دروب الحقيقة هيئة محامي دارفور والمحكمة الجنائية الدولية

أقامت هيئة محامي دارفور، بالتضامن مع محكمة العدل الدولية ورشة بقاعة دار العدالة بإتحاد المحامين السودانيين، يوم (14) يونيو 2022م الماضي.
وسط حضور كبير من المشاركين، قدم خبراء قانونيون من المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي عبر الميديا الحديثة ، إفادات قانونية بلغة محكمة، حول عمل المحكمة، والقوانين واللوائح التي تنظم عملها، والإجراءات المتبعة وفق إتفاقية روما المنشئة لها ، وعلاقتها بمجلس الأمن الدولي، مسؤولية الدولة التي تقع فيها الجريمة، قبل أن يفتح الباب، لأسئلة ومداخلات جريئة من الحضور، تتعلق بضعف النصوص التي تحكم وتنظم عمل المحكمة، والأوضاع في السودان والجرائم التى أرتكبت في السابق ومازالت ترتكب منذ إنقلاب 25 أكتوبر 2021م، وحتى اليوم بحق المتظاهرين السلميين، في شوارع الخرطوم ومدن السودان المختلفة، دون أن يقدم المتهمون فيها للعدالة وإحتمالات الإفلات من العقاب، في القضايا المتعلقة بالمساءلة وحقوق ضحايا النزاعات والحروب في دارفور ومناطق أخرى من السودان ،وموقف العدالة الوطنية والدولية منها،
كاتب (دروب الحقيقة) حضر برنامج اليوم الأول، ولم يتمكن من متابعة ماتبقى من البرنامج في بقية الأيام، لظروف خاصة، ولكن الخلاصة التي خرج بها من حضور جانب من تلك الورشة ، أن كل ما يجري في بلادنا، يتم تحت سمع وبصر العالم، وأننا في حاجة ماسة لإصلاح شامل للمنظومة العدلية، والتعامل بمسؤولية أكبر مع حقوق الإنسان، ومع الجرائم الإنسانية، من أي جهة وقعت، وتجريم الأهوال و الفظائع والإنتهاكات الجسيمة التي وسمت تاريخنا المعاصر، ولم تصل المحاكم.
إن الممارسات المشينة، التي لا تشبه إلا سلوك المحتلين والغزاة يجب أن تتوقف، وأن نتعظ بالتجارب المرة التي قادت إلى إنفصال الجنوب، ولجوء الملايين، من خيرة ابناء السودان، إلي الخارج،
بحثا عن العدل والإنصاف والحماية، حتى لدى اعداء الشعب السوداني.
لقد ساهمت هيئة محامي دارفور ، بقدر وافر خلال السنوات الماضية، في التعريف بقضايا أهل دارفور، والدفاع عن حقوق المظلومين والمقهورين والمضطهدين، وضحايا الحروب، والناجون من الموت، واليوم تنفتح الهيئة على كل قضايا الإنسان في السودان، بمختلف اتجاهاته وتوجهاته وساحاته، وهكذا …فأنصار العدالة والحقوق لا تقيدهم الحدود والأمكنة، والعدالة غدت في عالم اليوم، من القيم الإنسانية التي لا تتجزأ، مثل الحرية والكرامة والمساواة والسلام.
أحمد مختار البيت