أخر الأخبار

مندي بنت السلطان عجبنا

هي المرأة السودانية الوحيدة التي يتغني بإسمها عبر جلالة للقوات المسلحة التي تعتبر اهازيجهم للحياة والموت على مر الدهور والحقب من فرط شجاعتها وإقدامها وجسارتها وتحملها الذي فاق تصور البشر
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
مندى بت السلطان عجبنا – صاحبة اغنية كوجو كونو
قصة مندى بت السلطان عجبنا .هند أبوضامر محمدفارسة من جبال النوبة هى مندى بت السلطان عجبنا ود اروجا سلطان (النيمانج)
إمرأة اسقطها التاريخ سهوا..و نسيها مؤرخو بلادى، اسقطوا بطولتها من أجندتهم. و لكن خلدتها أغانى القبيلة تكريما لبطولتها و شجاعتها النادرة، أغانى تغنى بها الكبار و الصغار تقديرا و عرفان بالجميل لمندى..إعتمدت إحدى الأغانى كمارش عسكرى موجود الى يومنا هذا..و ان لم تخنى الذاكرة أحسب أن كلماته تقول:
كوجو كونا كرن دالا(مندى) كوجو كونا كرن دالااووووو ساسا
نوفمبر1917م..تمرد النيمانج و ثاروا ضد البريطانيين، و قتلوا (هتون) مفتش مركز الدلنج فى كمين بالقرب من منطقة حجر السلطان. ثارت السلطات البريطانية و جهزت جيشا للثأر لمقتل (هتون) و زودوه العدة و العتاد.. و قاده المقدم (سميث) و امم به صوب جبال النوبة لقتال الثوار و تاديبهم. و بدأت المعركة و رغم تفوق الة الحرب البريطانية الا ان الثوار بقيادة السلطان (عجبنا) قاتلوهم قتالا ضارى لا هوادة فيه.
أحكم الجيش البريطانى قبضته على المنطقة و ضرب الحصار حول ثوار النيمانج..حصار من ثلاث جهات:- منطقة ولال-منطقة كلامو-منطقة النتلو بهذا الحصار المحكم عُزل السلطان عجبنا و جيشه عن مصادر المياه المتمثلة فى آبار (كوديلو بونغ) فى منطقة (سلارا)..ساء وضع الثوار جدا و تأزم و لاحت بوادر الهزيمة و لكنهم رفضوا الإستسلام.. و صلت الأنباء الى القبيلة عن سوء الوضع فى ارض المعركة، و عرفت (مندى) فقررت ارسال التعزيزات و الدعم لوالدها، و صممت على الذهاب لتحارب الى جانب والدها..ربطت طفلها فى ظهرها و حملت سلاحها حاول الكثيرون ثنى عزمها و لكن هيهات، لن تتراجع عن قرارها، و ضربت (البُخسة) فى الأرض دليلا على عزمها و إصرارها كما فى ثقافة النيمانج، فضرب البخسة بالارض هو دليل على عدم التراجع و الإصرار على فعل الشئ.
و صلت التعزيزات الى الثوار و الهب قدوم مندى الحماس بين الصفوف المقاتلين، و بدأوا القتال بروح جديدة قتال أشد شراسة و عنف.. و مندى بين الصفوف تقاتل فى شجاعة نادرة لم يوقفها مقتل طفلها على ظهرها برصاص العدو بل زادها إصرار..كانت بجانب القتال تعمل على تضميد الجراح و رفع الروح المعنوية و الطبخ للمقاتلين..يا لها من إمرأة. كانت معركة شرف و كرامة فداء للارض و العرض، قتل فيها من قتل من ابناء النيمانج، تعطرت الارض بدمائهم الزكية.
هُزم الثوار و أُسر السلطان عجبنا و صديقه كلكون و تم إعدامهم شنقا فى الدلنج صبيحة يوم 27/12/1917م..إستسلم الثوار بعد إعدام قائدهم الروحى و العسكرى..و عادت مندى و من تبقى الى القبيلة بعد ان ضربوا مثالا نادرا فى الشجاعة و الفداء لتخلدهم أغانى القبيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى