أخر الأخبار

*رأس الخيط*

رأس الخيط

_________

عبدالله اسماعيل

____________

 

 

(((البازنقر)))

عشاري “باشا”تاجر الرق الحديث

 

صمت دهرا وكتب قبحا، ليته لو لم ينفث سمه.. عشاري احمد محمود تاجر الرق الحديث، اشتهر الزبير باشا في التاريخ بتجارة الرقيق فكسب ثروة مالية كبيرة وسلطة تنفيذية مقدرة، والحمير هو سبهللية بعض الحكام الذين أقاموا له صروحا ومجدا، أطلقوا اسمه (تشجيعا) للتجار الجدد) على احدى شوارع العاصمة الخرطوم.. يا للبهت والتناقض، فكان الأولى للحكام بدلا من تسمية شارع الزبير باشا ان يشيدوا حائطا كمبكى، تزوره الناس لتتذكر عند آثاره تلك المأساة الوطنية الكبرى، ذلك السلوك القميء الذي لا يمت الي الانسانية بصلة، فكل أعمال الزبير باشا كانت تتم عن طريق السُخرة لأناس مساكين وبسطاء وضعفاء.

 

ذلك السلوك اللا أخلاقي بصورته القديمة (زبيرا) والحديثة(عشاريا) كان وما زال يشكل سوسا ينخر في قلب الصلات التي تربط مجموعات الشعب المتمايزة. لقد مثلت شنائع الزبير باشا النواة الخبيثة والاساس السيء للحروب الأهلية التي شهدتها البلاد في تاريخها الحديث و اسهمت بفعالية في شق الكتلة الواحدة حتى ذهب جنوب السودان ضحية لذلك، وكان كلما أطفأ اهل الوجدان السليم للفتنة العنصرية نارا قام لها عشاري باشا جديد ليشعلها مرة أخرى وبطرق اكثر تأثيرا وأكثر ايغالا في تثبيت معانيها الجارحة والفاصلة والفجة و البغيضة.

 

يؤلف اهل العلم والفكر والثقافة كتبا لتساهم في رفع وعي وسعة معرفة المجتمع وتطوير حياة الشعب، الا عشاري باشا هذا فهو يؤلف كتابه العنصري(البازنقر) ليعود بالشعب القهقري الي عصور الجهل والظلام.

 

الكتاب العنصري هذا لم ينطوي على حقيقة قط في شكله ولا موضوعه واعتمد اساسا على أقوال سماعية مما افقده المعنى والصفة العلمية وجلب له النقد حتى من اقرب أصدقاء المؤلف_ وذلك ما يجعلنا نتساءل_ما القصد المباشر لعشاري باشا من تأليف الكتاب غير أن يجسد الصورة الحديثة لجارة الرق.. تجارة تقوم على ذات مفهوم التجارة الزبيرية.. وكيف يرى عشاري باشا نفسه غير سوداني من أصول أفريقية وعربية.. كيف؟!

 

اذا كان المرء مخبوء تحت لسانه فلا يعرف حتى يتكلم.. لقد عرفك الشعب يا عشاري بال(بازنقجر) ، خاصة الذين اوسعت في سبابهم وشتمهم ووصفتهم بقبح بالعبيد.

 

كتابك الفارغ بخوائه تكتبه فقط لتقول للناس انك قد قسمت أبناء الشعب الواحد الذين ظلوا يحيون ويموتون ويرقصون ويبكون ويفرحون ويحزنون معا الي سادة وعبيد _ هل هذا هو اسهامك في حركة الثقافة والمعرفة والتنوير _ عفارم عليك، عفارم!

 

عشاري باشا وبعد أن حز في نفسه لوم الاقربين له على محتوى الكتاب، ركض يلهث مسجلا مقطع فيديو برر فيه وباعد ما بين الفريق شمس الدين كباشي ابن ال٩٩ جبل والذي عنون باسمه الكتاب _ ورسالة الكتاب وقال انه لا يقصد كباشي في شخصه بل فقط اتخذه رمزا للمؤسسة العسكرية التي ما سلمت منه إذ اعتبر أساسها يقوم على العبيد، برر لبازنقره فتعمق في الوحل اكثر من ما كان و لم تمضي ايام على بثه لذلك الفيديو على تطبيق اليوتيوب حتى راح حاذفا الفيديو منه.. لجلجة.

 

البشر تجارب تحتمل الخطأ والصواب، فكان يمكن لعشاري باشا ان يكون موضوعي ويقيم كتابه على تجربة الفريق كباشي العملية كضابط بالقوات المسلحة او كعضو مجلس سيادة او حتى يوجه نقدا جريئا وبناء للمؤسسة العسكرية كلها او لأي واحد من القادة العسكريين او حتى المدنيين، ينشيء تحليله ونقده على أسس علمية رصينة ليؤلف للناس محتوى كتاب يسهم في به في المراجعات والتخطيط والتنوير، لكن ان ينطوي محتوى كتاب كامل وفي الظروف السياسية الحرجة التي تمر بها على إساءات عنصرية لشخص او لقبيلة او قبائل او جهة بعينها فهذه هي الفتنة عينها.

 

بشارتي لعشاري باشا تاجر الرقيق الحديث بأن بضاعته سترد اليه، لن يشتري الشعب السوداني منك الفرقة والشتات ولن تنال الشهرة التي تبغى، نعم ان الذين نعتهم جهرة بالعبيد لن ينسوا انك قد اسئت إليهم ايما إساءة لكن لن تجد عنصريتك الي طبقة المثقفين طريق _ولا ولن تحفل الناس بهذه القذارة على الإطلاق.

 

ان بين مثقفي بلادي من ظل يعمل من أجل تحقيق السلام وتطور وسمو الوطن_ هناك من ظل يقاتل ضد أفكارك المتشردة هذه ردحا من الزمان لذا سيكون مصير كتاب هذا كمصير ذلك السراب الذي يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى