*تعالوا نبني وطنا *
مداد الغبش
عبد الوهاب ازرق
تشرد الكلمات وتتوه العبارات لتحكي او تصف وتشخص واقع الحياة السياسية السودانية ومتناقضاتها ، وهزاتها العنيفة والزلازل بفعل البشر ، يعجز معها مقياس رختر لمعرفة ذبذبات الهزات ، و السقوط والارتفاع .
بالساحة السياسية كثير من المنتفعين ، من *جوطة السياسة*، والتنازع بين اليمين واليسار ، واصحاب المصالح المسلقين على اكتاف الغبش للوصول للسلطة ، والسواد الاعظم منتشر في أصقاع البلاد ، يواجه المرض والفاقه ، والجوع ، ويكابد من أجل توفير لقمة عيش .
السياسة السوادنية يعيبها كثير من متلازمات الانتقائية في المواقف ، والضبابية في القرارات ، والنرجسية ، والعصبية والعشائرية ، والارتهان للخارج ، والانتماء للوطن شعارات توصل السياسي الي مبتغاه ، وكرسي الاستوزار والسلطة والجاه ، وبعدها يفك المواطن *عكس الهوا* . يقيني الراسخ لو عمل كل الساسة بتجرد وهم قلة ، لساد السودان افريقيا والعالم ، واصبح رجل العالم بلا منازع ، لا رجل افريقيا المريض . لكن تظل كوابح الدسائس ، والمكائد ، وافشال الناجح ، وحب الظهور ، و الفساد جميعها عوامل تفرمل عجلة التنمية بالبلاد ، وتاه العباد بين *المكابدة والمجابدة* لتوفير قوت اليوم ولقمة العيش ، وطلب الارتخاء من رهق الحياة المتعبة .
كل المقاييس تقول ان السودان يملك جميع مقومات النهضة والتنمية ، وتوفير العيش الكريم والرفاه للمواطن ، لكن نفتقد للعزيمة والاصرار ، وضيق النظر ، وفقدان البوصلة ، وغياب الرؤية والاستراتيجية للنهوض ، وتخازل الساسة . وحسم الفساد ، و ازدواجية المعايير ، وعشم المواطن في الحكومات كبير ، لكنه يجري وراء سراب آل يحسبه الظمآن خدمات فيجده وعود انتخابية وغش سياسي ، و ثورات مسروقة .
يرفل البعض في حرير وغنج وجاه ، وعلى النقيض عراة ، وغبش وضنك ، وما بين الحياتين مساحات من الفوارق المجتمعية المحتاجة إلي ردم الهوة ببناء الثقة في النفوس ، والعدل في توزيع الموارد ، والمشاركة في عرش السلطة ، بلا تقسيمات وشلليات ، وجهويات ، ومناطقيات ، ولا يكون المعيار حمل السلاح ، والتتريس .
الكثير من القابضين على الجمر ، و الفاقدين للواسطة ، و المتمسكين بعزة النفس ، و القادرين على العطاء ، والمبعدين لعدم الانتماء ، جلسوا على رصيف الانتظار ، متفرجين على سفينة الوطن التي تكاد ان تغرق في بحر متلاطم الاجواء ، في يوم ضبابي كراهن الحياة الان .
الفعل والفعل المضاد ، و الهياج ، والصراخ ، و التخوين ، والتحزب الضيق لا يبني وطن ؟ .
السودان بحاجة الي جميع أبناءه وبتلاقح الافكار وقبول الآخر ، وتناسي الجراحات ، والبعد عن الضغائن والنرجسية جميعها تقود إلى بر الأمان . وتبني وطنا يسع الجميع ، الوضع الآن لا يسر ، وإلا نقول يوما ولات حين مندم .
الاحزاب المنشطرة ، والمنقسمة بمتواليات هندسية لا تجدي نريد حزبا همه المواطن ، و يراعي مصالح الوطن العليا .