شعب متسرع واناني وعدواني
مداد الغبش
عبد الوهاب ازرق
إذا اردت ان تعرف حضارة وتحضر ورقي شعب او امة ، يقولون انظر إلي السلوك والتعامل بين الافراد . حتمية المقارنة تنبع من الفعل الانساني البشري يعمل وفق ما يمليه العقل البشري والفطرة ، وتترجمه الحواس بعبارة نابية ، او ضربة خاطفة ، او مدافرة عشوائية ، او ازعاج متعمد ، او ضوضاء صارخ ، او نظرة فضولية ، وتجمع بلا سبب .
ليس من الصواب قياس درجة التحضر والرقي والتعامل بالتي هي احسن ، ومترادفاتها من القيم السمحة وفق مقدار التعلم والدراسة ، والشهادات العليا ، هي قيم وأخلاق مكتسبة وفق أسس التربية السليمة ، في مجتمع يحترم او يحتقر القيمة البشرية ،ومقدار التعامل الإنساني ، وحرية الشخص في احترام حرية الاخرين . فكم من حامل شهاداة جامعية يدافر في صف المواصلات او الفرن ، وكم من جاهل ولم يدخل المدرسة قط ظل واقفا وصامتا الي ان يأتي دوره في قضاء الأشياء في بلد كل الاحتياجات أصبحت تقضى بالصفوف.
والتسرع والشفقة والأنانية عند الشعب السوداني ظاهرة للعيان في الطرقات ، والمركبات ، وقضاء التعاملات في المؤسسات والمصالح ، وفعلت البنوك خيرا ، وشركات الاتصالات ، وهي تنظم العملاء اجباريا بخدمة تنظم التعامل ببطاقات حسب الأقدمية ، وإلا كانت البنوك وشركات الاتصالات ، ساحة حرب ، كما يحدث في المواصلات والافران في حالة الزحمة ، كل زول عايز يكون الاول .
استمع إلي صفارات المركبات عند إشارة المرور عند الانطلاق إذا اضاءت اخضر ، ولم يتحرك اول سائق ، كم من سائق أساء لآخر مجرد خطأ او تخطي عابر ، إذا لم تكن من اصحاب “العضلات تبش” لن تركب الحافلة وقت انعدام المواصلات ، ونطبق مثلنا المحلي عندها ” الحشاش يملاء شبكته” ، في مصر القريبة في حالة عدم وجود مواصلات يصطف الركاب في انتظار المركبة ، ويركبون دون مدافرة حال حضورها .
صدق ابن خلدون في مقدمته حين قال ان الشعوب تتكيف مع البيئة التي يعيشون بها ، ويتكيف الجنس الحامي “الزنوج” مع طبيعته الحارة والشمس المشرقة ، زات الحيوانات المفترسة بفرد اجزاء جسمه في حالة الوقوف استعدادا لأي طاري ، كما أن سلوكهم عدواني ، هذه الفرضيات طبق الاصل مجسدة فينا كشعب سوداني ، فحالة التجهم والعبوس ، وبسمة مافي نابعة من الطقس ، والحديث الشريف يقول :”تبسمك في وجه اخيك صدقة” .
التسرع والانانية عندنا حتى في الرياضة ، فبعض اللاعبين يحب ان يحرز الهدف لوحده ، ويتسرع في ذلك ، ويضيع الهدف و الفوز لفريقه ، ونحبذ ندس المحافير ، ولا نعمل لمصلحة الجماعة .
في الوقت الذي ما زالت صفات الشعب السوداني قيم الكرم والمروءة والشهامة ، والايثار ، والسماحة ، والبراءة موجودة و باقية عند الجميع ، وتتكاثر في حالة اغاثة الملهوف ، واعانة الضعيف ، ونجدة صرخة مستغيث ، وإن اندثرت عند البعض .