أخر الأخبار

كل مرة أشعر بأقل ضغط ينتابني حين أربط حذائي قبل مباراة كرة قدم، أفكر في ذكرى معينة، وفجأة أنسى كل الهموم وأصبح في سلام فوري.

 

هذه الذكرى هي أول مرة أعود فيها إلى سيراليون مع والدي ووالدتي بعد الحرب الأهلية. كنا نستقل سيارة أجرة من المطار وعلقنا في الزحام المروري. كنا نجلس بلا حركة، وكنت أنظر من النافذة إلى كل الفقر والجوع المحيط. كل هؤلاء الرجال والنساء كانوا يبيعون الفاكهة والماء والملابس وأشياء أخرى على جانبي الطريق للقادمين من المطار.
في هذه اللحظة فهمت لماذا لا يطلق والديّ على حينا في برلين لفظ “الجيتو” (الذي يُطلق على الأحياء الفقيرة أو العرقية في المجتمعات المدنية). إذ كانوا دائما يعتبرونه جنة على الأرض. لم أفهم منظورهم حتى عدت إلى سيراليون، لأن ذلك الشخص أتى إلى سيارتنا ليبيع الخبز، وكان يبدو يائسا للغاية، فقلنا: “لا، نحن بخير”.

فأتى شخص آخر إلى سيارتنا ليبيع الخبز، وحاول بيعه بإلحاح أكبر، حيث كان يتحدث عن مدى كونه طازجا، فقلنا “لا، شكرا لك”.

ثم أتى شخص ثالث إلى سيارتنا ليبيع الخبز، وكان يناضل حقا لبيعه. كان يتحدث عن كونه الخبز الأفضل في المدينة، و”رجاء، رجاء، رجاء، اشتروا هذا الخبز”.
أفكر في هذه الذكرى حين أشعر بأي ضغط في كرة القدم، لأن الحقيقة هي أن الأشخاص الثلاثة كانوا يبيعون الخبز نفسه، من نفس المخبز ولنفس السيارات.
واحدة من هذه العائلات ستحظى بطبق من الطعام على الطاولة في نهاية اليوم. أما العائلتين الأخرتين، فربما لا.. هذا هو الضغط. هذه هي الحياة الحقيقية.

ولذلك بأمانة، نمت كرضيع قبل مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، وحين استيقظت شعرت بأنني لا أقهر. بوجود عائلتي خلفي وطعامي على طاولتي، لا يمكنني أن أخسر.

أنطونيو روديجر
لاعب تشيلسي والمنتخب الألماني ذو الأصول السيراليونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى