جنوب (3) كردفان) … التنمية لازم تستمر ! (3 – 3)
بقلم : إبراهيم عربي
من المعلوم أن جنوب كردفان / جبال النوبة تمثل مصدر إلهام لكثير من حركات التحرر الوطني ويكفي إنها أوت الإمام محمد أحمد المهدي في هجرته وناصرته حتي قويت ثورته واشتد عودها كاعظم ثورة وطنية ، كما يعود الفضل إليها إذ إنطلقت منها ثورة اللواء الأبيض وغيرها من ثورات التحرر الوطني والتي ناهضت المستعمر الذي إستخدم أبشع أنواع سياساته (فرق تسد) للتحكم في المنطقة لازالت آثارها باقية مجتمعيا ..!.
علي كل لا يخفي علي المراقب الإفرازات الإستعمارية والسياسات الممنهجة التي خلفتها تلكم الحقيقة بجانب الحرب اللعينة في جنوب كردفان / جبال النوبة والتي تداخلت فيها الأجندات وتقاطعات المصالح فكانت وبالا علي أهلها فرقت بين أفراد الأسرة الواحدة ، بين المرء وزوجه والإبن ووالده والبنت وأمها والأخ وشقيقه ، وجعلت أفراد البيت الواحد يتقاتلون فيما بينهم تنفيذا لأجندة ليست لهم فيها لا ناقة ولا جمل ، فأصبحت حربا ممنهجة ، وبالتالي عصفت بالتعايش السلمي وخلخلت النسيج الإجتماعي القوي المترابط المتنوع المتفرد والذي كان بمثابة مصدر قوة وثراء لأهل المنطقة بمختلف أعراقهم وتعدد إثنياتهم وتبيان توجهاتهم .
ولكن من الواضح أن مكونات جنوب كردفان / جبال النوبة قد إستدركت الخطر ، ولذلك شرعت في عقد مؤتمرات السلام الإجتماعي للتعايش السلمي لمكونات الولاية دفعا للجهود الرامية لتحقيق السلام المستدام ، وليست الحركة الشعبية (الحلو) مستثناة من ذلك بل إنفتحت بذاتها مجتمعيا علي الإدارات الأهلية بطريقتها الخاصة ، قدمت الدعوة لبعض القيادات الأهلية للمشاركة في مشاوراتها بجوبا ، علي أي حال إنه فأل حسن ومطلوب لأجل وحدة الصف وجمع الكلمة وبالطبع لا تسقيم الأوضاع في جنوب كردفان / جبال النوبة وتسود التنمية دون توافق بين المكونات المهم الحرب لابد أن تنتهي وتتوقف للأبد والتنمية لازم تستمر ..!.
وليس ذلك فحسب بل إنطلقت السبت الماضي بإمارة الغلفان بهبيلا مؤتمر دابري الأول تحت شعار (دابري بير) شاركت فيه قيادات الإدارات الأهلية وقيادات من الحركة الشعبية – شمال (الحلو) جاءت إليه بفألها تحمل أدوية علاجية لتؤكد نعمة العلاج المتوفر بكاودا التي ظلت تستقبل العديد من المواطنين من المناطق المختلفة طلبا للعلاج الذي ظلت توفره المنظمات الإقليمية والدولية بحاضرة دولة الحلو فضلا عن العديد من الخدمات والمتطلبات الحياتية التي أنعشت أسواق السلام المشتركة ، بل شاركت في المؤتمر مكونات شبابية من الداخل والخارج وقد شكلت المرأة حضورا معتبرا ، لتؤكد وتثبت أن العلاقات الإجتماعية بين المكونات القبلية قد قطعت شوطا متقدما من حيث السلام المجتمعي ولا يكتمل السلام بدرا دون السلام السياسي .
فيما كشف والي جنوب كردفان المكلف موسي جبر عن توقيع مكونات كادقلي الكبرى وثيقة صلح وتعايش سلمي في حاضرة الولاية في العشرين من مارس الجاري بتشريف عضو مجلس السيادي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ، وتوقيع وثيقة صلح وتعايش سلمي كذلك بين الغلفان ودار نعيلة بمحلية الدلنج في الحادي والعشرين من الشهر الجاري فيما تمضي الوساطات لتوقيع مكونات المحليات الشرقية أيضا علي وثيقة تصالح وتعايش سلمي لطي صفحة الخلافات المجتمعية إلي الأبد وحينها ستكتمل كافة التصالحات بين مكونات الولاية المختلفة والتي يتابعها سعادتو الكباشي باهتمام شديد .
أعتقد أن الرسالة جاءت مهمة وقوية تسلمها رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس من المرأة لدي تشريفه اليوم العالمي للمرأة بكادقلي وهي أكثر المتضررين من الحرب ، فقدت الزوج والولد تماما كما إفتقدت الأمن والإستقرار والطمأنينة والتعليم والصحة والحياة المعيشية والخدمات وبل كادت أن تفقد الوطن ، لا أدري ماذا يقول فولكر وقد زار كاودا من قبل ووقف علي اشواق وتطلعات أهلها هناك وهو اليوم بكادقلي إنها ذاتها رسالة السلام والذي لا يكتمل دون أن يكون سلاما شاملا ونحسب أنه يحتاج لتضافر جهود مثلما أصبح السلام المجتمعي واقعا ، وبالطبع نشكر الحلو لتجديد وقف إطلاق النار ولكن قطعا لا يكتمل السلام بدرا دون توقيع السلام السياسي ، علي أي حال المطلوب أن تتكامل الجهود المشتركة ليكتمل السلام ويسود الإستقرار ، ونعتقد إنه أصبح من الضروريات لتنساب مشروعات التنمية والخدمات .
حكومة الولاية من جانبها بذلت جهودا أمنية لتأمين الحركة والتنقل بالطريقين القوميين ، إلا أن المطلوب أيضا جهودا مماثلة من قبل الحلو لقفل الطريق أمام عمليات النهب المسلح وترويع حياة السكان والمسافرين وزعزعة الأسواق والإستقرار بالمنطقة الشرقية خاصة ، وليس ذلك فحسب بل تأمين الطريق لتنساب التنمية وقد أكدت الهيئة القومية للطرق والجسور أن جهودها مستمرة لمعاودة العمل لتكملة الطريق الدائري (أم روابة – العباسية – رشاد – أبو جبيهة – كالوقي) عبر شركات جديدة ذات كفاءة ومقدرة ، وصيانة الطريق القومي (كادقلي – الدلنج – الأبيض) ، ويتوقع أن يشرف سعادتو الكباشي ضربة البداية لتنفيذ تشييد طريق (الدلنج – هبيلا – دلامي – أم برمبيطة) إبان زيارته المرتقبة للولاية ، كما ستشهد الولاية تنفيذ الخط الناقل للكهرباء (أم روابة – العباسية) كمرحلة أولي لتنفيذ مشروع الخط الدائري الناقل للكهرباء وبالطبع هذا غيض من فيض من الجهود التي يبذلها الجنرال الكباشي عضو مجلس السيادة في سبيل السودان عامة وولايات كردفان خاصة .
بلا شك إنها جهودا مقدرة وجدت قبولا ورضا من قبل الجميع وأهل الولاية وقد جاءتها الفرصة ثانية ولكنها تحتاج لتوافق الجميع وعلي الحلو شخصيا رعاية ذلك بنفسه حتي لا تتكرر ذات الغلطة (حتي لو نبدأ من الصفر .. التنمية لازم تستمر ..!.
الرادار .. الاربعاء التاسع من مارس 2022 .