ذاكرة الهدهد جنوب كردفان: كارثة ود المليسا استهتار بأرواح المواطنين،وانتهاك لحقوقهم
( 1)
ليست هى المرة الأولى ولن تكون الأخيرة ، كارثة غرق السيارة (بفلو) عصر الاربعاء 20 يوليو2022، بخور ود المليسة، جنوب مدينة أبوجبيهة ب 50 كليو تقريبا، وشمال محلية قدير، وانتهاك حقوق الإنسان والحط من قدره، واذلاله ظل هو السمة الأبرز في تعامل حكومات ولاية جنوب كردفان، لعقود عديدة، وكيف يكون للإنسان حق في مسارح العمليات الحربية؟ هذا هو السؤال الذي يدور في مخيلة أغلب المسؤولين في الولاية حتى اصحاب الدرجات الكبيرة منهم، ولن يقدم المدير التنفيذي لمحلية قدير، عصام السيد انقلو استقالته، ولن يسأله احد، ولا السيد موسى جبر والي الولاية، ولا وزير النقل والطرق، لأن الولاية لا تعرف مثل هذه المرافق الحيوية أصلا، ولن يقدم سائق السيارة للمساءلة القانونية، لأن المنطقة تنقصها أجهزة ومنظومات العدالة منذ زمن طويل، والخرطوم مشغولة عنها بقمع المظاهرات ، وإغتيال ثوار وثائرات الوطن، من المهندسين والمتخصصين في الطرق و الكباري والمزلقانات!.
ستمر الكارثة بسلام، مرور الكرام، وسيواصل المسؤولون في الولاية المسحورة والساحرة، التمتع بسماع أخبارها في الميديا العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، ليؤكدوا للجميع انهم موجودين، ويعملون في خدمة المواطن والوطن .ألم يسارع انقلو للتصريح (لمرايا برس)، فورا أن السائق تعمد العبور، برغم تحذيرات مواطني المنطقة له بعدم العبور، ولكنه لن يستطيع أن يتحدث تعمده هو إغفال خطورة المزلقان، ولا عن القصور في تصميم المزلقان، أو والأخطاء الفنية التي شابت البناء، ولا مسؤوليته في وضع نقطة رقابة على الموقع، لأن نقاط الرقابة في الولاية، تراقب فقط جيب المواطن، والتاجر والمزارع والراعي لتتحصل إيراداتها المعلومة وغير المعلومة.أنا متأكد أن حكومة الولاية ستترحم على أرواح الضحايا، وستتخذ من الكارثة فرصة أخرى لايجاد مورد ايرادي جديد من المواطنين، بدعوى إصلاح الخلل الهيكلي في تصميم المزلقان، أو الشروع في بناء كبري طائر إن انطلت الحكاية، على الغلابة الكادحين.
وستستغل الحكومة عاطفة المواطنين وتعاطفهم الكبير مع الضحايا، لتمرير بعض مشروعاتها الخاسرة، ومؤامراتها القديمة ،ولن تسأل عن مشاعر أسر المغدورين، الذين ذهبوا مع السيل، وطواهم الطمي، ولن تتأكد الأجهزة المعنية، من رخصة السائق، ولن يخطر ببالها أن تسأل نفسها، ماهو التكييف القانوني لحمولة السيارة الزائدة، في داخلها وعلى سطحها الخارجي، وهل لذلك أثر في تعطل السيارة داخل المزلقان؟ ولماذا تسمح السلطات المعنية، بالاستهتار بأرواح المواطنين في هذه الطرق الوعرة، وانتهاك حقوقهم لهذه الدرجة، ولماذا التعامل مع السائقين، خارج لوائح وضوابط النقل والترحيل والسفر.
(2)
أكثر من 10 روح بريئة ازهقت بلا سبب، وسريعا علق المدير التنفيذي، التهمة في رقبة السائق المستهتر،ونجا بنفسه من أي مساءلة، وترك إعلام الولاية المدجن والتابع، ينشر المشهد المأساوي المثير على الميديا ووسائل التواصل، بينما تكفلت أمواج خور ود المليسا، بنشر أحلام وذكريات وآمال وأشواق هؤلاء الأبرياء ، على جدران شواطئه الموحشة.
تبا للاهمال والتراخي في قضايا المواطنين.
وسحقا لسلطة لا تعرف واجباتها، وحقوق مواطنيها.
أحمد مختار البيت