حملات توعية بيئية وصحية بمعسكرات اللاجئيين الإثيوبيين بالقضارف
تقرير : عبد القادر جاز
تظل منظمات المجتمع المدني الضامن الحقيقي لادماج مجتمعات اللاجئيين داخل المعسكرات، وتحريك الطاقات والنهوض بالهمم وتسخيرها من أجل الإرتقاء بمجتمعاتهم في جوانب البيئية والصحية تفادياً لضرر الأمراض المصاحبة لموسم الخريف، وما يترتب من تبعات على المجتمعات المستضيفة، باعتبار أن البيئة والإنسان لا ينفصلان عن بعضهما البعض، من هنا استشعرت المنظمة السودانية للبحث والتنمية سورد أهمية المسئولية المجتمعية للتدخل الطارئ في تشجيع اللاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة الهشة بولاية القضارف بإعطاء أولوية قصوى لصحة البيئة والمحافظة عليها من وقع أن أي ضرر يلحق بمجتمعات اللاجئيين والمجتمعات المستضيفة معا، بجانب إدماج اللاجئيين داخل المعسكرات تجاوباً وتفاعلاً مع برامجهم وأنشطتهم خدمة للمصلحة العامة وذلك عبر تكثيف محور بناء القدرات والمهارات التأهلية للاجئيين تحقيقاً للأهداف والغايات المرجوة.
*الإصحاح البيئي:*
أكد الأستاذ مصعب صالح الطيب مدير مشروع التدخل الطارئ لاستعادة الوصول إلى المياه وتعزيز صمود اللاجئين والمجتمعات المضيفة الهشة بولاية القضارف أن المشروع يستهدف معسكرات اللاجئين الأثيوبيين في كل من القرية 8، الطنيدبة ، أم راكوبة، وذلك بتدريب عدد (45) من المتطوعين على كيفية المحافظة على الإصحاح البيئي، وتعزيز دور المعزز الصحي للقيام بالأدوار الكفيلة لمجابهة الآثار المترتبة على النفايات والتخلص منها عبر حزمة من الإشتراطات الصحية المعمول بها، وأوضح أن المشروع يتم تنفيذه عبر شراكة ذكية مع منظمة كوبي الإيطالية بتمويل من منظمة إكو وذلك حرصاً على سلامة وصحة اللاجئين بتلك المعسكرات، مبيناً أن العمل الطوعي يساهم في معالجة الكثير من قضايا اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
*تكثيف الجهود:*
كشف مصعب عن وضع خطة محكمة تسهم في الدفع بالجهود الرامية لجمع النفايات والتخلص منها عبر حملات توعوية إرشادية تُشجع وتًحفز مجتمعات اللاجئين للعمل سوياً مع معززي الصحة من أجل الوصول إلى مجتمع خالي من الأمراض المستوطنة، مضيفاً أنه تم تخصيص عدد (150) حاوية بواقع (50) حاوية لكل معسكر، مصممة بواصفات عالية الجودة لتكون صديقة للبيئة، حماية من توالد الذباب وركود مياه الأمطار، ولفت إلى أن هذه الحملات يتم تنفيذها بمعدل (8) حملات في الشهر لكل معسكر لإزالة النفايات والتخلص منها، مبيناً أنه تم تسليم المعدات ومعينات العمل وأدوات الحماية للمتطوعين المدربين لتنفيذ حملات إصحاح البيئة بالمعسكرات، مشيراً إلى أن مثل هذه الحملات يتم تنفيذها بالتنسيق مع إدارات الصحة بالمحليات ومفوضية اللاجئين بتلك المعسكرات، وأضاف أن كل المعسكرات بدأت في تدشين حملات الإصحاح البيئي، ودعا المتدربين ومعززي الصحة إلى ضرورة تكثيف الجهود للعمل معا حتى تعكس المرآة الوجه المشرق لتك المعسكرات، ووجه صوت شكر لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالولاية ومنظمة كوبي الإيطالية ومنظمة إكو ومفوضية اللاجئين (كورد) لجهودهم المقدرة لإنجاح هذا المشروع.
*أثر إيجابي:*
قال الأستاذ أمين النور ممثل مفوضية اللاجئين (كورد) إن التدريب يساهم بشكل كبير في بناء القدرات وتنمية المهارات لدى المشاركين من مجتمعات اللاجئين الأثيوبيين بالمعسكرات، معتبراً أن ما قامت به المنظمة السودانية للبحث والتنمية سورد بتدريب عدد من اللاجئيين هو بمثابة خطوة كبيرة نحو الارتقاء بتفعيل دور المعزز الصحي تجاه قضايا اللاجئيين والمجتمعات المضيفة، وتوقع أن تحدث الحملات التوعوية أثرا إيجابياً لمعالجة الآثار الصحية الناجمة عن النفايات والمياه الراكضة في المرحلة المقبلة.
*استمرار المشروع:*
أوضحت المدربة منى سليمان وداعة أن التدريب وسيلة لتمليك المعلومات والبيانات التي تساعد في معالجة الكثير من قضايا المجتمع، وأضافت بالقول نحن في أمس الحاجة لرفع وعي مجتمعات اللاجئين للمساهمة الرامية لتحقيق الغايات المنشودة، منوهة إلى أنه بالتدريب يمكن أن نحس اللاجئين بخصوص صحة البيئة تفادياً للأمراض الناجمة عن النفايات وتوالد الذباب بالمعسكرات، ودعت المتطوعين والقيادات المجتمعية للاجئين بضرورة الوضع في الأولوية لضمان استمرار المشروع وصولاً إلى بيئة نظيفة.