أخر الأخبار

حميدتي يكسب: معاينة عابرة لمحصلة “حجة الامل  

بقلم:عبدالله رزق ابوسيمازه

 

قد لا يفوت المراقب،عند تفحص محصلة الاسبوع الماضي،الذي بدأ بزيارة برهان وحميدتي لتشاد،مرورا بزيارة وزير الخارجية الاسرائيلي للخرطوم،وانتهاء باستضافتها،لثلاثة ايام، وفد “رسل الامل”،الامريكي-الاوروبي،الستة،بجانب وزير الخارجية الروسي،سيرجي لافروف، في ذات الوقت، التوقف عند اهمها،وهو اجتياز الفريق محمد حمدان دقلو،حميدتي، بنجاح، حاجز “القبول: الدولي.بحيث يمكن الافتراض بانه اصبح اقوى مما كان عليه في السابق،على الاقل،في مواجهة خصومه في المعسكر الانقلابي،واكثر تصلبا في الموقف من دعم الدعم السريع في القوات المسلحة، بعد بروز الدعوة للدمج من داخل المعسكر/ الخصم، في سياق من الخلاف العلني والصراع.

فقبيل وصول “رسل الامل” الستة،فيما يمكن تسميته “حجة الامل”،بموازاة زيارة وزير الخارجية الروسي،(مجموعة 6+ 1)،تجاهلت الادارة الامريكية، وهي تعلن فرض عقوبات على افراد وكيانات، من مختلف انحاء العالم، بزعم تعاملها مع شركة فاغنر الامنية الروسية،شمول محمد حمدان دقلو،حميدتي،والدعم السريع بتلك العقوبات،رغم الحملة التي اطلقتها بعد الدوائر الاعلامية القريبة من مراكز صناعة القرار الامريكية ،في مقدمتها “سي. ان. ان” و” ذا نيويورك تايمز”، والتي تمحورت حول تهريب الذهب السوداني لروسيا لدعم حربها في اوكرانيا. وهو ملف لايخلو من ايماءات لدور حميدتي ولمجموعة فاغنر،في هذا المجال،كما يرشح كثيرا من الاعلام الغربي عامة.

من الجهة الاخرى،فان المبعوثين الستة،لم يستنكفوا عن الاجتماع مع حميدتي،لعلاقاته المزعومة مع فاغنر او سجله الخاص بحقوق الانسان، وهذا امر له اهميته ودلالته، ولم يتحفظوا على تكريسه ،بالنتيجة،جزء من تسوية الازمة التي تعيشها البلاد، عبر الاتفاق الاطاري، الذي تنشط فيه المجموعة الثلاثية الدولية بدعم المجموعة الرباعية الدولية،كاساس لاتفاق نهائي، تستند اليه حكومة مدنية ،يمكن للغرب الاوروبي- الامريكي التعامل معها. وفي هذا الاطار ،نظم حميدتي حملة علاقات عامة واسعة النطاق،سبقت “حجة الامل”،بدا خلالها انه يرهن مستقبله السياسي لهذا الاتفاق،فيما يشبه مزايدة،قد تكون غير مقصودة،على خصمه عبدالفتاح البرهان ومعسكره الانقلابي.

لم يكن واردا،من قبل ومن بعد، ان يفقد الغرب حميدتي لصالح روسيا،وهي منطقة مناورة حميدتي الرئيسية،كما لم يكن واردا استعداءه بدلا من استمالته.ففي الافق الكثير من الحروب،التي ينتظر الغرب من يخوضها نيابة عنه.وقد لعب حميدتي دورا مهما في اطار ماعرف بعملية الخرطوم،خرطوم بروسيس،في حراسة الحدود الغربية للحد من حركة المهاجرين الى ليبيا، عبر السودان،ومنها لاوروبا،وهي لازالت تشكل تحديا اوروبيا وازمة انسانية عالمية.ثمة مواجهات مع فاغنر عبر ليبيا ،وعند تخوم مالي وافريقيا الوسطي، تنتظر.وهناك حروب تدور في اليمن وفي ليبيا،ايضا.وبالمثل ،ينتظر جهد مواز للحد من انتشار القاعدة وداعش من الشمال الافريقي،من النيجر ومالي وبوركينا فاسو ونيجيريا،وحتى سواحل بحيرة تشاد،حيث تنشط مع بوكوحرام،باتجاه الجنوب.فيما تزحف داعش، التي رسخت اقدامها ،في موزمبيق ،باتجاه تنزانيا والكونغو الديموقراطية،وربما يوغندا، ايضا. وهو ما قد يجعل تسريح قوات حميدتي،او تغييبها من المشهد تحت اي عنوان،امرا غير وارد في المدى المنظور،على الاقل،عكس ما تشدد عليه مشروعات تفكيك الازمة التي تعيشها البلاد اثر انقلاب 25 اكتوبر2021،التي تطرحها مختلف الاطراف ذات الصلة . ولاتقل الحرب على مايسميه الغرب بالارهاب العالمي،اهمية،عن المواجهة المؤجلة،حتى الان،مع فاغنر، ومحاصرة النفوذ الروسي في القارة، والذي يتوسل بحماية الانظمة الشمولية والاستثمار في الدهب والمعادن النفيسة الاخرى، التي تذخر بها القارة.ويعتبر الروس تحديا اضافيا،للغرب في افريقيا،بجانب ما اسمته هلري كلنتون،وزيرة الخارجية الامريكية السابقة “بالامبريالية الصينية”. ومع ذلك،لايستبعد ان يكون “رسل الامل” قد انفردوا بحميدتي في اجتماع مغلق، لابلاغه بهواجسهم،كخطوة تمهيدية للتقدم نحو تفاهمات اوسع في المستقبل.

مجموعة المبعوثين الغربيين الستة،والتي رات في نفسها ،”رسلا للامل”،تماثل زيارتها للسودان، زيارة البابا،التي سبقتها الي الكونغو الديموقراطية،باسم ” حجة السلام “،والتي يمكن تكريسها،قياسا على سابقتها، باسم “حجة الامل”،هي زيارة مهمة.كشفت بعضا من الاهمية الجيوسياسية للبلاد،والدور الحيوي الذي يمكن ان تلعبه اقليميا ودوليا.وهي حدث يمكن ان يؤرخ به.كبعض من هذه التأرخة،على سبيل المثال، ان يحمل مواليد يومي الاربعاء والخميس الماضيين بعض اسماء الزائرين: انيت، ثورستن،ماى-الين….الخ.ومن ثم، يمكن اعتبارها مؤشرا لنهاية حقبة وبداية اخرى،بما يسمح بالتميبز بين حميدتي ماقبل حجة الامل، وحميدتي ما بعدها ..الخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى