أخر الأخبار

(جنوب كردفان) … التنمية لازم تستمر ..! (2 – 3)

  1. بقلم : إبراهيم عربي
    بلا شك أن التنمية من المطلوبات واعتقد إنها من أسباب إندلاع الحرب في جنوب كردفان / جبال النوبة وبالتالي تتجدد جدلية الأمن والتنمية ، وبالطبع يصعب إنسياب هذه التنمية في ظل تلكم التحديات ، إذا هنالك مطلوبات وأولويات ومداخل لابد من توفرها لأجل إنسياب التنمية ، وبالطبع لاتكتمل دون توافق بين أبناء الولاية لا سيما حاملي السلاح في ظل توفر الإرادة المركزية والولائية لها ، فلابد من توفر الأمن وقفل الطريق أمام أصحاب الأجندات الذين إستغلوها فرصة لزعزعة الإستقرار والإخلال بالأمن مما تسبب في توقف المشروعات وتعطل عجلة التنمية والتي لابد أن تستمر ..!.
    المتابع يجد أن الحرب إندلعت في جنوب كردفان / جبال النوبة 6/6 ظاهريا بسبب فوز أحمد هارون علي عبد العزيز الحلو بمقعد الحاكم فيها في إنتخابات لم يعترف بنتيجتها الحلو وقال إنها مزورة ، فانتهت بذلك فترة (5) سنوات من الود والشراكة والإستقرار والتنمية والخدمات كان لا يذكر فيها هارون وإلا ذكر عنده الحلو والعكس صحيح حتي لقبوهما ب(التوأم ..!) ولكن في الواقع إنها كانت حرب سياسية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ولكل منهما مشروعا سياسيا نقيضا للآخر ، فالصراع كان لإثبات الوجود ، وللحقيقة والتاريخ لو تعقلت الحركة الشعبية وتمهلت قليلا وخاضت الإنتخابات المقبلة لفازت علي المؤتمر الوطني بالمزيكا ..! ولكنها تلك حسابات الكفيل وصراع الأجندات وتقاطعات المصالح ..!
    ولذلك خصينا كمرد عبد العزيز الحلو بضرورة إستمرار التنمية ، فالرجل  هو إبن الولاية ورئيس الحركة الشعبية – شمال وقائد الجيش الشعبي ذراعها العسكري الذي يقاتل الحكومة في جنوب كردفان / جبال النوبة منذ (11) عاما ويحتل مساحة معتبرة منها ، وللحركة أتباع وعضوية معتبرة بالمنطقة التي فقد في سبيلها مئات الأنفس ، فشلت دونها أكثر من (17) جولة تفاوضية مع النظام السابق بسبب إقحام المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) في مشكلة الحرب بين الدولتين وفق القرار الدولي (2046) بسبب النزاع بين السودانين بشأن هجليج .
    وقد توالت بناء عليه إنشقاقات الحركة الشعبية – شمال الواحدة تلو الأخرى فشلت فيها الحركة الأم وأخيرا فشلت جوبا دون نجاح لتجنب إنشقاق (الحلو وعقار) بسبب تقاطع الأجندات داخل مكونات الحركة الأم نفسها بجنوب السودان ، غير أن شقة الخلاف قد إتسعت داخل الحركة الشعبية – شمال وتأزمت الأوضاع بسبب تباين المواقف بين تياري الحلو وعقار حول فلسفة السودان الجديد في ظل تعنت الحلو وتمسكه بمنهجه ومطالبه ، ربما إعتبرتها الحركة الأم تعجيزية ولا تساعد علي وحدة الحركة فتعقدت الأوضاع أكثر بانشقاق الحركة الشعبية – شمال وإنقسام عناصر المنطقتين بينهما .
    مع الأسف تعقدت الأوضاع في المنطقتين أكثر لا سيما جنوب كردفان بسبب مطالب الحلو بعلمانية الدولة والغاء الشريعة أو تقرير المصير دون تفويض من أهالي جنوب كردفان والتي جاءت مغايرة لما إتفق عليه في جوبا بين الحكومة وجناح عقار الذي ضم مجموعات معتبرة من جنوب وغرب كردفان الي جانب الغلبة من النيل الأزرق ، أقرت الإتفاقية إجراء إستفتاء شعبي بنهاية الفترة بشان طبيعة الدولة ونظام الحكم ، غير أن الأوضاع قد تعقدت أكثر بدخول تطبيقات إتفاق السلام حيذ التنفيذ .
    بناء علي تلكم المعطيات أعتقد أن إتفاق السلام بجوبا جاء وبالا علي جنوب كردفان / جبال النوبة التي يسيطر عليها الحلو ويتمدد في مساحة معتبرة لم تتوفر لجناح عقار ، وقد أكدت زيارة الدكتور عبد الله حمدوك رئيس وزراء الحكومة الإنتقالية لكاودا ذلك وسجل الرجل إعترافا بدولة الحلو العلمانية  وصف عضو مجلس السيادي الفريق شمس الدين كباشي رئيس وفد الحكومة المفاوض الحالة بإنه (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ..!) ، وبناء علي ذلك توقفت المفاوضات طويلا ولا زال الحال كما هو عليه في ظل عدة متغيرات .
    إذا لابد من الإعتراف بأن للحلو وجودا معتبرا في جنوب كردفان / جبال النوبة وله أتباع ونظام حاكم وقد أصبحت كاودا عاصمة لدولته المرتقبة وإذ تدخلها المنظمات الدولية والإقليمية بحرية تامة لتوفير كافة المعينات والإحتياجات ، ولذلك لابد من البحث عن سبيل لإستئناف المفاوضات مع الحلو علي أسس جديدة إنصافا لابناء جنوب كردفان الذين يحملون السلاح يدافعون عن أراضيهم والتي يطلقون عليها (مناطق محررة) وبالطبع هي في أمس الحاجة للتنمية والخدمات .
    لقد أثبتت الحقائق أن جنوب كردفان / جبال النوبة في الأصل منطقة تساكن وتصاهر مجتمعي وتعايش سلمي جاءت إليها المجتمعات المختلفة من كل صوب وحدب وبالتالي فانها تمثل سودانا مصغرا جامعا لكل مكونات السودان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ووسطا ويعرف جميعهم بانسان جنوب كردفان ، ولكل حقوق وعليه واجبات دون عزل لأحد ولذلك لابد من توفر التنمية للجميع مهما كانت الاسباب والمبررات حتي لو نبدأ من الصفر ..!
    نواصل غدا ..
    الرادار ..  السابع من مارس 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى