مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية … تعرف على تفاصيل لقاءها مع منظمات المجتمع المدني

الخرطوم : ريناس نيوز

اعلنت الولايات المتحدة الامريكية وقوفها مع إنشاء قوات مسلحة سودانية موحدة ومهنية تجمع الجيش والدعم السريع وقوات حركات الكفاح المسلح تحت قيادة واحدة في السودان.

وقالت المديرة التنفيذية للوكالة الامريكية للتنمية الدولية سامنثا باور في المحاضرة التي قدمتها اليوم بقاعة الشارقة جامعة الخرطوم حول تجربتها مع السودان ومسيرة الثورة السودانية، إن الولايات المتحدة تنظر الى أن أحد وسائل الاستقرار في السودان هي وجود جيش وطني تدمج فيه القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقوات حركات الكفاح المسلح لتكون جيشا واحدا تحت إمرة موحدة.

وشددت المسئولة الأمريكية ان ما يحتاجه السودان الآن قبل المعونات والدعم الخارجي هو وقوف شباب السودان ومنظمات المجتمع المدني كلها خلف ثورتها التي جاءت بها دون دعم خارجي وبطريقة أذهلت العالم وسلمية سلبت الرئيس المخلوع القدرة على استخدام البطش ضد الثوار وهو السلاح الذي كان يستخدمه بإشعال الحروب في مختلف أرجاء السودان. وأكدت باور انه مهما يقال فان السودان لم يكن في يوم من الأيام أشد تمتعا بالأمن مما هو عليه الآن مقارنة بالثلاثين عاما الماضية.

وأشارت في هذا الصدد الى اختفاء بيوت الاشباح والى توسعة الحريات وإيقاف الحرب والانفتاح على العالم وإزالة اسم السودان من قائمة الارهاب وان السودان والولايات المتحدة الآن في حالة سعي للشراكة بينما كانا على مدى ثلاثين عاما في حالة عداء واحتراب. وأضافت ان السودان غني بموارده المختلفة الا أن أهم مورد عند السودان الآن والذي يجب ان يعول عليه هو المواطن السوداني وعلى تفجير طاقاته وقالت ان على الشباب السوداني ان يتذكر دوما كل ما فعله حتى أصبحت الثورة السودانية مثالا وقدوة ودليلا على ان ما قد يعتقد الناس باستحالته يمكن ان يصبح ممكنا فقد كان المراقبون لا يظنون إمكانية إزالة حكم الدكتاتور الباطش الذي طور وسائل عدة للتمكن من الخروج من المَآزِق العديدة التي تورط فيها حتى أتى الشباب والشابات السودانيون ليثبتوا خطل هذا الافتراض. واكدت ان الولايات المتحدة ستقف مع السودان دوما ما واصل الطريق على مبادئ السلام والحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية وقالت ان بلادها تريد ان تساعد وتساهم مع السودان في استغلال ثرواته وموارده العديدة.

واتكأت باور على تاريخ الثورات السودانية انطلاقا من أكتوبر 1964 والتي انطلقت من جامعة الخرطوم العريقة والتي قدمت مثالا يحتذى واشارة لمسيرة الثورة عندما اختارت البروفيسور فدوي عبد الرحمن على طه مديرا لها بعد 19 من الرجال الذين تعاقبوا طوال مائة عام على قيادة الجامعة. وقالت ان جامعة الخرطوم لعبت أيضا دورا محوريا كبيرا في انتفاضة 1989 والتي انهت دكتاتورية استمرت منذ مايو 1969 ثم هي تلعب دورا مهما واساسيا اثناء وبعد نجاح ثورة ديسمبر التي افضت للحكومة الانتقالية الحالية 2019م.

وأكدت سامنتا في حضور الدكتور نصر الدين عبد الباري وزير العدل الذي شرف اللقاء الذي جمعها مع منظمات المجتمع المدني ،الى قرارات مفصلية اتخذتها الحكومة الانتقالية المدنية الآن منها إزالة القوانين التي تجدر لبس المرأة وقوانين النظام العام وجرمت بالقانون ختان الإنات وأكدت المساواة بين المواطنين دون النظر الى الدين أو العرق أو النوع وبسطت الحريات العامة والحريات الدينية في البلاد.

وكانت البروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه مديرة جامعة الخرطوم قد افتتحت المحاضرة بتقدمة ضافية رحبت فيها بالحضور الذين شملوا منظمات المجتمع المدني إضافة الى تشريف السيد وزير العدل بجاب القائم بالأعمال الأمريكي في السودان برايان شوكان ومدير الوكالة الامريكية للتعاون الدولي في السودان السيد مارفين فارو ولفيف من القيادات الشعبية والنسوية في السودان. وكانت سمانتا قد أعلنت مجموعة من المساهمات التي تقدمها بلادها للسودان منها مساهمة المعونة الامريكية بمبلغ 56 مليون دولار دعما للمناطق الطرفية والمهمشة في السودان لتوفير الخدمات الأساسية فيها من مياه وصحة وبيئة بجانب مساهمتها أيضا بمبلغ 4.3 مليون دولار في انشاء وتهيئة مفوضية تعمل على التجهيز والإعداد وتنفيذ الانتخابات عقب الفترة الانتقالية في البلاد إضافة الى ارسال طائرة خلال يومين تحمل لقاحات كوفيد 19 تقدر بأكثر من نصف مليون جرعة.

وأشارت سامنتا الى جهود الحكومة السودانية في تخفيف آثار البرنامج الاقتصادي ورفع الدعم عن مجموعة من الخدمات وأكدت ان بلادها ستدعم الحكومة الانتقالية بقيادة حمدوك لأجل تنفيذ هذا البرنامج للوصول لجميع الاسر السودانية المستحقة . وقالت أن بلادها عازمة على دعم السودان في مختلف المجالات خاصة في المجال الزراعي والعمل على إقامة وكالة لتطوير الزراعة في السودان مما يساهم في دعم البلاد و تطوير هذا القطاع المهم واستغلال ثروات السودان من ارض وماء وموارد. وأكدت استمرار دعم المعونة الامريكية لمنظمات المجتمع المدني التي كان لها القدح المعملي في نجاح الثورة السودانية حتي أصبحت مثالا يحتذى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى