أخر الأخبار

*منطقة “عد الخير” من جحيم النيران الي مرافئ التنمية !.*

 

 

مبارك ابوسن

 

تقع منطقة ” عدَّ الخير على بعد 37 ك.م جنوب محلية كرنوي بولاية شمال دارفور ، ظلت هذه المنطقة تعاني كثيراً من شح الخدمات الأساسية متمثلة في الصحة والتعليم والمياه وطالها التهميش والنسيان وعانت أشدّ المعاناة من ويلات الحرب والنزوح الذي طال أقليم دارفور بشكل عام في العام 2003 ، بسبب الحرب وضيق الحال أضطر اغلب سكانها الفرار لدولة تشاد الجارة ومكثوا سنين دهراً بمعسكرات الذل والهوان بشرقي تشاد واصبح حُلم العودة لديارهم صعب المنال لأن كل شي إنتهى مع الحرب ، بيوتهم تهدمت بالقصف العشوائي وإنعدمت مقومات الحياة الضرورية.

 

العودة الجزئية

 

كحال بقية مدن وقرى اقليم دارفور، عقب توقف الحرب وحالة الاستقرار النسبي الذي ساد الإقليم، يأمل مواطني عد الخير العودة لقريتهم، بالرغم من صعوبة الحياة ومآساتها فقد شهدت المنطقة خلال السنوات الاخيرة عودة جزئية لبعض الاسر وشهدت بعض التحسينات الطفيفة للمؤسسات الخدمية بالجهد الشعبي ، قاموا بإنشاء مركز صحي قبل عامان لكنه متوقف بسبب عدم وجود كادر صحي ؛ يذكر ان المنطقة من أوائل المناطق الذي أنطلقت فيها شرارة ثورة الكِفاح المسلح بدارفور .

 

زيارة الحاكم

 

تمكّنا من زيارة المنطقة رفقة حاكم اقليم دارفور، في أولى جولاته للمحليات منذ تعيينه حاكماً لإقليم دارفور، وبحضور “مبادرة تطوير محلية كرنوي ” ، استقبلنا اعيان المنطقة وتلاميذ المدرسة ونسائها بالزغاريد والترحاب ، لا حظت وجوه الناس يشوبها الشحوب والبسمة فارقت شفاهم ، فقلوبهم معتصرة ألماً على غلاء المعيشة وفُراق الاحبة وترك البيوت خاوية على عروشها ، لم تعد كما كانت المنطقة حيث اغلب الناس هجروها للمعسكرات والمدن المختلفة وبعضهم خارج البلاد بحثاً عن العيش الكريم والحياة الامنة لهم وأسرهم.

 

إستمع “الحاكم ” لشكاويهم والازمات التي يعانوها فكانت مطالبهم مشروعة تتمثل في تردي الوضع التعليمي وإفقار المدارس ، فضلاً عن ازمة الإتصالات ، وازمة مياه‍ الشرب وغياب الأمن وتجاهل الحكومة ، اضف الى ذلك أزمة المستشفيات والمراكز الصحية ، فرغم وجود مركز صحي تم إنشاؤه قبل عامين الا انه متوقف لعدم وجود كادر صحي.

 

تصريف المياه

 

رغم أن منطقة عد الخير تحتضن وادي سيرة المليئ بالمياه لكن لعدم وجود “سدود ” جعلت المياه تتصرف الأمر الذي خلق ازمة مياه‍ بالمنطقة ، تكفّل الحاكم بإنشاء خزان وادي (شِيب) الذي يبعد 18 كليومتر من عد الخير ويعتبر احد روافد وادي سيرة لعله تساعد في حل ازمة المياه بالمنطقة .فسد “شيب” سد كبير وله اهمية قصوى للمواطن ، عرضه 2 ك.م وطوله 2 ك.ونصف وسعته الخزينية 16,500 متر مكعب يستفيد منه 22 قرية بتمويل من حكومة الأقليم وتنفيذ الوحدة الهندسية بشمال دارفور، ويقول المهندس ايوب محمود مدير الوحدة الهندسية بولاية شمال دارفور أن هذه المنطقة تعاني كثيراً من مشكلة المياه‍ ، حيث يقضي الاهالي اربعة ساعات ذهاباً بالحمير لجلب الماء ؛ وذكر ايوب ان السد لديه فوائد كثيرة من الناحية الاقتصادية والأمنية ، ويساعد في عملية الزراعة ويسهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية وتغذية الابار الجوفية في المنطقة ويستفاد منه في الرى وأمنياً يساعد في استقرار المنطقة مؤكدا أنه ضمن مشاريع العودة الطوعية، وعلن ايوب جاهزية لتنفيذ السد خلال ثلاثة اشهر جارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى