عارض الأزياء والموضة السوداني.. قصة نجاح تحدت الإعاقة

الخرطوم : ريناس نيوز

استطاع الشاب السوداني عبدالعزيز شريف ان يتحدى الصعاب ويشق الطريق نحو عالم الأزياء والموضة ، وذلك بعرض الازياء والموضة وهو على كرسي متحرك متحديا الإعاقة الحركية .

وفتح الشريف الباب لأصحاب للشباب لاقتحام هذا المجال ، حيث كان أحد الشموع التي أضاءت بيوت الموضة المظلمة في السودان وبفضل التغيير السياسي توفرت مساحات واسعة للفنون .

ويثق شريف في نفسه ، ولم يكن شريف يتوقع أن يصبح أحد نجوم عروض الأزياء في بلاده ، وقادته الصدفة والفضول للتعرف على عالم الموضة الذي ظل حكراً على الأصحاء ، نظراً لمصاعب شاهدها في بادئ الأمر، حسب قوله.

غير أن العزيمة والإصرار مكنته من حجز مكانه في منصات عروض الأزياء واصبح نجما لا يشق له غبار، ويقتنص صيحات إعجاب الجماهير في كل مرة يصعد فيها إلى مسرح العرض.

ويروي عبدالعزيز قصته التي بدأت وهو مازل طالباً في إحدى المراحل التعليمية ، و تمكن خلال فترة وجيزة أن يصبح عارض أزياء في نقلة نوعية بحياته، لم تكن في أحلامه.

ويقول: “دخلت لهذا المجال عن طريق الصدفة، وبلا تخطيط مسبق ، سمعت بإقامة أول عرض أزياء بالخرطوم عقب نجاح الثورة الشعبية، وأعجبت بالفكرة وقمت بالتواصل مع المنظمين من خلال مجموعات على (فيس بوك) واستفسرت عن امكانية مشاركة ذوي الإعاقة بدافع الفضول وحب الاستطلاع”.

ويضيف شريف: “فوجئت برد إيجابي من قبل المنظمين الذين راسلتهم، وأعادوا عليّ السؤال وما إن كان لدي رغبة حقيقية للمشاركة في عروض الأزياء، وأكدت على الفور بالموافقة، فهي بمثابة فرصة لتقديم نفسي والمساعدة على دمج ذوي الإعاقة في المجتمع وكان ذلك هدفي الأول”.

وتابع: “قبل أسبوعين من الموعد المحدد للعرض تم إخطاري للاستعداد، حينها لم أكن مدرب بالشكل الكافي قمت بأخذ مقاسات البدلة مع المصمم وهو صاحب متجر، ومنها كانت الانطلاقة”.

ومضى الشاب عبدالعزيز في مشواره بكل ثقة وعزيمة وهو يحمل أحلام ملايين الأشخاص من ذوي الإعاقة بأن يكون مثلهم الأعلى في قصص التحدي والمثابرة.

وكانت المشاركة الأولى له في عرض أزياء رجالي بمهرجان نرمين جرجيفي الذي تم تنظيمه بأحد فنادق العاصمة السودانية الخرطوم ونال إعجاب الجمهور المتابع.

استمر عبدالعزيز شريف في مشواره وشارك في عرض آخر مختلط رجالي ونسائي أقامه مهرجان نرمين قرقيفي أيضاً، ويقول: “شاركت هنا بدعوة من الفخيم جلابية بالزي القومي السوداني واستفدت من الأخطاء الماضية وأديت بشكل صحيح هذه المرة”.

ولم يكن عرض الأزياء الذي ما زال يتحسس خطواته في السودان ذو عائد مائدي كبير، لكن شريف ليس هدفه المال من هذه المهنة، بقدر سعيه لتثبيت حقوق ذوي الإعاقة ومشاركتهم في كافة المجالات الحياتية وتعزيز دمجهم في المجتمع.

ويرى شريف أن فن عرض الأزياء بحاجة إلى مساندة رسمية من السلطات الحكومية لتعود البلاد إلى بيوت الموضة العالمية بالصورة المثلى”.

وقال: “هناك مصممون مميزون بحاجة إلى دعم من وسائل الاعلام والدولة معاً، لقد حان للبلاد وداع العزلة الثقافية والفنية والموضة مثلما حدث سياسيا”.

وبمقدار العزيمة التي كانت زاده الأول في تخطي الصعاب، يتطلع عبدالعزيز أن يمضي في مشوار عرض الأزياء بالتوازي مع دراسته الأكاديمية ويمني نفسه ببلوغ العالمية في مجال الموضة وعرض الأزياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى