أخر الأخبار

دروب الحقيقة جنوب كردفان.. مواقف مضيئة، في عتمة الواقع وظلام الفساد

(قل للذين يوزعون الظلم بإسم الله في الطرقات…
الله في نار الدموع وفي صفوف الخبر والعربات)
الشاعر الصادق الرضي

1

سيذكر التاريخ في صفحاته، أن هناك أطباء، في مدينة ما من السودان إئتمنهم الشعب على بيئته وصحته، وأدوية أطفاله، باعوا ضميرهم الإنساني والمهني، وخانوا قسم (أبقراط)، وحولوا أدوية الطواري والأدوية المنقذة للحياة، لمصالحهم الخاصة ،وخزنوها في بيوتهم، ولن تستطيع اللجنة التي شكلتها الولاية، معالجة الجرح المعنوي الذي أحدثته الواقعة، في نفوس المواطنين، ولن يمحو خطاب إيقاف (الطبيبين)،إن صحف عار المهنة الذي سجله عليهما التاريخ، فوزارة الصحة بالولاية، ضالعة في جريمة بيع أدوية المرضى، والمتاجرة في معاناة أكثر من (500) ألف مواطن ومواطنه أو يزيد بالمنطقة ، منذ زمن بعيد، ومر العديد من التجار أقصد (الأطباء) السماسرة على الوزارة، سرقوا الأدوية ، واستثمروا في (الصيدليات)، وأغتنوا من أدوية المنظمات المخصصة مجانا للمواطنين، مستغلين مواقعهم الأدارية وغياب الرقابة الرسمية والشعبية ،وما حادثة أبوجبيهة إلا الظاهر من (جبل) جليد الفساد، فمعارك كاتب السطور مع تلك العصابات المتخفية في أثواث المهنة،والمتدثرة بإسم الإسلام، لم ينقشع غبارها بعد ، كانوا يهددون على رؤس الأشهاد، وكان الزمان إنقاذهم والفساد بينهم دولة، والأرض كلها ظلم وظلام وعصابات

( 2)

وبذات القدر سيحفظ التاريخ في صفحاته، المشرقة، لطبيب (إنسان) إسمه بابكر صالح، كان (متصالحا) مع نفسه، وأمينا مع مهنته ومجتمعه ، أنه كشف جريمة (التلوث) في المنطقة التي عمل بها، ولم يرهبه التهديد بالموت، والنقل والفصل من العمل، وأستطاع بجهده الذاتي ومعاونة المخلصين من الشباب، توثيق كامل حيثيات الجريمة الإنسانية ،بينما عجز أطباء آخرين في أبوجبيهة ومناطق أخرى توثيق ذات الجريمة ( الإجهاضات والأجنة المشوهه، والحساسيات المجهولة وتلوث البيئة)
وهى بين أيديهم ،لأنهم مشغولين بنهب أدوية المساكين والفقراء والأطفال ، وسيكشف أي تحقيق نزيه مستقبلا شبكة كاملة من هؤلاء المجرمين، الذين ظلوا يتاجرون في الأدوية ، وبنوا إمبراطوريات على حساب صحة المواطن

3

في زمن وجيز استطاعت الشرطة الأمنية، بمدينة أبوجبيهة ، أن تحقق إنجازات كبيرة، فالجرائم طافية على السطح، والمجرمون أمنوا العقاب، لذلك اساءوا الأدب، وكيف لايأمنون العقاب، وهم تحت رعاية
(رسميين) في الدولة، والشرطة، رغم أن ما قامت به هو واجبها، إلا أنها تستحق أن يقف معها المواطن، ويساندها حتى تكمل فتح مخابيء الفساد القديمة والجديدة المنتشرة في كل ركن من مؤسسات الدولة ، ونبش ما فيها، ليرى الناس
أهواله في المحاكم . والصحيح أن يبدأ التحقيق من رئاسة الوزارة، فهناك رؤس شبكة (الأفعاعي السامة) بعضها أختفى في غابات الأسمنت والآخر استمرأ البقاء في غياب القانون والمحاسبة.

4

اعطى المواطنون في بلولة ( النطاها الباشا) وفد مؤتمر (الأرادلة)
للتعدين ،الذي يزور المنطقة حاليا، لتنفيذ قرارات ومخرجات المؤتمر المفخخ، اعطوه درسا بليغا،ينم عن وعي عالي للمواطن بمصالحه وسلامة بيئته، وسمع الوفد من المواطنين( أنهم غير معترفين بمؤتمرهم أصلا، ولا بمخرجاته، ولم يفوضوا جهة لتمثيلهم فيه ، وعليه( ماعندنا معاكم حاجة)، فرجع الوفد من حيث أتى
خائبا محسورا، وأقترح على الوفد أن يطلبوا من مبارك اردول أن يحضر هو شخصيا
5
وفي أم الخيرات ( المشوطنات) سابقا، اكتشف المواطنون بالصدفة شركة تعدين في منتصف مشاريعهم الزراعية، أنزلت آلياتها وصهاريجها وأدواتها، وهى تستعد، لنهب موارد المنطقة (بليل)،والإضرار بالبيئة، فقبضوا عليها متلبسة، وحين أخطروا المدير التنفيذي بالواقعة، نفى أي علم له، بأي شركة وصلت المنطقة!! هل يسأل المواطنون أردول أيضا عن الشركات التي تقتحم مناطقهم دون علم حتى لجنة الأمن ؟
وأخيرا
(الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه مواطن من الثراء ما يجعله قادرا على شراء مواطن آخر، ولا يبلغ فيه مواطن من الفقر ما يجعله مضطرا أن يبيع نفسه أو كرامته…
الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء، والدفء والإحساس بالكرامة…
ليس الوطن أرضًا فقط، ولكنه الأرض والحق معًا..
الوطن هو حيث يكون المرء في خير…)
من أقوال أحد الفلاسفة.

أحمد مختار البيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى