أخر الأخبار

بقلم الأستاذ وائل محجوب

 

• هذه المواكب المجلجلة المزلزلة لمليونيات ١٣ ديسمبر التي لم تشهد لها شوارعنا مثيلا، هي عتباتنا التي نخطو عليها نحو مليونيات ١٩ ديسمبر وحشودها الزاحفة من كل فج عميق.
هذا القتال الضاري بين السلمية والقمع والساعات الطوال لصمود ثوار الخرطوم العذب البطولي على تخوم القصر، هو لمحة من لمحات شعبنا الجبارة حينما يستعصم القصر ويلوذ بتدابير العنف العازلة امام شعبه، فعلها الغزاة من قبل، فعبر الثوار النهر واعتلوا درج القصر، ووسموا ساكنه الاجنبي مرة وللأبد بوسم الثورة السودانية الوطنية الباذخة، وفعلها طغاة من الوطن فصاح صائح في اكتوبر ١٩٦٤، الى القصر حتى النصر، فأندك الحكم العسكري الأول رمادا تذروه رياح الحرية، وغرد صداحنا “شعبك يا بلادي أقوى وأكبر مما كان العدو يتصور”.
• وفي ابريل ١٩٨٥ تحلق الناس زرافات ووحدانا واحكموا حصار القصر وكامل مرافق وأجهزة الدولة وفرضوا عصيانهم المدني حتى سقطت مايو مشيعة باللعنات.. وأنهد كتف المقصلة.
• وجات ديسمبر ذروة سنام الثورات السودانية تمشي مشي مششا مششا.. حاصرت طاغية العصر في مسكنه بزحفها الجبار في السادس من ابريل هو وزبانيته، فخرج مرة وللأبد نزيلا بسجن كوبر، وغدر مجلسه العسكري بالشعب بمجزرة فض الاعتصام فرد عليهم بزلزال ٣٠ يونيو الراعد، وواصل بلا كلل مليونياته نضالا متصلا لتثبيت دعائم الحكم المدني، ورفضا للتلاعب والتهاون في انفاذ شعارات الثورة، ومنذ انقلاب ٢٥ اكتوبر جمع الشعب صفوفه، وهب بلا توقف في مواجهة متعاظمة، دحرت الانقلاب سياسيا وحاصرته حتى أرتد على عقبيه، ويستعد الأن لزحفه العظيم الحاسم ونصره المؤزر، ومليونياته المتدافعة ما هي الإ “قيدومات” لعرس الوطن الكبير القادم.
• ثلاث سنوات من الكر والفر المتواصل، حفظت لشعبنا مكانة عليا بين الشعوب الرائدة للنضال السلمي على مستوى العالم، ثلاث سنوات.. لم يزغ بصر الثوار عن أهدافهم وشعاراتهم حتى أحالت القوى الثورية شهور العام لمآثرة فريدة من بسالاتها غير المطروقة ونضالها الباسل الأغر.. وشبابها القدامي.
• ثلاث سنوات من الصمود الجليل زودا عن شعارها ومقصدها في الحرية والسلام والعدالة.. حتى وقفة الثوار وثباتهم الطويل نهارا وحتى مغيب الشمس في شارع القصر اليوم وفي كل مدن السودان بذات الهمة والجسارة وبقدرات أكبر واعظم سياسيا وتنظيميا وبثقة تملأ جوانحهم.. الأ إن صبح البلاد قريب.
• هذا اليوم الكبير والملهم كانت كل مواكبه في حقيقتها تتجه نحو القصر وتواجهه بردها القاطع لو كان الناس يعلمون.. كل مدن السودان التي خرج ثوارها في ذات التوقيت الثوري، وهذه الحشود التي لم تشهد مدن شرق النيل وبحري وامدرمان لها مثيلا في تاريخها القريب، انما هي عملاق أرجله في الأرض ووجهه في السماء يطل من عل على ساحة القصر، ويدركها ببصره وعزمه وخطواته الواثبة القادمة.
• فمجدا لشعبنا سليل الفخر والبطولة والنصر حليفه.. حقا ومستحقا ببذله العزيز في ساحات النضال الوطني.. دما وجراحا وتقدما للأمام تحت وابل القمع والموت المكشر بمواكبه فداء للحكم المدني الديمقراطي.. وتحقيقا لمطالب الحرية والسلام والعدالة الحقة.
الثورة مستمرة وستنتصر

#مليونية13ديسمبر
#مليونية19ديسمبر
#الردةمستحيلة
#لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى