*جنوب كردفان : الاعلام في مواجهة خطاب الكراهية*
عبد الوهاب ازرق
كثيرة هي التحديات التي تعيق تقدم الأمم والشعوب التي اقعدته ازمان ، ولبناء وطن ناهض و متقدم ، وحضاري ، لا بد للبحث عن مكامن الخلل ، ومعالجة التحديات ، التي تتجسد في أمراض العصبية ، والتعصب ، وخطاب الكراهية ، والعنف ، المبني على العرق ، والهوية ، والنوع ، والجنس .
خطى الصحفيون والاعلاميون بولاية جنوب كردفان خطوات راسخة في محاربة خطاب الكراهية ، ومنع التطرف العنيف بتكوين مبادرة محاربة خطاب الكراهية والتطرف ، تتويجا للورش التدريبية التي نظمها مركز طيبة للإعلام بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف و بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان “يونتامس” بعنوان تأهيل الإعلام الولائي لمناهضة خطاب الكراهية وبناء السلام ، ورفع كفاءة الإعلام لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف العنيف لعشر ولايات بالسودان ، و حضر الورش “14” صحفيا واعلاميا من جنوب كردفان يمثلون المؤسسات الاعلامية بالولاية .
وعقب الورش قدم صحفيو واعلاميو ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق إعلان المنطقتين لمناهضة خطاب الكراهية ، الذي جاء انطلاقا من قيم وتعاليم الديانات السماوية ، واستنادا على الوثيقة الدستورية ، ومبادئ الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لمكافحة خطاب الكراهية ، ومن مبدأ تجسيد الروابط الإنسانية ، وبث الوعي العام ، ولخلق واقعا جديدا للحد من خطاب الكراهية ، والتطرف بالولايتين ، وتطبيقا للمفاهيم ، وتعريفا للمجتمع بأبعاد خطاب الكراهية ، ودوره السالب في دمار المجتمعات ، مما انعكس على واقع الحياة الاجتماعية وظهور الصراعات القبيلة والاثنية ، وتمددها خاصة في جنوب كردفان بسبب السرقات ، والنهب والسلب ، والنزاع حول الارض ، والاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين ، والثأر ، وقضايا مجتمعية أخرى .
وقدم اعضاء المبادرة لوالي جنوب كردفان المكلف الاستاذ موسى جبر محمود رؤية واهداف وخطط المبادرة لمحاربة خطاب الكراهية ، مصحوبا بشرح وافي حول ذلك ، مؤكدين ما تلقوه من تدريب يمكن تطبيقه على المجتمعات المحلية لإنتشالها من واقعها الراهن ، ومنع تغلغل خطاب الكراهية والحد منه ، والتماشي مع دعوات حكومة الولاية للحد من خطاب الكراهية ، وتوعية المجتمعات بمضار ذلك ، بعمل و تنفيذ المحاضرات والندوات الدورات التوعوية للمجتمع .
واقع جنوب كردفان يحتاج إلى هذا النوع من المبادرات في ولاية المعيق الأول لتقدمها خطاب الكراهية الحاد الذي افضى لتفشي ظاهرة الصراعات القبيلة المبنية على العنف ، التي خلفت مئات الضحايا وسط المكونات المجتمعية .