أخر الأخبار

دعاش

مناوي حاكم برلين ام إقليم دارفور

 

بقلم:علاءالدين بابكر

تسلم القائد مني أركو مناوي مهام حاكم الإقليم نتاج لإتفاق جوبا لسلام السودان الموقع بين الحكومة الانتقالية وحركات :مناوي والطاهر حجر وجبريل إبراهيم والهادي إدريس وفسيفساء بقيادة خميس أبكر بجانب حركة مالك عقار وعرمان ومجموعات من الشرق والوسط والشمال؛وغاب عن الإتفاق القوى الرئيسية التي تحمل السلاح في مناطق النزاع؛ حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور والحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة عبدالعزيز الحلو وبعض الجيوب المنشقة من الحركات عاليه.

تم تعين مناوي باستعجال حسب رغبته وبناءً على المحاصصة التي تمت بينهم كحركات مسلحة موقعة على الإتفاق قبل أن يعقد موتمر الحكم والادارة المنصوص عليه في اتفاق السلام وفي الوثيقة الدستورية التي سقطت بواسطة انقلاب ٢٥ اكتوبر الذي يعد مناوي من أبرز واجهاته والمدافعين عنه وينفي أن ماحدث كان انقلابا ؛ وكان من المتوقع أن يستعيد مؤتمر الحكم والادارة النظام الاقليمي.

(حرد )مناوي في حينها ورجع ألمانيا محل إقامته مما أجبر رئيس الوزراء وقتها عبدالله حمدوك النزول عند رغبته وإصدار قرار بتعين مناوي حاكم لإقليم غير موجود قانوناً ؛وثار جدل في حينها؛ فحواه مناوي جاء بناءً علي نص في اتفاقية السلام يقول :(في حال تعذر قيام موتمر الحكم والادارة في موعده يتم تفعيل حكومة الإقليم)؛حصل سوء فهم للنص الذي يقصد بالتفعيل أوامر التأسيس وليس تعين حاكم للإقليم.

اصبح مناوي حاكم لإقليم غير موجود قانوناً فضلاً عن عدم وجود قانون يحدد سلطات وصلاحيات مناوي وحكومته التي عينها ؛ كذلك قبل أن يصدر قرارات تأسيس للوزارات التي يشغلونها تم تعين الوزراء ؛مثلما الحاكم بوكو أصبح وزرائه كذلك بوكو؛ وزراء على وزارات غير منشأة؛ خلاف لما حدث في إقليم النيل الأزرق تم انشاء الوزارات ومن ثم اصدر قرار تسكين الوزراء .

إرباك هذا المشهد يتحمل مسؤوليته الدكتور عبدالله حمدوك لأن العلاقة بين حاكم الإقليم وولاة الولايات غير واضحة ولايخضع مناوي لسلطة وزارة الحكم الاتحادي وانتزع سلطاته وصلاحياته (بضراعه) دون الحاجة إلى قانون؛ وقد شاهدناه يتعامل كرئيس دولة يعقد اتفاقيات مع دول دون وجه حق مناوي يفهم الفدرالية بطريقته يتدخل حتى في السلطات ذات الطبيعة الإتحادية .

أرهق مناوي المستقبلين برحلاته إلى برلين الخرطوم وبالعكس وفي كل مرة تحتشد عربات الدفع الرباعي والفارهات لاستقباله قادماً من مقر إقامته ببرلين حيث تقيم أسرته ؛وليس من دارفور التي يحكمها من علي البعد ؛المفهوم إن الحاكم يتواجد في المكان الذي يحكمه ليدير شؤون الرعية يستمع لهم ويحل مشكلاتهم لكنه لايفعل ذلك ويقضي جل وقته إما في برلين أو الخرطوم ومشغول بمعارك ليست من بينها دارفور التي يحكمها وتمثل آخر اهتماماته يزورها زيارات خاطفة كما المبعوث الأممي.

لن نعرف لمناوي خطة أو أولويات تجاه الإقليم ؛حتى الدعوة التي قدمها لاستعراض خطته في قاعة الصداقة لم يقل فيها شيئاً كانت لمة (ساي).

احترقت دارفور في عهد حكمه الذي قارب العام والنصف قتل وشرد الآلاف من المواطنين؛ في أكثر من منطقة بانتهاكات جسيمة أدانها الجميع إلا الحاكم.
بعد عودته الأخيرة قبل يومين من برلين أصدرت حكومته بيان مقتضب على لسان الأمين العام لوزارة الإعلام الدكتور مصطفى الجميل قال فيه استمع المجلس إلى تنوير الحاكم حول المحادثات التي أجراها مع حكومات إيطاليا وألمانيا والامارات؛ دون أن يوضح ماهية المحادثات ونتائجها كأنما محادثاته أمر خاص به وليس شأن عام حتى يخفيه من أهل الشأن وذلك بافتراض حسن النية إنه أجرى محادثات مع الحكومات وليس عودة من رحلة أسرية هذا إذا تقاضينا عن صفته التي يتحرك فيها في قضايا سيادية وملفات خارجية .

ذهب إلى الامارات والسعودية وقطر وغيرها من الدول بصفته كحاكم لإقليم دارفور ولم نر نتيجة لهذه الزيارات.

رحلات الخارج المكوكية هذه تقودنا إلى سؤال من يمول هذه الرحلات وماقيمتها ؛طالما الجولات دون نتائج الأفضل أن توظف أموال الإقليم لصالح تنمية الإقليم وليس لصالح السفريات والنثريات الدولارية التي تحل مشكلة النخب لا المجتمع .

تقول المعلومات الأولية إن تسيير حكومة الإقليم يبلغ إثنين ترليون جنيه أي مايعادل قرابة الأربعة مليون دولار أتمني أن تكون المعلومات غير صحيحة وتكشف لنا حكومة الحركات المسلحة عن جملة الأموال التي تدفع لحكومة الإقليم شهريا وفيما صرفت ؟؟؟

مناوي مشغول بسفرياته إلى الخارج أكثر من إقامته في دارفور التي يحكمها ومشغول بمعاركه الخرطومية أكثر من اهتمامه بقضايا الإقليم الذي يحكمه فضلاً عن الاتهامات التي تحوم حوله بصفته رئيس للحركة ومنها قضية النخيل التي قتل فيها سبعين مواطن ونهبت فيها أكثر من ثلاثة آلاف رأس من الإبل في العام ٢٠٠٤وقضية تصفية ملك امبروا الملك عبدالرحمن علي محمدين في العام ٢٠٠٤ وانتهاكات مستشفى برام التي تم فيها تصفية عدد من المرضي بالمستشفى كلها إتهامات وقضايا يحتاج مناوي للتخلص منها إلى ذلك الحين نحتاج إلى حاكم إقليم متفرغ لإدارته ويحمل رؤية ورأي خال من الحمولات لحكم الإقليم لا حاكم يخوض معارك دونكشوتية ويصارع طواحين الهواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى