*جنوب كردفان… “سبر “الاورمالجي” بمدينة الدلنج*
عبد الوهاب ازرق
الاحتفال بالتراث والموروثات الشعبية والعادات والتقاليد يمثل جذوة متقدمة في المجتمعات المحلية بجنوب كردفان، و التي ظلت تحتفل به كل عام لتحتفظ بتراث الاجداد ، و تواصلا بين الأجيال وتعريف النشء بالموروثات والعادات والتقاليد ، عطفا على أنها مواسم ومناسبات للتعارف والتلاقي والتزاوج .
بمدينة الدلنج اقامت مكوكية قبيلة الدلنج التابعة لامارة الاجانق بمدينة الدلنج عيد الحصاد السنوي ” سبر الاورمالجي” الذي جاء تحت شعار “إحياء التراث من أجل التعايش والسلام” ، واستمر الاحتفال لمدة “4” أيام .
وشمل برنامج الاحتفال في اليوم الاول الذي أقيم على جبل الكجور “تلورو” بحي المك على رقصات شعبية ” الكرنق ، الصفقة ، ورقصة اللف” ، وتقديم قطار وجبة الإفطار المكونة من المنتوجات الزراعية المحلية ، ولمحات تراثية ، وفي العصر اقيمت الرقصات الشعبية بالساحة الشعبية ، وفي اليوم الثاني افتتح والي جنوب كردفان المكلف الاستاذ موسى جبر محمود معرض التراث المصاحب بنادي الشروق الرياضي الثقافي الاجتماعي بحي المك ، وخاطب اللقاء الجماهيري ، واحتوى اليوم الثالث على جلسات تراثية ، و اختتم الاحتفال في يومه الرابع بيوم علاجي شمل عيادات مجانية وختان جماعي .
المك الاداري لقبيلة الدلنج سليمان جبر الدار جوامع رحب بالحضور ، موضحا أن عيد الحصاد السنوي “سبر الاورمالجي” مناسبة تقيمها القبيلة بعد موسم الزراعة الطويل،وسابقا كان هو يوم خروج الكجور ، وفيه يقدم المزارعون المحصولات الزراعية التي يقدمها الكجور للأيتام والارامل ، وأضاف جبر الدار كما تتم فيه الخطوبة من الشباب للشابات ، وهو موسم للتعارف والتواصل والتكافل ، والتراحم .
امير إمارة الاجانق الدكتور حسن عبد الحميد النور رحب بالحضور ، لافتا إن الاحتفال يعزز التعايش السلمي المجتمعي بين المكونات المجتمعية ، ويقدما انموزجا للتعايش بمحلية الدلنج ، مطالبا بتأهيل طريق الدلنج – هبيلا الزراعي ليكون شريان للإنتاج ، كما طالب بإنشاء بورصة للمحاصيل لتسويق المنتوجات الزراعية داخل الولاية لا خارجها في ولايات أخرى .
ولدى مخاطبته احتفال عيد الحصاد بنادي الشروق الرياضي الثقافي الاجتماعي بحي المك بمدينة الدلنج وصف والي جنوب كردفان المكلف الاستاذ موسى جبر محمود احتفال مكوكية قبيلة الدلنج بعيد الحصاد السنوي “سبر الاورمالجي” بالاحتفال بالانتاج ، بعد تعب وتضحية وجهد في موسم زراعي طويل ، واضاف نحن مقصرين تجاه المجتمع ، ممتدحا التمسك بالعادات والتقاليد والموروثات ، مطالبا بمزجها بالحداثة والتطور . وحيا جبر المرأة المنتجة بقوله :” أحيي المرأة الشالت حشاشتا ، ومشت جبراكتا ” ، كما حيا صاحب المنجل ، وتابع المنتجين اكرم وافضل لولاكم ما كان للوطن كرامة ، وزاد صنتو كرامتنا بالانتاج ، لافتا ان تدهور الجنيه تدهور لكرامتنا.
وشدد جبر بالحوجة إلي الاستقلال الاقتصادي بزيادة الإنتاج ، آملا ان تعبر البواخر الموانئ بالمنتوجات السودانية . ونصح بالتنافس في الانتاج ، ويكون الحصاد مادي فكري وربطه بتطوير الأفكار والمفاهيم ، ووصى على التمسك بالقيم ، داعيا إلي الإسراع في تكوين جمعيات تعاونية زراعية نسوية ، وعبرها يتم تمليك وسائل الإنتاج ، وتمنى ان يتم في العيد القادم تقديم صومعة للغلال بدل قدح ، وقال نريد نعزز قوة الإنتاج ورفد خزينة الوطن بالعملة الصعبة.
واثنى جبر على التعايش السلمي المجتمعي بالدلنج التي وصفها بانها تجاوزت محطة القبيلة الي القومية وجمعت بين كل القبائل ، وزاد الجهوية ما عندها معاها حاجة ، وأردف انتو قبيلة بمستوى القبائل ، انتهزوا الفرصة وانشروا الرسائل للناس في بقية الاحياء ، تحدثوا التغيير الإيجابي في المجتمع .
احتفال تفاعلت معه جميع المكونات المجتمعية داخل محلية الدلنج ، وشكل لوحة من التمازج والانصهار المجتمعي ، وعكس التنوع الثقافي عند قبيلة الدلنج ، و رقص جميع الحضور وتفاعلوا مع رقصات الكرنق ، اللف ، النط العالي ، والصفقة مما شكل بعدا اجتماعيا ، وانصهارا مجتمعيا بين المكونات بالمدينة.