إنتهى عهد سواقة القطيع لأهل الشرق وبات الأمر واضحًا
بقلم : زينب كباشي
لا أعتقد أن أهل الشرق بعد أن أتضحت لهم بشكل جلي أجندة ومرامي الفلول ومن شايعهم، ممن يريدون عودة إمتيازاتهم الشخصية من مصادر النهب والسرقة التي فقدوها بفعل الثورة، ويريدون إستخدام أهل الشرق كمطية ودرقة لتحقيق أهدافهم.
لقد أدرك أهل الشرق مصالحهم وعرفوا صليحهم من عدوهم، لن يدعموا أجندة لاتخدم ولا تلبي طموحاتهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة والعيش الكريم ، إنتهى عهد سواقتهم كالقطيع المغيب، وبات الأمر واضحا لأهل الشرق في كيفية حلحلة قضاياهم.
هذا الأقليم لايمثله الجهلاء والمرتزقة واللصوص وسماسرة السياسة ، هؤلاء لايصلحون لتمثيل أنفسهم ومكانتهم الإجتماعية ناهيك عن تمثيل شعب له مطالب وحقوق وعانى من تهميش المركز وإنتهازية وإستغلالية بعضا من أبنائه الذين لا يدركون مخاطر أفعالهم التي لا تنذر بخير عليهم ولا على إقليمهم والسودان بصفة عامة على المدى القصير والبعيد من تدمير للدولة ومواردها ومنافذها وبالتالي الضحية هوا المواطن السوداني.
الراهن السياسي الحالي وموقع شرق السودان من العملية السياسية في ظل عدم وجوده نسبة لممارسة سياسة الإحلال والإبدال.
إحلال مشاركة أحزاب مؤتمر البجا في العملية السياسية ولجنة صياغة الإتفاق النهائي وبعدها إختيار الحكومة وإبدال مشاركة هذه الاحزاب وإسهاماتها في الملفات السياسية كأحزاب ذات رصيد ثوري ونضالي متراكم الخبرة منذ 1957 وإبدالها بالإدارة الأهلية في محاولة لتهميش قضية الشرق ودفنها مرة أخرى بخلط الأوراق داخل المجموعات السياسية و إحلالها بأدارة أهلية من طرف واحد.
كل هذه الوقائع و الحقائق حدثت للإقليم الشرقي في الايام الماضية، حيث أصر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بفرض الناظر ترك على العملية السياسية ورهن مشاركة تحالف أحزاب مؤتمر البجا في لجان صياغة الإتفاق النهائي بمباركة الناظر ترك ورضاه عن مجموعة المجلس الأخر الذي يتضمن من كانوا على رأس المجلس في شكله القديم وقبل الإنشقاق.
الأزمة لا تكمن في إعتراف الناظر ترك بالمجلس الأخر ولكن جل الأزمة يكمن في تحالف البرهان ترك الذي أضر بشرق السودان ودمر معاش المواطن في وقت إغلاق الموانئ وبالتالي ما زالت الموانئ تعاني من تبعات الإغلاق الكارثي الأخير وذهبت جميع عمليات الصادر والوارد لموانئ أخرى مجاوره وفقد السودان والإقليم الشرقي الكثير من جراء هذا التحالف والمواطن السوداني كالعادة يدفع الثمن.
في إشارة واضحة لإسكات صوت القوى السياسية في شرق السودان داخل العملية السياسية يوجه البرهان أطراف العملية السياسية بالجلوس فقط مع الناظر ترك حليفه الإستراتيجي في إشارة وفعل واضح من الرئيس البرهان لإقصاء أحزاب مؤتمر البجا في ظل دعمه وإشرافه على جميع الأحزاب السياسية من مختلف مناطق السودان ودعمه للعملية السياسية التي تتضمن بداخلها هذه الأحزاب السياسية، كأنما يريد للشرق أن يقاد سياسيا و إجتماعيا من الإدارة الأهلية وبالأخص الناظر ترك الذي أصبح يمثل نفسه فقط أهليا ولم يكن يمثل الأقليم الشرقي سياسيا من قبل وحتى الأن.
هل يعقل أن تتم دعوة أحزاب سياسية مع مجالس إدارة أهلية ويطرح عليهم أن يأتو بممثل واحد فقط في لجان صياغة الإتفاق النهائي كأنما حزو نفس الحزو من جهة أخرى بدعوة مجلس إدارة أهلية أخر من شمال السودان أو الخرطوم مع أحزاب سياسية أخرى وقيل لهم أن يختارو ممثل واحد فقط.
لماذا كل هذا الإذلال لمواطن الشرق وأحزابه السياسية التي كانت وما زالت ترفع راية الوطن أولا ولم تركع لأي جهة خارجية رغم الإغرائات المتتالية والاستقطاب الدولي والإقليمي الحاد لهذه المجموعات السياسية، وظل الموقف موقف وطني واضح منذ أيام الكفاح المسلح إعلآ للمصلحة الوطنية والممارسة السياسية الرشيدة الخالية من الإتهامات وأكل لحم الإخوة الشركاء في الوطن والحكم بتوجيه الإساءة الشخصية كمعبر وجسر مضمون لفرض الوجود السياسي وبالتالي الجلوس معنا وصياغة عملية سياسية ورجلهم فوق رأسهم كما قال النائب محمد حمدان عن العملية الراهنة الأن.
كأنما يراد لشرق السودان التوجه والبحث عن خيارات أخرى تضمن له حقه في المشاركه السياسية العادلة في السلطة واستصحاب لأبناء الأقليم في القوات النظامية والخدمة المدنية والأهم التوزيع العادل للثروة والسلطة داخل الاقليم.
تحالف البرهان ترك مرفوض في هذه اللحظة اذا كان المراد به إقصاء المجموعات السياسية في شرق السودان وخلق تكتل يصب في مصلحة إقصاء الشرق نهائيا من مستقبل المشاركة السياسية في السلطة واللعب على المتناقضات داخل الاقليم لكي يكون هذا الإقليم تابع للسلطة التي تحكم في المركز متمثله في قيادة الدولة.