أخر الأخبار

الحضارة الإنسانية أنثى

 

كتب البخيت النعيم

يقول الأديب، والروائي الطيب صالح إن الحضارة الإنسانية، حضارة أنثوية.
نعم المرأة على مستوى السودان والوطن العربى، وآسيا وافريقيا وأوروبا وألامريكتين، شريك أصيل في تطور الحياة الإنسانية.
وهي التي ساهمت في بناء النهضة والتنمية المستدامة والثقافة والحضارة ومقاومة الإستعمار ،وساهمت في تحرير الأوطان منذ فجر التاريخ.
استطاعت المرأة بنضالاتها وجهودها، فى ميادين الحياة العلمية والفكرية والثقافية (الفنون والآداب ) والجمال والسلام، في انتزاع حقوقها في العدالة والمساواة والبناء ومقاومة التخلف والمفاهيم التقليدية الرجعية .
هكذا وصلت المرأة لأرقى مفاهيم التطور والتقدم بعزيمتها ، وهى تثبت جدارتها بتفجير طاقاتها المتنوعة.
والذي يتابع تطور المرأة عبر حقب التاريخ القديم والمعاصر يلاحظ أنها تقود ثورة مفاهيمية شاملة، من أجل التغيير الجذرى التاريخى، ومن أجل عالم تتنوع فيه الأقطاب وتسوده العدالة والمساواة والحرية والسلام.
قال الشاعر السودانى عبيد عبد النور ،
(يا أم ضفائر قودى الرسن
واهتفى فليحيا الوطن
أصلو موتا فوق الرقاب
كان رصاص أو كان بالحراب
البدور عند الله الثواب
البضحى ويأخذ العقاب
يا الشباب الناهض صباح
ودع أهلك وأمشى الكفاح)
وقالت إحدى الشاعرات فى تحريض ابنها على الدفاع عن الوطن.
يا حسين أنا مانى أمك أنت ماك ولدى
بطنك كرشت عن البنات نافى
دقنك حمست جلدك خرش مافى
لاك مضروب بحد السيف نكمد فى
لاك مضروب بى لسان الصيد نقصد فى.
و أبدع الشاعر والفنان خليل فرح فى ملحمة عزة فى هواك وهى رمزية لتحرير المرأة والوطن.
التحية للمرأة السودانية والعالم يحتفل باليوم العالمي للمرأة،فى الثامن من مارس في كل عام. حيث تقف الإنسانية إجلالا وإكبارا واحتراما لعطائها اللا محدود في البناء والنهوض بالأوطان.

نضالاتها المشرقة

في السودان ساهمت المرأة في تطور المجتمع وفي نيل الاستقلال الوطنى و في دعم المشاريع التنموية والخدمية والاجتماعية وإرساء دعائم السلام والعمل المهنى و السياسى والثقافى، هنالك آلاف من الرائدات اللا ئى دعمنا تطور الحياة وإشاعة الوعى حول الحقوق في البادية والريف والحضر ،منهن رائدات خلدهن التاريخ نسبة لأدوارهن البطولية فى الكفاح من أجل تحرير الوطن من الإستعمار ومن أجل نيل الاستقلال الوطنى ، حيث كان لكنداكات الحضارة النوبية دور عظيم في الحكم والسياسة والثقافة، ولمجاهدات الثورة المهدية دور مثله، منهن المجاهدة رابحة الكنانية ،و للمناضلة مهيرة بت عبود، وتجلت البطولة ضد الاستعمار فى مناطق جبال النوبة فى كردفان في المناضلة مندى بنت السلطان عجبنا .
كما هنالك رائدات لعبن دورا عظيما في الوطنية والتعليم، منهن حاجة كاشف والفنانة عائشة الفلانية، وحواء الطقطاقة والأستاذة نفيسة المليك، والدكتورة سارة نقدالله والدكتورة بلقيس بدرى ،والمرحومة المربية والمعلمة ليلى يحى زوجة الشهيد صلاح السيد والصحفية امال عباس والإعلامية إحسان عباس والمحامية عفاف أرباب، والمحامية الطاف عباس الزين والدكتورة شادية، اللازم والدكتورة عالية كرار،والمحاميةوالاعلامية نعمات حامد البولاد والاستاذة منيرة سيد والاستاذة الوزيرة تيسير النورانى وغيرهن من رائدات الفنون والآداب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى.
كما شاركت في فعاليات الحراك الشعبى النسائى، ومواكب الثائرات الماجدات ، في الثورات والانتفاضات الكبيرة ،منها ثورة اكتوبر ١٩٦٤م وانتفاضة مارس أبريل ١٩٨٥م وثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م والتي مازالت مستمرة حتى النصر.واسقاط نظام الردة الانقلابى العسكرى الذى ادخل البلاد فى أزمة شاملة . وشاركت المرأة السودانية ببسالة في ملاحم البطولة الشعبية، وقدمت الشهيدات وزج بهن في السجون والمعتقلات ومعسكرات النازحين واللاجئين وتم تشريدهن من العمل ، ولازالت تناضل مع الرجل من أجل سودان ديمقراطى ،ودولة المواطنة التي تكفل الحقوق والواجبات والعدالة والحرية والمساواة من أجل سودان ناهض معاصر، بالتنمية المتوازنة لكل بنات وأبناء شعبنا.
التحية للمرأة في يومها فهى الأم
قال الشاعر
الام مدرسة ،إذا إعددتها، اعددت شعبا طيب الأعراق.
والمراة هى الزوجة والأخت والابنة وهي حقا أيقونة المحبة والسلام.
وقد اوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بها في الحديث الشريف :(واستوصوا بالنساء خيرا ).

وكرم الله تعالى المرأة فى سورة النساء.
: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}

البخيت النعيم

صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى