابعدت بعضها امتثالا للعرف الأهلي السائد .

 

مبادرات لم تكتمل

قامت المكونات المجتمعية بأم برامبيطة من غير المشاركة في الصراع وامارة تقلي قبل مدة بتقديم مبادرة الي الطرفين ، توجت بقبول الطرفين للمبادرة التي فشلت وتوقف عملها لعدم وجود الدعم اللوجستي لتنفيذ عملها ، كما سعى الطرفان لوقف للعدائيات وقيادة حوار فشل لتحديات وظروف عدة.

 

اشتعال الصراع

يوم 6 نوفمبر الماضي وجد المواطنين عز الدين احمد ، و عمر علي من ام برامبيطة قتيلين بالمشاريع الزراعية شمال غرب ام برامبيطة ، حيث ووجهت اصابع الإتهام لأهل كدبر ، مما أدى لتوتر حاد ، واحتقان ، وصل مرحلة الهجوم على منطقة كدبر . ثم جاءت سرقة مواشي تخص مكون الشنابلة وحدوث اشتباك مما زادت الوضع تعقيدا ، وانفجر الوضع بمقتل الشباب زاهر اسماعيل كترانك في نفير اهلي لحصاد الذرة بمنطقة تورنق 2 كلم شمال كدبر .

 

تفاصيل حادث

يقول مك مكوكية كدبر إسماعيل كترانك كندة توجان الشاب الذي استشهد يوم الجمعة الماضية هو ابني ، فقد تعرض لإطلاق نار بصحبة رفقاءه وهو في نفير بالزراعة من الناحية الجنوبية للزرع ، واضاف تم تبادل إطلاق نار مع الجناة ، لافتا الي التمثيل بالجثة وقطعت الاذن والتشويه بالوجه في الخد الأيمن ، كما نزعت ملابسه .

 

بداية الصراع

ويضيف كترانك بدأت الاحداث بين الطرفين في رمضان الماضي بسرقة بقر ، وتم تكوين لجنة من محليتي ابو كرشولا ودلامي عقدت إجتماع مشترك قررت وقف العدائيات، وتكوين لجنة 7+7 من كل محلية للجلوس لتقريب المسافة و وجهات النظر إلا أن الحادث الاخير يوم الجمعة الماضية 10 ديسمبر زاد الوضع تعقيدا .

 

هدوء حزر

ويقول كترانج الوضع عقب الحادث كان متوترا للغاية في الأيام الماضية ، والآن الجو هادي ، مؤكدا عدم هجومهم لاحد ، وزاد لا نفتش مشاكل ونتبع القانون .

 

استنجاد بالولاية

كشف مك مكوكية كدبر عن تكوينهم لوفد قابل الوالي المكلف قبل اسبوعين ، شرح له الوضع المحتقن ، ووعد الوالي بتأمين المنطقة بقوة ، لم تأت حتى وقع الحادث الأخير .

 

طرف ثالث

وذكر احد المواطنين من ام برامبيطة ان هناك طرف ثالث مستفيد من الأحداث ببث الكراهية الاثنية بالمنطقة التي ظلت متعايشة ومترابطة منذ سنوات ، لافتا ان ما يحدث بالمنطقة ليس طبيعيا ، والازمة تصاعدت ، وتابع إذا فرضنا أن الصراع بين العياتقة والكواليب فقد تضررت مكونات اخرى بسرقة مواشيهم وفقدت ارواح بريئة .

 

الوضع مستتب

المدير التنفيذي لمحلية ابو كرشولا الاستاذ صديق بابكر رحال قال عقب الاحداث تحركت لجنة أمن محلية أبو كرشولا بكل اعضاءها بقيادة قائد اللواء “38” ابو كرشولا عماد الدين عوض إدريس من ابو كرشولا الي ام برامبيطة، وجلست مع الأهل وعرفنا ما حدث ، واضاف طالبناهم بالتحلي بالصبر والمساعدة والانضباط وعدم التحرك ، كاشفا عن تكوين لجنة برئاسة قائد الاحتياطي المركزي بالولاية والجهات زات الصلة ، مطمئنا بأن الاوضاع مستتبة ، مطالبا المتضررين لتكملة الاجراءات القانونية ، كما أكد اتصاله بالطرفين .

 

مهام اللجنة

المدير التنفيذي لمحلية دلامي الاستاذ عبد الله ونيس قال تم تكوين لجنة مهمتها التحقيق في الاحداث ، وتقديم الجناة للمحاكمة ، وإنشاء آلية الصالحات تقوم بالعمل الايجابي ، ومطالبة الإدارة الأهلية بالتبليغ والقبض على المتفلتين الذين يحتمون بالمنطقة الوسطى بين مناطق الحركة الشعبية ومناطق الحكومة .

 

نداء

قدم مواطنون بدلامي وكدبر وام برامبيطة نداء إلي الحكومة الاتحادية والولائية للتدخل السريع ، لافتين أن الوضع خطير ، ودعوا الطرفين الي وقف القتال والترصد لجهة أن الموسم الحصاد ، ومشيرين ما جدوى توقف تبادل المصالح بعدم ذهاب اهل ام برامبيطة لسوق الاربعاء بدلامي ، وبالمقابل عدم حضور أهل دلامي وكدبر لسوق يوم الخميس بأم برامبيطة ، ونبهوا أن كدبر وام برامبيطة منطقة واحدة ، وما يجمعهما اكبر ما يفرقهما . وشدد المواطنون على ضرورة وجود قوة عسكرية بين دلامي وام برامبيطة لتستر المتفلتين بها ، واتخاذها منطقة عبور .

 

من المحرر

وصولا لجميع الأطراف ولتمليك الحقائق كاملة للقارئ . كل أرقام تلفونات عمدة العياتقة بام برامبيطة الزبير حامد التي تم اعطائي لها مغلقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى