جنوب كردفان… شباب واعي. …

بقلم / ادم سالم

شهدنا ولثلاثة ايام متواصلة جلسات منتدي المشاورات الشبابية الذي بدأ في السادس من سبتمبر الجاري وإختمم أعماله نهاية الاسبوع المنصرم تحديدا يوم الاربعاء ٨/٩/٢٠٢١ .

المنتدي جاءت فكرته من السيد الوالي الحالي لجنوب كردفان حامد البشير منذ أن مستشارا لرئيس الوزراء د/ عبد الله حمدوك و د/ حامد حسب خلفيته الاكاديميه وخبراته الممتدة في مجال العمل في برامج التنمية في شتي دول العالم رجل مولع ومهتم بالارقام ظل يتحدث في كل المنابر دائما بإحصاءات صادمة في التعليم والصحة العامة والمياه تنبئ عن تدهور كبير وإنهيار مريع لهذا القطاعات يؤكد حقيقة واحدة هي أن الولاية تشهد تدني كبير في مؤشرات التنمية البشرية. وبحكم علاقاته مع المنظمات الامم المتحدة العاملة في هذه المجال إستطاع تأسيس منظومة من الشراكات ظهرت في دعم فكرة وخارطة تنفيذ منتدي المشاورات الشبابية الذي حمل شعار ( نحو مشاركة فاعلة في السلام والتنمية. ) وهي المفوضية السامية لشؤن اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة اليونسيف. بجانب منظمة البحث عن قواسم مشتركة.

بدأ المنتدي التشاوري للشباب بجلسات حوار حول مجمل القضايا والتحديات والهموم التي يعيشها الشباب بالولاية علي مستوي سبعة عشرة محلية في المستويات والهياكل وماأكثرها في ولاية شكلت الحرب اللعينة لاكثر من ثلاثة عقود أبرز ملامح واقعها الحالي ضاع فيها كل شي حتي الامل في الحياة والرغبة التغيير.

وحسب اخر احصاء السكاني وإسقاطاته اللاحقة الشاب يمثلون نسبة ستين في المائة من جملة السكان في جنوب كردفان وفقا بهذه الحقائق لايمكن تجاوز هذه الشريحة في أي عمل يستهدف التنمية أو النهضة في كل المجالات فهم قاعدة التأسيس وأداة التغيير الحقيقية.

شارك في فعاليات المنتدي بالقاعة الكبري بأمانة الحكومة الشباب من كل محليات الولاية ووممثلين للمنظمات الاممية وقيادات بالحكومة الولائية والاتحادية خاصة القطاعات ذات الصلة قطاع للثقافة والاعلام والشباب والرياضة وقطاع التنمية الاجتماعية هذا الحاضنة الساسية قوي الحرية والتغيير ولجان المقاومة ومعهم خبر افي مجال الاستراتيجية في الجامعات السودانية ومراكزها البحثية. قدم الشباب في مشاوراتهم أفكارا نيرة وطرحا واثقا وتشخيصا دقيقا للواقع بالولاية في مجالات السلام والتنمية والتعايش السلمي وتحديات البطالة وتفشي الجريمة وانتشار المخدرات والتهميش والاقصاء السياسي والاجتماعي والتدهور الاقتصادي. وقد وضعوها في شكل توصيات بلغت أكثر من خمسين توصية وضعها الخبير القومي البروف أبو صالح في صياغ علمي وإطار إستراتيجي لتمثل رؤية الشباب في تشكيل الواقع الجديد ولوحة التسامي فوق جراحاته .ولبنة صناعة المستقبل الواعد لانسان الولاية.

الشباب المشاركون وصف متحدثهم منتدي المشاورات الشبابية الذي اختتم أعمال بكادقلي بأنه الضوء في أول النفق… ولابد ان تليه خطوات أخري وتتبعه اليات تنفيذية ليست كالمتبعة سابقا في التعامل مع هكذا مؤتمرات والتي دائما مكانها الادراج ومصيرها الاهمال والنسيان .لتأتي التأكيدات من الشركاء والحكومة بمواصلة المسير مع الشباب في طريق البناء والتعمير ومسار التغيير الشامل للاوضاع. حيث تشكلت مباشرة الية لمتابعة التوصيات تضم ممثلين للشباب والقطاعات الحكومية والشركاء وأمن جميع المتحدثين كان أبرزهم الاستاذ موسي جبر محمود أمين عام الحكومة الذي طالب بتحويل التوصيات التي تربو عن الخمسين بمحاورها المختلفة الي مصفوفة برامج ومشروعات وفق جداول وتوقيتات زمنية حتي تسهل عملية المتابعة والتنفيذ.

في المنتدي الشبابي لولاية جنوب كردفان خرج الشباب من حالة الاحباط الي فضاء التفاؤل والأمل في المستقبل ومن السلبية في التعاطي مع القضايا الي الايجابية في المشاركة و تقديم الرؤي والحلول بعد أن أمتلكوا أدوات التحليل وناصية التفكير الاستراتيجي. فجاء نقاشهم متجاوزا السطحية عميقا في التناول وعابرا لمتاريس القبلية والجهوية والمناطقية معانقا للروح الوطنية والانتماء القومي.

أخيرا نقول لشبابنا في ولاية جنوب كردفان قد وضعتم خطوة في طريق المستقبل وبدأتم بطريقة جادة في رسم مسار استراتيجي لحل قضاياكم والتي هي تحديات الولاية والسودان… فعليكم بالنأئي والابتعاد عن الممارسة والاستقطاب السياسي وعدم خلط الاوراق مارسوها في ميادينها أي السياسة لكن في مساركم هذا كونوا مع بعض ولبعض ومن أجل الجميع.

ونقول ايضا لابد من أن تكون توصيات هذه المشاورات هي اللبنة الاول لبناء الخطة الاستراتيجية للولاية في الاعوام القادمة وأن تتوفر لها الارادة والدعم الكامل بعد أن جاء شبابكم في هذا المؤتمر يحملون همومهم وقضاياهم وتحديات واقعهم ورؤيهم للمستقبل فمن باب الوفاء توجيههم وقيادتهم وتمكينهم من تحقيق الحلم…. ( جنوب كردفان غييييير)

مع مودتي للجميع…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى