أخر الأخبار

دروب الحقيقة تلوث مدينة أبوجبيهة كارثة، تهدد الحياة

 

نفايات مصانع الكرتة العشوائية التي ضبطت، بواسطة الشرطة في المدينة، خلال الأسبوع الفائت، يتم التخلص منها في المراحيض ودورات المياه، والمعروف أن عمق الآبار في المنطقة ، لا يتجاوز مترين،أو ثلاثة أمتار، وهذا يعني أن إمكانية تلوث المياه الجوفية بتلك المواد الكيمائية السامة وارد بنسبة كبيرة.

2
.في العام 2016م، وتحت ضغط اللجنة الوطنية لمناصرة البيئة الإعلامي على شركات الذهب القذر،ومحاصرتها بالأدلة العلمية والقانونية، استقدمت المحلية، في فترة (المعتمد قادم بابكر) فريق من الخبراء من بينهم البروف الرشيد، عميد كلية الزراعة بالجامعات السودانية لتقصى واقع مصنع الكرتة العشوائي، غرب المدينة، وكتب (الفريق) تقريره وضمنه الحقيقة العلمية المجردة وهى (عدم صلاحية الموقع لقيام المصنع) او اي نشاط تعديني ،ولكن التقرير لم ير النور، ولم يعمل به أحد، فالخطة كانت واضحة، نهب موارد المنطقة، دون أدنى اعتبار لحياة وصحة المواطن وبيئته، واليوم تفيد تقارير أن الشركة غادرت المنطقة، وتركت مخلفاتها من مشمعات وأدوات وحديد، ونفايات في الموقع، دون أي اشتراطات سلامة،أو تحوطات من انتشار السموم الموجودة فيها، أوإمكانية استخدامها من قبل المواطنين البسطاء، في البناء أو الحفر،أو الزراعة أو تخزين الماء وهى ملوثة بمواد قاتلة ،شديدة الخطورة.ستظهر نتائجها فيما بعد، وفي فترات متباعدة، حسب مقاومة جسم الإنسان للسموم وأضرارها، بالأمراض الغريبة، والسرطانات التي انتشرت في المنطقة، بشكل واسع، ولم تكن معروفة من قبل، والحساسيات في الجهاز التنفسي واجهاضات الحوامل، والأجنة المشوه.
وموت الطيور والحيوانات.وضعف إثمار البساتين والغابات.
،،، 3،،،،،
وعدم ملاءمة جنوب كردفان لنشاط التعدين بالمواد السامة، لا يحتاج لفحص أو اختبارات معملية، يمكن فقط الدخول إلى مواقع وزارة المعادن أو هيئات حماية البيئة، في الميديا، وقراءة موجهات تلك المؤسسات واشتراطاتها المهنية، لأي نشاط تعديني، أو تصنيع بمواد خطرة وسامة، ولماذا نذهب بعيدا، وأبناء المنطقة من الخريجين بالمئات ،في تخصصات الكيمياء والجيولوجيا والبيئة والصحة والطب والفيرياء، والتحاليل الطبية، والبيطرة و الجغرافيا والتربة، ومن مختلف الجامعات السودانية والأجنبية ، يمكن أن نستفتيهم في الأمر، رغم أن (الفاس وقع في الرأس)، ولن يفيد كثيرا البكاء على اللبن المسكوب، واليوم التلوث يحاصر المواطن في بيته، وفي زرعه، وفي السوق، وفي دمه وفي الهواء والماء والأشجار.
والمصانع العشوائية التي ضبطت بعد ابلاغ المواطنين الشرطة، أخطر ما فيها، أنها تعمل بشكل سري تحت رعاية نافذين في أجهزة الدولة ومؤسساتها، بمعنى أنهم ينشرون الأمراض والأوبئة وأسباب السرطانات سرا، وعلنا يظهرون أنهم يحمون المواطن ويحرسون الأرض والعرض.
،،،4،،،
إن الذي إنهار ليس الاقتصاد والأمن والزراعة والتعليم والصحة في السودان، ولكن الذي أنهار حقيقة هو الأخلاق والقيم والمروءات، وما النهب والسلب،وقطع الطرق واستسهال قتل الأرواح، والفساد المالي والإداري والأخلاقي والرشوة والمحسوبية، والعنصرية والجهوية، والكراهية، سوى مظاهر لذلك الإنهيار،واليوم يتأكد قول الشاعر أحمد شوقي:إذا أصيب القوم في أخلاقهم…. فأقم عليهم مأتما وعويلا، فالأمم الأخلاق مابقيت..
وصلاح أمرك للأخلاق مرجعه، و الذين أوصلونا إلى هذا الدرك السحيق من الاستهانة بحياة المواطن، يبدو أن لهم فهم آخر للأخلاق، غير التي يعرفها السودانيون، وعلى الذين يحسبون كل صيحة عليهم، أن يعرفوا أن التلوث حدث في كل المناطق التي رزئت بأمثالهم، في الشمالية ونهر النيل، والبحر الاحمر و دارفور، وسيعرفون الآن أن حياة المواطن وصحته أغلى من الذهب حقا حين يزحف الموت والمرض على الجميع..

أحمد مختار البيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى