*عنان ومفضل .. تشابه الصفات والكاريزما*

 

مداد الغبش

عبد الوهاب ازرق

 

اعفى رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك قادة الأجهزة الأمنية بالاستخبارات العسكرية والشرطة وجهاز المخابرات العامة ، وتم اختيار بدلاء لهم في مواقعهم.

 

ما استوقفني هو تعيين مدير عام قوات الشرطة الجديد الذي تمت ترقيته إلى الفريق اول الحقوقي عنان حامد محمد عمر ، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أمن احمد إبراهيم مفضل . عمل الاثنان وتزامنا بولاية جنوب كردفان . مفضل واليا ، وعنان مديرا للشرطة ، وذلك في الفترة 2017م – 2019م .

 

مدير جهاز المخابرات العامة الجديد الفريق مفضل المنحدر من منطقة “كبم” بولاية جنوب دارفور تنقل بادارات جهاز الامن والمخابرات بمساه القديم حتى وصل مديرا للأمن الاقتصادي ، وقبلها عمل بالوكالة الاسلامية ، ثم منظمة الدعوة الاسلامية في إفريقيا . تم تعيينه واليا لجنوب كردفان في فترتين يفصل بينهما اسبوعا. الفترة الأولى بعد الوالي الاسبق الفريق أمن عيسى آدم ابكر في منتصف العام 2017م حتى 2019م عندما اعفى الرئيس البشير جميع الولاة وأختار ولاة عسكريين للولايات ، لكن اعتذار إبن الولاية اللواء ركن ” أحمد منتي” عن تولي منصب والي جنوب كردفان المنتمي إليها تم تحويله الي ولاية كسلا وارجع مفضل الي كادقلي حتى سقوط النظام السابق ، وخلفه قائد الفرقة “14” مشاة رشاد عبد الحميد إسماعيل بموجب قرارات رئيس المجلس العسكري حينذاك الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان .

عقب اعفاءه بقى مفضل بمنزله بعيدا عن ضوضاء العمل حتى تم تعيينه نائبا لمدير جهاز المخابرات العامة عقب الثورة ، وظل في موقعه حتى رفع أخيرا إلي مدير أ للجهاز.

 

يمثل مفضل مدرسة المثابرة والمتابعة والدقة والصرامة في العمل ، عطفا على الإستماع بلا تذمر ، والاقتطاب في الحديث ، وعدم المجاملة ، والصبر في الاجتماعات الطويلة ، منها بقاءه في إجتماع بخصوص التعدين بتالودي حتى الواحدة صباحا مع الوفد الشعبي للمنطقة لحل إشكالية شركات التعدين وقتها ، كما لديه يوم الجمعة يوم عمل عقب الصلاة ، والسبت دواما كاملا ، والساعة السادسة مساء نهاية الدوام في الأيام العادية ، عفيف اليد ، نظيف اللسان ، حكى أحدهم إنه الوالي الوحيد الذي لم يطالب بمستحقات ما بعد الإعفاء من الولاية ، والوحيد الذي ودعته جماهير مدينة كادقلي والدلنج بالدموع عند الإعفاء الأول ، وفرحت عندما عاد مجددا .

 

حارب مفضل الفساد والمفسدين ، وضيق على التلاعب بالمال العام ، حسم الانتهازيين ، ووظف الإيرادات للتنمية ، رفع شعار الانتاج والإنتاجية ، أرعب المتفلتين ، ووضع قرارات صارمة لمواجهة الجرائم والظواهر السالبة ، حارب الشلليات ، وصاحب قرار ، لو بقى لاكتمل الطريق الدائري وهو الذي زاره “5 ” مرات في أقل من شهرين متابعا للشركات العاملة “السريال وكوبالت” التي اختفت مع اعفاءه ، وظل الطريق حلما للأهل بالمنطقة الشرقية .

 

وجمعت كادقلي مدير عام قوات الشرطة الجديد الفريق اول حقوقي عنان حامد محمد عمر مع مفضل بكادقلي ، وعملا سويا .

 

عمل عنان بكادقلي بعد اللواء عبد الرحمن سلاطين في الفترة من مارس 2017م وحتى يونيو 2019م ، وخلفه حتى الآن ثلاثة مدراء للشرطة بجنوب كردفان . ويمثل عنان مدرسة اخرى في الحسم ، والصرامة ، والدقة ، و المتابعة ، يطبق القانون ، قليل الكلام ، يبتعد عن الإعلام والضوضاء ، منضبط ، متدين ، لا يجامل ، وخلق تنافس بين الافراد بابتكار جائزة للشرطي حسب إفادة شرطيين .

 

وتنقل عنان بادارات الشرطة بالخرطوم و الولايات مكنته من التسلح بخبرات كبيرة ، تجعله قادرا على تسيير عمل شرطة السودان بدربة وفهم متقدم ، في وقت يطالب فيه أفراد الشرطة بزيادة المرتبات لمجاراة واقع الحياة المعيشي المتسارع ، وينظر الشارع الي قوات الشرطة بأنها تقمع المظاهرات .

 

وما بين مفضل وعنان نقاط للتلاقي ، وهما من مدرسة إدارية واحدة تستمد قوتها من المتابعة والدقة والحسم والصرامة . ولهما صفات متشابهة ، وصنوان ، ولهما كاريزما قوية ، وفقهما الله لخدمة البلاد والعباد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى