أخر الأخبار

مِدَادْ حُرْ

 

محمد حسين آدم

medadhor@gmail.com

 

شريعة الغاب

 

جاء في قصص التراث أن ملكاً من ملوك العرب قبض على رجلٍ من إحدى القبائل البعيدة وحبسه فجاءت قبيلته بشيوخها و بأمرائها وفرسانها تسأل عنه وتفديه أو تشفع فيه

فقال الملك لتلك الحشود الضخمة : من هذا الرجل الذي جئتم جميعآ لأجله وللشفاعة فيه ؟

فقالوا بصوت رجل واحد

هو ملكنا أيها الملك !

فقال : لما لم يخبرنا عن نفسه ويكشف عن هويته

فقالوا : أنف أن يُذل نفسه أمامك بمنصبه ومكانته بين قومه فأراد أن يريك عزته بقومه !

فأطلقه الملك على الفور معتذراً .

و بعد أيام جاءه خبر أن ذلك الرجل ماهو إلا راعي للإبل عند تلك القبائل ، فأرسل لهم الملك يستفسر مندهشاً ومستغرباً مما صنعوه!

فجاءه الرد منهم : لا أمير فينا إن ذَلَّ راعينا.

و العبرة لا خير في قوم ضاع فيهم حق ضعيفهم.

بإسقاط هذه الحكاية على واقع العدالة وأجهزة إنفاذ القانون اليوم في بلادنا التي تشهد مقاومة مستمرة مهرها دماء عزيزة تراق عند كل موكب في شوارع وأزقة الخرطوم، و قرى ومدن النيل الأزرق وأرياف كردفان وسهول ووديان دارفور والقاسم المشترك دوماً فاعلاً أو متسبباً بالإنحياز أو عدم القيام بواجباته الوظيفية على الوجه المطلوب التي أقسم عليها هم القوات النظامية.

بعد إنقلاب الخامس والعشرين من إكتوبر من العام الماضي شيعت البلاد من أقصاها إلى أدناها المئات من ضحايا عنف وعسف السلطة الحاكمة دون فتح تحقيق جدي أو إستجواب مشتبه بهم ناهيك عن القبض على متهمين، وفي الوقت ذاته ألقت سلطة الإنقلاب على العشرات وقدمت بعضهم للمحاكمة في سقوط نظاميين إثنيين رحمهما الله، سلطة الإنقلاب ترى أن أرواح النظاميين مقدسة وحقوقهم مصانة كمواطنين من الدرجة الحامية للسلطة. وهي رسالة في الوقت ذاته من ذات السلطة لمن ينازعها او يحتج عليها ويخالفها قولاً وفعلاً مصيره الضيق والذل والهوان والقتل دون قصاص وإن توفرت الأدلة برسم القاتل وصورته.

الشعب السوداني قيضت له الأقدار في تاريخه الحديث أكثر من نصف قرن من حكم العسكر المؤدلج وغير المؤدلج نتيجتها خيبات لاحصر لها، بضع وخمسون عاماً هي كافية لوضع حد لتخطى هذه المحن والتي في جوهرها غياب العدالة ثم المساواة، وهي كافية للحتمية التاريخية بزوال الشوكة عند تراكم المظالم والحكم بشرع الغاب .

 

مداد رياضي

 

من الإحصائيات اللافتة في كأس العالم بقطر النمو المضطرد لشبكة بي ان اسبورت القطرية َالمستحوذة حصة كبيرة من حقوق النقل التلفزيوني حيث شاهد أكثر من مائة واحدى عشر مليون مشاهد تابعوا حفل الافتتاح مع تجاوز أعداد متابعي مباريات الجولة الأولى لدور المجموعات تسعة ملايين متابع.

الناقل الرسمي لبطولة العالم لكرة القدم ضمن 24 دولة في المنطقة يشهد مستويات مشاهدة قياسية في مباريات قطر والإكوادور والسعودية والأرجنتين والبرازيل وصربيا. ويتسق مع هذا النمو ايضاً منصات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للشبكة حيث تظهر البيانات انطباعات أكثر بسبعة أضعاف في الأيام الثمانية الأولى مقارنة بشهر كامل من النسخة الماضية في روسيا.

كرة القدم صناعة متكاملة رياضة وسياسة وإقتصاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى