أخر الأخبار

*بقلم الاستاذ :- عبدالله رزق*

بقلم الاستاذ :- عبدالله رزق

بعد ان ضربت امواجهم البشرية القادمة من كل انحاء العاصمة، جدران قصر غوردون، في استدعاء فريد لواقعة تحرير الخرطوم من قبل المهدويين، قبل اكثر من قرن من الزمان، تفاجأ المحتجون بالسؤال التاريخي:”ما العمل؟!”

وبالفعل، فقد اثارت مواكب ١٩ ديسمبر ٢٠٢١، العديد من التساؤلات، بما فيها التساؤل المتجدد بشأن جدوي المواكب المليونية، من منطلق انها ليست غاية في ذاتها، تعتمل في قلب الشارع المتحفز للثورة، تتخلق وتكون، ثم تنفض؟ عن فعاليتها في اسقاط النظام، المستهدف اسقاطه، وكيف؟ وكذلك التساؤل عما اذا كان ثمة دور للاحزاب السياسية، ام ان اللجان، لجان الخدمات ولجان المقاومة والاجسام المطلبية ومنظمات المجتمع المدني، ستتكفل بكل شيء، من التعبئة الجماهيرية، وتحديد الاهداف والشعارات، و الي تنظيم الاحتجاجات، واستلام الحكم؟

فعلي الرغم مما راج في وقت سابق، من تحذيرات من الوقوع في فخ تحديد يوم معين، اوسقف زمني لاسقاط الانقلاب، الا ان فعالية ١٩ ديسمبر، يوم امس الاحد،بدا انها تمتاز عما سبقها من مواكب مليونية،بكونها تستبطن ، في نظر الكثيرين، هدفا مبيتا و مباشرا هو اسقاط النظام، ولا تنتهي، كما مخطط لها، بوصول الثوار لبوابات القصر الرئاسي. فقد تميزت الفعالية بالتعبئة الواسعة علي امتداد الوطن، وبمشاركة وفود من الاقاليم في مواكب العاصمة، الا انها لم تخل من قصور وجوانب خلل، اشرتها عديد المناقشات التي اعقبت المليونية.

لقد لمست هذه المناقشات غياب القيادة السياسية، واستنكاف تحالف المعارضة الرئيسي، تحالف قوي الحرية والتغيير، خاصة، عن التصدي للقيام بمهمة ودور الطليعة. فقد كان في مقدمة ماهو مطلوب من القيادة السياسية، تقديم اجابة واضحة علي سؤال اللحظة: :”ما العمل؟!”

لغياب او تغييب، القوي المرشحة لحمل عبء القيادة السياسية للشارع، وهي، في هذا السياق، تحالف قوي الحرية والتغيير،اكثر من دلالة. فهو، من جهة، بعض من تداعيات الحملة الممنهجة، في السوشال ميديا، ضد التحالف، والتي انطلقت قبل يوم ، من المواكب، لافشال الندوة التي كان يعتزم تنظيمها، مساء الجمعة، في شمبات، بالتشكيك في جدواها، واحتمال نجاحها، والتي مهدت، بدورها، للعدوان المادي، بالهجوم بالبمبان علي الندوة، والاعتداء علي المنتدين، ثم قطع الكهرباء، من موقع الندوة، لانهائها. ومن الجهة الاخري، فانه يعبر عن محصلة متطاولة من مساعي شيطنة التحالف، خاصة، وتجريم الاحزاب، عامة، وتخوينها، والتي ابتدرتها قوي الانقلاب و الردة، وسايرتها بعص المكونات المحسوبة علي خندق الثورة. مثلما يمكن رد هذا التراجع في الدور الطليعي المأمول للتحالف الاوسع للقوي السياسية، ايضا، لنزوع اقصائي مبيت لدي بعض اخر، من مكونات الثورة لاحتكار الشارع واحتكار قيادته. وقد انعكس ذلك في انعدام التنسيق الراسي بين قوي الثورة الموجودة في شارع المليونية، وفي الافتقار لوضوح الخطة بشان مسار المواكب، ومستهدفاتها. وقد بدا قرار الاعتصام، الذي تم الاعلان عنه في وقت متاخر، مرتجلا. كما بدا اختيار القصر الجمهوري، كموقع للاعتصام، بدلا من السفارة الامريكية، عملا غير مدروس، ولم يحظ بنقاش كاف، وكذا الامر، فيما يتصل بالمدي الزمني، و عما اذا كان يوما واحدا، ام مفتوحا، يستمر حتي تنحي النظام.

ان الاجابة علي سؤال :”ما العمل؟!”، تعني بالارتقاء بالحراك الي مستوي متقدم، وفق تكتيكات جديدة، وفي ضوء تعيين دقيق للمطالب التي تتقدم تحت لوائها الحركة الجماهيرية، بما يضع الحراك الثوري علي عتبة النصر والظفر. يقتضي ذلك، ابتداء، توحيد الارادة السياسية، في اوسع جبهة ممكنة، تضم كل قوي الثورة، بما فيها الاحزاب والاحلاف السياسية، ولجان المقاومة، واحكام التنسيق بينها، في اطار رؤية لتطوير بروسيس الثورة، حتي استلام السلطة، كهدف مباشر للمرحلة المتقدمة من النضال الشعبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى