أخر الأخبار

دُعاش

مصر ورطة صحفية أم ورطة حكومة

 

بقلم: علاء الدين بابكر

 

شاهدت لقاء تلفزيوني على قناة سودانية (٢٤ )مع الدكتورة أماني الطويل صحفية وباحثة مصرية ؛قالت في اللقاء إن مصر مهتمة بالاتحاديين جناح السيد جعفر الميرغني وسبب الإهتمام بجعفر وأخيه لأنهم ينتمون إلى حزب له قواعد انتخابية وذكرت أن مصر بدأت تنوع علاقاتها على قاعدة عرقية وأعطت مثالاً بمني اركو مناوي.

 

 

الرائج في الأوساط السودانية أن الدكتورة أماني الطويل عنصر من عناصر المخابرات المصرية بالتالي ماتنطق به يعبر عن موقف الحكومة المصرية.

 

مالم تستطع قوله الحكومة المصرية عبر القنوات الرسمية يسند إلى أماني وباقي عناصر المخابرات المتخفين وراء العمل الصحفي.

 

التصنيف المخابراتي هذا يشمل عدد من الصحفيين المصرين المهتمين بالشأن السوداني هذا التصنيف شعبي لكنه محل قناعة لدى السودانين.

اهتمام الصحفيين المصرين بالسودان في حدود مصالح مصر فقط وفي الغالب يهتمون بقضايا تربك المشهد.

 

تكمن الخطورة فيما قالته أماني الطويل تدخل مصر في الشؤون الداخلية لدولة جارة وذات سيادة وليس مستعمرة مصرية حتى تدخل بهذه الصورة؛ ويعد هذا التدخل فعل (مجرم دبلوماسيا) وفق الأعراف الدبلوماسية المعمول بها دولياً.

 

إذا قلبنا الحكاية وأصبح السودان يحتوي أو يدعم أحزاب مصرية مثل الناصريين والاخوان المسلمين ؛هل ستقبل مصر بذلك؟ وهل يعد عمل مشروع أم يدخل تحت باب التدخل في الشؤون الداخلية؛ هذا إن لم ندرجه تحت تصنيف العمالة.

 

إذا اقدم السودان علي هذا التصرف في الواقع المصري سوف تقطع مصر رقاب كثيرين وتقطع علاقاتها بالسودان.

 

المؤسف تصنيف جماعة سياسية على أساس عرقي وهي تعتقد أنها مجموعة سياسية وليس عرقية .

 

الملاحظ من خلال التصريح مصر تنظر إلى مناوي باعتباره مجموعة عرقية وليس حركة تحرر كما يعتقد.

 

مناوي بالرغم من عجرفته المعهودة لم يجرؤ للرد على أماني الطويل لأن (الماسك مصارينك في يده مابتلاويه)

 

مناوي وجعفر وأردول وجبريل من خلال تصريحاتهم أثبتوا بوضوح أنهم مجموعات تابعة لمصر وأعطوا مصر أكثر مما تريد ؛مصر ذات نفسها لم تتحدث عن مبادرتها بهذا الزخم من الضخ الإعلامي؛ المتمصرنين شنفوا آذان السودانيين بالمبادرة المصرية التي لم توجد في الأساس لأن مضمون المبادرة هو تهيئة مناخ الحوار بين الحرية والتغير والحركات المسلحة وحلفائهم من الفلول.

 

المخابرات المصرية بعدم فهمها للواقع السوداني حاولت استنساخ تجربتها بالانقلاب علي ثورة ٢٥ يناير وفض إعتصام رابعة العدوية بتطبيق ذات التجربتين على الميدان السوداني وفي الواقع لا الشعب ولا المعطيات ولا الوعي الثوري متطابق ؛السودان مختلف ومتقدم علي مصر في وعيه الثوري وتنظيمه الجماهيري .

 

المحصلة للسياسات المصرية تجاه السودان صفر وبالمقابل وسعت مصر من رقعة العداء الشعبية لمصر الرسمية.

 

لم تفهم مصر إن ثورة ديسمبر السودانية عصية على التطويع أو الاحتواء لأن السودانين راكموا تجارب وخبرات استطاعوا عبرها اسقاط ثلاثة نظم مستبدة.

 

نتفهم تخوف مصر من حدوث أي تحول ديمقراطي في السودان ليس كما يشاع بسبب استفادة مصر من موارد السودان بالرغم من حقيقة الافتراض لكن أعتقد السبب الأساسي للخوف يكمن في انتقال عدوي التحول الديمقراطي إليهم .

 

على مصر ألا تقف ضد رغبة الشعب السوداني وعليها أن تقيم علاقات مع الشعب عبر مؤسساته وليس مع الانقلابين لأن الانقلابين وقوي المصالحة إلى زوال والشعب باقِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى